بدأت التهديدات التي أطلقتها وزارة التربية، والسلطات العليا في البلاد، بحق مسرّبي أسئلة البكالوريا، والمشوشين على الامتحان، تجد طريقها إلى التجسيد، بعد أن تم الكشف عن توقيف ثلاثة أشخاص أحيلوا مباشرة على القضاء الذي قدّر أنهم يستحقون عقوبة عامين حبسا، بعد أن وجّه لهم تهمة نشر أسئلة الباك على الأنترنت وإشهارها بغرض إلحاق الضرر. وأفادت مصادر محلية، أن السلطات القضائية في ولاية البليدة قد أخضعت ثلاثة أشخاص لإجراءات المثول الفوري، بعد أن تم توقيفهم إثر تورطهم في نشر أسئلة امتحان البكالوريا بعد دقائق من بدء الامتحان، على شبكة الفايسبوك، ومباشرة بعد التحقيق معهم وإثبات التهمة في حقهم، وهي تهمة نشر وإشهار أسئلة البكالوريا بغرض إلحاق الضرر، قضت العدالة، مبدئيا، بسجن المتورطين لسنتين كاملتين. ويتوقع متتبعون أن يكون لهذا الحكم القضائي "العاجل" أثر فوري في كبح جماح التسريبات ومحاولات الغش التي أصبحت لصيقة بأهم امتحان تربوي في البلاد، حيث سيحسب "هواة التسريبات" ألف حساب قبل التورط في أمر من هذا النوع قد يكلفهم قضاء عامين، أو أكثر، خلف القضبان.. وفي سياق ذي صلة، فقد استمر، الثلاثاء، تداول المواضيع الرسمية للباك عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، حيث نشر العديد من المترشحين موضوع مادة الفلسفة بالنسبة لشعبة أداب وفلسفة بعد مرور 20 دقيقة فقط من انطلاق الامتحان عبر "الفايسبوك". وسارعت وزارة التربية بالتنسيق مع وزارات أخرى في اليوم الثالث من امتحان شهادة البكالوريا إلى حجب مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة الامتحان، كإجراء احترازي لتأمين ما تبقى من امتحان البكالوريا 2017. وكانت السلطات قد لجأت، في اليوم الثاني من الباك، إلى حجب الانترنت لزبائن الجيل الثالث والرابع، وهو الإجراء الذي اتخذته الوزارة بمساعدة وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال للحد من ظاهرة الغش وتسريب مواضيع امتحان البكالوريا. وحسب ما أورده موقع "كل شيء عن الجزائر"، فقد عرفت الانترنت صباح الإثنين بتقنية الجيل الثالث والرابع، اضطرابا في التدفق، ويأتي التشويش، بعد حالات الغش التي تم تسجيلها أمس بعد مرور 15 دقيقة من توزيع أوراق الامتحانات الخاصة بمادتي الرياضيات واللغة العربية عبر مختلف صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك." وكانت وزارة التعليم وبمساعدة وزارة الاتصالات، عمدت لحجب الأنترنت حتى تمنع تسريب مواضيع امتحانات شهادة البكالوريا، وهي العملية التي أثارت استياء زبائن خدمة الجيل الثالث والرابع الذين سيكونون معنيون بالضرورة وسيتضررون من هذا الإجراء. واعترفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط في تصريحات صحفية من قالمة بوجود تسريبات، خلال إمتحانات شهادة البكالوريا، مقللة في الوقت ذاته من أهميتها وعدم تأثيرها على السير الحسن لمجريات الامتحانات. وأضافت الوزيرة أنه سيتم فتح تحقيق لمعرفة من يقف وراء تسريب الامتحانات، متوعدة بأن العدالة لن تتهاون في تطبيق القانون. وقالت بن غبريط بأن وزارة التربية الوطنية وبالتنسيق مع دوائر وزارية أخرى تجندت لتوفير الجو الملائم للتلاميذ حتى يؤدون ما عليهم، مضيفة بأن هذه الإجراءات المتخذة وتظافر الجهود يضع التلميذ في أحسن رواق حتى يتحصل على هذه الشهادة المهمة في مساره.