- الأحزاب تكثف نشاطاتها استعدادا لدخول غمار المحليات المقبلة في وقت رفضت فيه الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي التفريط في الجامعات الصيفية، فضّلت معظم التشكيلات السياسية الناشطة في الجزائر الإستغناء كليا أو جزئيا عن هذا التقليد السياسي الذي يعتبر فرصة للمناضل لإسماع صوته داخل أسوار حزبه وبين قياداته، بالرغم من حلولها بين موعدين هامين هذه السنة وهما تشريعيات ماي المنصرم والمحليات المرتقب تنظيمها في نوفمبر المقبل. وباعتبارها خيارا إستراتيجيا عند الإسلاميين، أعلنت كل من احزاب العدالة والتنمية، الإصلاح الوطني، البناء الوطني، عن تنظيم جامعات صيفية في الفترة الممتدة بين أوائل جويلية إلى اواخر شهر اوت المقبل، في تأكيد جديد بأن هذه السنة السياسية فرصة لا يمكن الاستغناء عنها عند هذه الأحزاب خصوصا في ظل اقتراب موعد الانتخابات المحلية التي تسعى فيها لمحو صدمة التشريعيات وتحقيق نتائج إيجابية. بدورها، جبهة القوى الاشتراكية، برمجت في أجندنها تنظيم الجامعة الصيفية ل الافافاس أواخر اوت المقبل ببلدية سوق الاثنين بولاية بجاية، وهي البلدية التي دأبت على احتضان أشغال الجامعة الصيفية لأقدم حزب معارض في الجزائر. من جهته، حزب جبهة المستقبل، حدد النصف الأول من شهر اوت القادم، لتنظيم جامعته الصيفية، التي اختار مدينة بومرداس لاحتضان أشغالها على مدار خمسة أيام كاملة. بالمقابل، اكتفت العديد من الأحزاب بلقاءات جهوية لتعويض هذا الموعد الذي يعتبر فرصة للمناضل لإسماع صوته داخل أسوار حزبه وبين قياداته، كما كان الحال بالنسبة لحزب العمال الذي قرر التخلي هذه الصائفة عن تنظيم الجامعة الصيفية التي يحرص كل سنة على تنظيمها، حيث ستعوض هذه الجامعة بلقاءات جهوية تنظم على فترات في كل من الشرق، الغرب، الوسط وجنوب البلاد لإعادة تأطير المناضلين وإطارات الحزب بما يتماشى وأجندة المرحلة القادمة التي تأخذ فيها المحليات المقبلة طابع الأهمية والحيز الأكبر من اهتمامات الحزب على حد تاكيدات قيادة الحزب الاشتراكي. بينما لا تجد الاحزاب الاخرى من حرج في التخلي عن الجامعات الصيفية بسبب التقشف الذي تنتهجه قياداتها في ظل شحّ مداخيل الحزب وغياب المناضلين القادرين على الوفاء بمصاريف تنظيمها. و في السياق اعترف رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، صراحة بوجود صعوبة في عقد الجامعة الصيفية للحزب وإطاراته من منطلقات عديدة، أبرزها مسألة التمويل التي تبقى ضعيفة داخل الحزب ومن إطاراته وقيادييه، وهو ما يحول دون الفصل في مواعيد عقدها هذه السنة، بالرغم من أهميتها السياسية للحزب داخليا وخارجيا. ومعلوم أن القطبين التقليديين الافلان والارندي قد استغنيا منذ مدة عن عقد مثل هذه المواعيد السياسية المناسباتية بفعل المشاكل الكبيرة التي أحاطت بها خلال السنوات القليلة الماضية، بحيث تم الاكتفاء بعقد ملتقيات شبانية صيفية لحشد المناضلين.