لم تعد الجامعات الصيفية تستهوي رجال السياسة كالسابق، رغم أن الأوضاع الساخنة التي تعيشها البلاد تتطلب جامعات في كل الفصول، لطرح البدائل وتقديم المقترحات، وتتحجج الأحزاب في ذلك بشح الميزانية وسياسية التقشف التي لم تضرب المؤسسات فقط، بل حتى بيوت الأحزاب وتارة أخرى بسبب سطو الأعراس على القاعات، بل غالبا خوفا من عدم حضور الضيوف الذين يفضلون شاطئ البحر على قاعة مغلقة تتداول عليها وجوه معروفة بخطابها الأحادي. أحزاب الموالاة على رأسها الأفلان والأرندي أدركت أن الجامعات الصيفية مضيعة للوقت وغير مفيدة لمناضليها، بالنظر إلى أن مواضيعها السياسية غالبا ما تكون شاملة وغير واضحة تشتت الحاضرين فقط، الذين يسجلون حضورهم في اليوم الأول ليهجروا مقاعدهم في الأيام الأخرى، ويفيد الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي صديق شهاب، ل"الشروق" أن "حزبه تخلى عن الجامعات الصيفية في السنتين الأخيرتين كونها لم تعد مجدية وأن تنظيمها مجرد هدر للوقت فقط ويفضل الحزب بقيادة أحمد أويحيى، عقد ندوات جهوية تنظم طيلة السنة تكون أكثر فاعلية ويتم من خلالها الاحتكاك بالمواطنين والوقوف على مشاكلهم". بالمقابل يستبعد أن ينظم الآفلان لقاء صيفيا كونه لم يرتب بيته الداخلي بعد عقده للمؤتمر العاشر الذي زكى عمار سعداني أمينا عاما. كما أنه من غير المترقب أن يكون عمارة بن يونس رئيس الحركة الشعبية متفرغا لجمع مناضليه في قاعة للخوض في المشاكل السياسية بعد صدمة إبعاده من على رأس وزارة التجارة في التعديل الحكومي الأخير. وبعيدا عن الموالاة، تبقى الجامعات الصيفية عند المعارضة خاصة الإسلاميين منهم طقسا من طقوس العمل السياسي الذي يأخذ أبعادا دولية، حيث يحرصون على مشاركة إخوانهم في التوجهات من دول شقيقة كتونس أو ماليزيا أو المشرق العربي، كحركة النهضة عندما عقدت جامعتها بولاية جيجل نهاية شهر جويلية الفارط. أما حركة الإصلاح، فاختارت ولاية بومرداس لتنظيمها من 25 إلى 28 أوت الجاري لترافع لضرورة الحوار الوطني بين السلطة والمعارضة والخروج من الانسداد الذي تعانيه البلاد، في حين تحرص جبهة القوى الاشتراكية على أن تكون جامعتها الصفية بعد احتفالها بذكرى مؤتمر الصومام 20 أوت بمنطقة إفري أوزلاڤن بولاية بجاية. ويبدو أن زعيمة حزب العمال تواجه مشكلة بسبب عدم تمكنها من حجز قاعة تليق بجامعتها الصيفية الموافقة ل21 و22 و23 أوت الجاري، بسبب كثرة الأعراس. في وقت لم تحدد أحزاب أخرى مواعيد لجامعاتها الصفية رغم أن الموسم شارف على نهايته، ويفسر ذلك بأن الوضع السياسي العام أثر على شهية الأحزاب التي كانت تضع الجامعات الصيفية كموعد سنوي لترتيب الأوراق ورسم استراتيجية العمل المستقبلية، وفرصة لتكوين مناضليها.