تنتشر بالأسواق مشروبات مجهولة الهوية تباع بدون اسم الجهة المصنعة واسم المسوّق، وهو ما لوحظ ببعض ولايات الشرق الجزائري، أين باتت تسوّق بكثرة وسط غفلة من السلطات المعنية في وقت تبقى فيه هذه المشروبات تهدد صحة مستهلكيها. باتت ظاهرة بيع المشروبات بكل أنواعها منتشرة في الآونة الأخيرة بكثرة تزامنا وفصل الصيف أين يكثر الإقبال عليها، غير أن المثير في الأمر أن بعض المشروبات الغازية والعصائر تباع بدون بيانات تبرز هويتها والجهة المصنعة لها أو اسم الصانع أو تاريخ الصلاحية وانتهائها، وهو الأمر الذي يثير التساؤلات حول انتشارها بدون رقابة أو ردع، مقابل إقبال بعض الأشخاص على اقتنائها متجاهلين الأمر وما قد يحمله من مخاطر وخاصة أنه يتزامن وفصل الصيف أين تكثر التسممات الغذائية كما أن هذه المشروبات التي انتشرت مؤخرا في شرق البلاد، على غرار ولاية سطيف وبرج بوعريريج، تباع بالمحلات والأسواق كغيرها من المشروبات المقننة وهو ما قد يغالط الزبائن باقتنائهم لها دون الاستفسار عن هويتها ومحتواها ومكوناتها التي قد تكون خطرة على صحة مستهلكيها. وقد انتشرت الظاهرة على نطاق واسع دون حسيب أو رقيب من طرف الجهات المعنية، إذ أن هذه المشروبات باتت تزاحم وتنافس المشروبات الأخرى التي تسوّق بصفة شرعية وهو ما يتجاهله الأغلبية وما قد يوقعهم في الغلط باتجاههم لاقتناء أنواع كهذه لا تحمل لا اسم ولا الجهة المصنعة، ومن جهة أخرى، فإن أغلب باعة هذه المشروبات يقومون ببيعها وهي عرضة لأشعة الشمس الحارقة وعلى الأرصفة أين تتعرض القارورات البلاستيكية لدرجات عالية من الحرارة ما يكفيها لتصاب بالتلف وتتحول إلى سم قاتل بفعل الحرارة الشديدة وتفاعلها مع المشروب والقارورات البلاستيكية، والمثير في الأمر أن العديد من الأشخاص يقبلون على اقتناء مثل هذه الأنواع من المشروبات والتي تعرض في وضع مزرٍ وبطريقة لا تتوفر على شروط السلامة إضافة إلى كونها مجهولة المصدر والمكونات. حماية المستهلك تحذر من هذه المشروبات وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه ببعض الولايات الشرقية للوطن، وانتشار أنواع مجهولة الهوية للمشروبات، حذرت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وترشيده عبر صفحاتها الرسمية من استهلاك أنواع كهذه من المشروبات لما قد تحمله من خطورة على صحة المستهلكين، إذ قد تحمل مكونات مجهولة وخاصة أنها تصنع بمصانع غير شرعية وبصفة غير قانونية كما انها تباع عرضة لأشعة الشمس ما فوق ال40 درجة مئوية ما يجعلها عرضة للتلف وإصابة مستهلكيها بالتسممات الغذائية المميتة، ومن جهة أخرى، فقد أطلقت منظمة حماية المستهلك حملات تحسيسية خاصة بفصل الصيف تحمل شعار قف لا تسقني سما والتي تخص خاصة المشروبات التي تعرض لأشعة الشمس وتنقل بصورة عشوائية بما فيها المشروبات غير الشرعية التي تسوّق بدون هوية. وزارة التجارة خارج التغطية وللاستفسار حول هذه التجاوزات من طرف بعض الأشخاص الذين يسوّقون لمشروبات مجهولة الهوية عبر الأسواق النظامية والمحلات التجارية، حاولت جريدة السياسي الاتصال بوزارة التجارة والوصول إلى المكلف بالإعلام الخاص بهذه الهيئة، غير أنها لم تستطع بفعل ما يقوم به محولو المكالمات، إذ تصادف عند كل اتصال بحجج متنوعة على غرار وجوب التنقل للوزارة او أن المكلف بالإعلام لا يعمل اليوم أو أنه غير موجود حاليا إلى غير ذلك من الأمور التي حالت دون الوصول إلى مسؤول بالوزارة لتزويدنا بالمعلومات المطلوبة.