تفضل العديد من العائلات قضاء فصل الصيف في الشواطئ أو الغابات بعيدا عن ضوضاء المدن، غير أن الكثير من السياح والمصطافين اختاروا الحمامات المعدنية لاسيما حمام ملوان أو حمام سيدي سليمان، كما يسميه أبناء المنطقة، للاستجمام والتمتع بالمناظر الطبيعية في جو تختلط فيه المياه الدافئة للحمام مع عذوبة مياه الوادي وخضرة الأشجار التي تمنح السياح راحة ونشوة لا نظير لها. يستقبل حمام ملوان ، يوميا، العشرات من السيارات لولايات عديدة من وسط البلاد، على غرار الجزائر العاصمة، البليدة، المدية، بومرداس وتيبازة التي تتوافد على الحمام منذ الساعات الأولى من الصباح خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث يعرف هذا الأخير إقبالا كبيرا للعائلات العاصمية للاستحمام بالمياه المباركة ل حمام سيدي سليمان كما يفضل عدد من سكان المنطقة تسميته. ويضم الحمام قاعتين واحدة مخصصة للنساء والثانية للرجال الذين تعودوا على مياهه الدافئة، التي يقال عنها أنها تعالج العديد من الأمراض خاصة الجلدية، حسبما حدثتنا خالتي مليكة القاطنة بولاية المدية. كما تقصد الحمام النسوة لمعتقدات غريبة لعلاج بعض الأمراض أو التخلص من بعض المشاكل كأنه قادر على الشفاء من المس الشيطاني، العنوسة والعقم، لذا تجدهن يقمن بطقوس غريبة كإشعال الشموع ووضع الحنة. وعملت إدارة الحمام المعدني على اقتراح تسعيرات مدروسة تتوافق والقدرة الشرائية للمواطنين، حيث يبلغ سعر التذكرة الواحدة 100 دج يمكن للشخص خلالها من قضاء ساعات عديدة داخل الحمام والاستحمام بكل حرية، ويفضل الكثيرون بعد الاستحمام النزول إلى الوادي وكراء خيمة عائلية ب300 دج للاستمتاع بمياه الوادي العذبة، فتجد شريطا طويلا من المخيمات على ضفتي الوادي تتيح للعائلات فرصة السباحة والاستجمام وقضاء لحظات عائلية لا تنسى من خلال التسامر على طاولة الشاي أو القهوة وتذوق خبز الدار الذي يبيعه الأطفال طول النهار مع القليل من جبن البقر الذي يشتهر به حمام ملوان . وغير بعيد عن الحمام نجد حي مقطع الأزرق الذي لا يعرفه الكثيرون، قرية صغيرة محاطة بثلاث وديان كوادي الآخرة، واد بومعان الدافئين وواد العش العذب بمياهه الباردة، فالعارفون للمكان لا يفوتون فرصة زيارته والصعود إلى الجبال للسباحة في مياه الوادي العذبة والشلالات الصغيرة واصطياد بعض السمك لمن ساعفه الحظ، كما لا تفوت الكثير من النساء اقتناء بعض الأواني الفخارية المعروضة بأسعار معقولة.