تجد العديد من العائلات العاصمية الباحثة عن الراحة والاستجمام في المناطق الحموية والشلالات التي تزخر بها الكثير من ربوع الجزائر وجهة مناسبة لها لقضاء أيام العطلة الصيفية، بسبب المناظر الخلاّبة والهدوء اللذان تتميز بها هذه المناطق، كما تعد الوجهات البحرية والشواطئ هي الأخرى قبلة أخرى للعائلات، وهو ما استطلعته السياسي لدى المواطنين خلال جولتها عبر العديد من شوارع العاصمة. الحمامات للباحثين عن الاستجمام والاستشفاء فضّلت العديد من العائلات قضاء فصل الصيف بعيدا عن ضوضاء المدن، وذلك بإقبال الكثير منها على الحمامات المعدنية لاسيما حمام ملوان أو حمام سيدي سليمان ، كما يسميه أبناء المنطقة، للاستجمام والتمتّع بالمناظر الطبيعية في جو تختلط فيه المياه الدافئة للحمام مع عذوبة مياه الوادي وخضرة الأشجار، ما جعل هذه المناطق الحموية والشلالات المتواجدة بالولايات الساحلية او بالمناطق الداخلية تستقطب عددا هائلا من الزوار لأنها تتميز بطبيعة ساحرة ومناظر أخاذة، كما انها أماكن للاستجمام والاستحمام والاستشفاء ما جعلها تنال شهرة وطنية ودولية، ومن بين هذه الحمامات، نذكر منها حمام بوحنيفية بتلمسان و الصالحين ببسكرة وغيرها من الحمامات الاخرى التي تزخر بها، وهو ما أعرب عنه منير الذي فضّل قضاء عطلته الصيفية وعائلته ب حمام ملوان لقرب المسافة بينه وبين العاصمة ولتجنّب بعض المناظر الخادشة للحياء التي اصبحت تنتشر بالعديد من شواطئنا اليوم التي لم تعد ملائمة للعائلات، ليضيف محدثنا انه يتجه وعائلته تقريبا يوميا الى حمام ملوان . ومن جهته، قال أسامة انه اختار الخروج من العاصمة واصطحاب عائلته الى حمام المسخوطين المتواجد بولاية ڤالمة، شرق الجزائر، بحثا عن الهدوء والراحة ونظرا للأهمية العلاجية والراحة النفسية التي يوفرها، بعدما اعتاد وعائلته الذهاب إليه سنويا للاستحمام بالمياه المعدنية المعروفة بفوائدها الطبية، زيادة على المناظر الخلاّبة التي تميز المنطقة، ليضيف انه، في كل مرة، يقصدون فيها الحمام، الا واستحسن والده المصاب بداء المفاصل الأمر بعد الراحة التي يشعر بها. ..وتدفق متزايد للزوار على حمام المسخوطين أصبحت المنابع الحموية التي تتواجد ضمن فضاءات ومناظر طبيعية خلاّبة نظرا لأهميتها الاستشفائية والاستجمامية، تستقطب اهتمام السكان المحليين والمغتربين والأجانب على حد سواء، وهو ما أكده العديد من المواطنين، ليقول في هذا الصدد، طارق، الذي اعتاد كل سنة قضاء عطلته الصيفية بڤالمة إن الحمامات المعدنية بڤالمة تبقى تحتل مكانة هامة لدى الخاص والعام، بالنظر لما تشهده من تدفق عليها طوال فترات السنة، كما أنها تحتل المرتبة الأولى في ترتيب اختيارات جل العائلات الڤالمية بصفة خاصة والجزائرية بصفة عامة ، واضاف محدثنا انه يجد في هذه المناطق مزيجا بين متعة الاستجمام والاستحمام والاستشفاء. وتتعدى شهرة الحمامات المعدنية في ڤالمة حدود الوطن، فإلى جانب كونها مقصدا للعديد من العائلات الجزائرية، فهي كذلك مقصد لعدد كبير من السياح الذين ألفوا زيارتها منذ عدة سنوات بهدف الوقوف على ما تمثله في الحياة اليومية للمواطن، والاستفادة منها خاصة وأنها تتوفر على مزايا طبيعية هائلة. شلالات كفريدة تلقى اهتماما من قبل العاصميين كما تعد الشلالات المتواجدة بكل من بجاية، جيجل، سطيف، سعيدة والبرج، من بين أكثر الشلالات زيارة بالنسبة للعائلات نظرا للمناظر الطبيعية الساحرة والخلاّبة المتكونة عادة من الجبال والصخور الممزوجة بغطاء نباتي أخضر مشكّلة لوحات فنية رائعة، بالإضافة الى بحيراتها التي تشكّل اماكن مناسبة للسباحة والاستجمام، فقد نالت شلالات كفريدة ، المتواجدة بولاية بجاية أكبر نصيب من الشهرة لدى العاصميين الذين يتوافدون عليها بصفة كبيرة، خاصة مع نهاية شهر رمضان، كما هو الحال بالنسبة لعائلة رابح، 52 سنة، التي قررت قضاء عطلتها الصيفية ببجاية وتحديدا بشلالات كفريدة والذي تقول عناها الزوجة انها ذات طبيعة رائعة، فمنظر المياه المتدفقة من اعلى الصخور تشعر الزائر بالإنتعاش وبراحة نفسية لا مثيل لها تجعله ينسى جميع همومه، وقد فضّلت بعض العائلات التوجه الى الشلالات الواقعة بالمناطق الداخلية والتي تكون اقل توافدا من طرف الزوار، نظرا لبعد مسافتها عن العاصمة، لكن هذا لم يكن عائقا لبلقاسم الذي يقول انه سيقضي العطلة الصيفية بولاية برج بوعريرج وتحديدا ببلدية الرابطة، التي تحتوي على شلالات فائقة الجمال والتي تعد من المناطق السياحية بالنظر الى ما تتوفر عليه من مناظر تمتع البصر، ليضيف ان هذه الشلالات ليست معروفة كثيرا لدى الجزائريين ما يجعل عدد المقبلين عليها محدودا، وهذا ما يسمح للزائر بالتمتّع أكثر بسحر الطبيعة والسباحة في ظروف هادئة. وتشد الواجهات البحرية إقبال المصطافين الفارين من الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، حيث تقوم العديد من العائلات المقيمة بالعاصمة باصطحاب أطفالها إلى شواطئ البحر للسباحة واللعب برمالها الذهبية، خاصة مع توفر وسائل النقل الخاصة والعمومية التي تسهل على العائلات التي لا تملك سيارات التنقل بكل سهولة، حيث تقول حورية، ام لثلاثة أطفال، أن زوجها لا يملك سيارة ليقلهم بها الى البحر، لكن مع توفر وسائل النقل، فإنها تقوم باصطحاب أطفالها إلى البحر من اجل ان يشعروا بطعم العطلة الصيفية التي ترتبط بالنسبة إليهم بالبحر، وحال حورية هو حال الكثيرين الذي التقينا بهم بشاطئ باب الوادي الذي يكتظ بالعائلات العاصمية، خاصة التي تقيم بالمناطق المجاورة له، والذين لا تسمح ظروفهم المادية بالتنقل خارج العاصمة.