تعيش العديد من الولايات الجزائرية على وقع أزمة نقص حاد في مياه الشرب وذلك مند بداية فصل الصيف واشتداد موجة الحرارة ما دفع بسكان عدة مناطق عبر الوطن للخروج في احتجاجات للتنديد بهذا المشكل الذي بات يؤرقهم كل سنة مع مطلع فصل الصيف، ولعل الذي زاد من تذمر المواطنين إجبارهم على دفع فواتير المياه الغير متوفرة بحنفياتهم، الأمر الذي وصفوه بالاستغلال، مهددين بمواصلة الاحتجاج في حال استمرار هذه المهازل. استنكر العديد من المواطنين عبر مختلف ولايات الوطن خاصة بالمناطق الريفية دفعهم لفواتير المياه التي لم يستهلكوها بسبب أزمة انقطاع مياه الشرب وجفاف حنفياتهم منذ بداية الصيف وارتفاع درجات الحرارة، ورغم الشكاوي المرفوعة للسلطات المحلية ولشركة توزيع المياه على مستوى الولايات المعنية فيما يتعلق بأزمة نقص مياه الشرب إلا أن المشكل لا زال متواصلا لحد الساعة في ظل ارتفاع الشديد لدرجات الحرارة كما أنها شكاويهم لم تلقى آذان صاغية ما دفع بسكان العديد من المناطق إلى الخروج في احتجاجات وقطع الطرق للتنديد بهذه الممارسات من طرف الشركة المسؤولة عن توزيع المياه سيال والقطع المتواصل لها، ولعل ما زاد الطين بله تفاجأ سكان المناطق المعنية بفواتير المياه التي لم يستغلوها ولم تعرف طريقها إلى حنفياتهم منذ أيام وربما أسابيع وأشهر ببعض البلديات عبر مختلف ولايات الوطن. ومن بين الولايات التي عرفت موجة احتجاجات بسبب قطع مياه الشرب، ولاية بومرداس، حيث عاش سكان بلدية زموري على غرار العديد من بلديات الولاية أزمة نقص مياه حادة، إلا أن المياه التي تأتي مع انحصار مدة التزود تكون أيضا بطعم ولون ورائحة غريبة وهو ما عايشه أيضا سكان مختلف بلديات ولاية تيبازة الذين رفعوا عدة شكاوي بسبب مياه الحنفية ذو الرائحة الكريهة والمختلط بالاتربة والذي لا يصلح للشرب ولا حتى للاستعمال في اغراض اخرى بسبب الرائحة النتنة. وفي هذا السياق، تدخلت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وإرشاده أبوس بعد ان تلقت عدة شكاوي من طرف سكان بلديات تيبازة بسبب المشكل الذي لا يزال مستمرا لحد الساعة، حيث أقدمت المنظمة على طرح مقترح تعويض المتضررين من مياه الحنفية الكريه بالمناطق المعنية بالمشكل من خلال تخفيض فاتورة المياه وذلك خلال لقاء جمعها بالمدير العام لشركة توزيع المياه سيال الذي رفض هذا المقترح جملة وتفصيلا بحجة أمور تقنية بحتة واكتفت الشركة بالاعتذار لزبائنها مع الوعود بحل المشكل قريبا. من جهتها، شهدت ولاية تيزي وزو احتجاجات يومية وشل للطريق الوطني بسبب مشكل المياه، حيث أقدم المواطنون بقرية واقنون على غلق مقر وكالة مؤسسة الجزائرية لمياه وذلك بعد نفاذ مساعيهم لانهاء معاناتهم مع العطش، وبولاية ميلة أيضا تجمع العشرات من سكان دوار عين بويكني ببلدية واد سقانا مم مقر الولاية احتجاجا على أزمة العطش التي تعصف بهم في أعز أيام الحر، وبولاية بسكرة قام سكان قرية فرفار بمدينة طولقة بقطع الطريق الرابط بين بلديتهم بلدية ليشانة بالحجارة والمتاريس وأطر العجلات المطاطية المشتعلة احتجاجا على تذبذب الحاد في التموين بالماء الصالح للشرب.