تشكل الأشغال المتواصلة لتهيئة وتكييف واحات وبساتين النخيل لاحتياجات الأنشطة السياحية عاملا لتنمية السياحة واقتصاد العديد من مناطق ولاية بشار، حسب المديرية الولائية لقطاع السياحة والصناعة التقليدية. وفي هذا الصدد، فإنه بات بإمكان عديد المناطق على غرار تاغيت وبني عباس وبوقايس وموغل والتي تنتشر بها واحات وبساتين النخيل التي يعود عمرها إلى أزيد من ألف سنة فضلا عن مؤهلات طبيعية وتاريخية في غاية الأهمية وتراثا ثقافيا ثريا ومتنوعا أن تولد موارد اقتصادية كبيرة سواء للسكان أو للبلدية، كما تم التأكيد عليه. ويعتبر المسؤولون المحليون لقطاع السياحة والصناعة التقليدية بأن إنشاء أنشطة اقتصادية ذات الصلة بالتنسيق مع مصالح الفلاحة واستحداث مؤسسات مصغرة لتحويل منتجات النخيل على غرار معجون التمر (الروب) والمنتجات المستخلصة من التمور والحصير والمظلات الشمسية المصنوعة من أوراق النخيل والأشكال الخشبية من خشب النخيل، وهي نشاطات مسجلة في سجل الحرف والمهن التقليدية. وإضافة إلى استحداث مناصب شغل تساهم هذه الأنشطة كذلك في إحياء وبعث بعض المهن القديمة والتقاليد المتعلقة بالنخيل التي تعد وسيلة للحفاظ على مهن الأجداد والتراث الإجتماعي والثقافي لهذه المناطق. وسيرافق إعادة تأهيل واحات وبساتين النخيل البالغ عددها 62 واحة وبستان واقعة على ضفاف الوديان عبر 21 بلدية تحصيها الولاية وتتربع على مساحة قوامها 4.509 هكتار وتضم 657.850 نخلة أشغال فتح مسارات جديدة موجهة للمشي على الجمال والدراجات الهوائية كمنتجات سياحية يتم اقتراحها للسياح المقيمين بهذه المناطق، وفق ما ذكرت ذات الهيئة. إعادة تأهيل أنظمة زراعة الواحات لدعم السياحة ويأتي تأهيل 67.855 متر طولي من أنظمة الري التقليدية (الساقية) خلال السنوات الأخيرة من طرف المصالح المحلية للفلاحة و85 حوض سقي بقدرة استيعاب تقدر ب50 متر مكعب للواحدة، بالإضافة إلى تنظيف 36 بئرت تقليديت وتأهيل 2.620 فقارة وهي أنظمة سقي تعود إلى الأجداد منتشرة على نطاق واسع بالجنوب الغربي للبلاد، بالإضافة إلى حماية الواحات (كاسرات الرياح) وتأهيل 14.783 متر طولي من المسالك الفلاحية على مستوى 62 واحة تأكيدا لهذا المسعى لتحويل هذه الواحات والبساتين إلى مواقع ذات جذب سياحي. كما تم إلى جانب ذلك إنجاز شبكة كهرباء بطول 10 كلم لفائدة ثماني واحات و41 كلم من المسالك الفلاحية على مستوى تسع بلديات تابعة لولاية بشار والولاية المنتدبة لبني عباس وهي العملية التي تساهم في تثمين هذه المناطق الطبيعية والسياحية، حسب نفس المصالح. وبحسب مهنيين محليين بقطاع السياحة، يتواجد 300 فلاح ينشطون في شعبة النخيل وبعض الأنشطة الأخرى من الذين يمكنهم العمل في إطار شراكة رابح رابح للطرفين. ومكنت واحدة من هذه الواحات وبساتين النخيل للديوان الوطني الجزائري للسياحة من استثمار غلاف مالي قدره 16 مليون دج لتهيئة قرية سياحية بالمنطقة. وقد تم منح هذه المنشأة السياحية التي كانت في وقت سابق قرية فلاحية غير مكتملة تقع بالقرب من بستان نخيل وبمنطقة فلاحية بالمنطقة الريفية توزديت التابعة لبلدية إيغلي (160 كلم جنوب بشار) للديوان الوطني الجزائري للسياحة، في إطار عمليات تنمية الأنشطة السياحية وتعزيز قدرات استقبال السياحي، كما تمت الإشارة إليه. وتضم هذه القرية السياحية التي تتربع على مساحة 4.500 متر مربع بالإضافة إلى 96 سريرا موزعا على 16 بناية تتواجد حاليا في مرحلة الإستلام من أجل تكييفها لتلبية احتياجات الزبائن السياحيين الوطنيين والأجانب خيمة تقليدية كبيرة وكافتيريا وعديد الخدمات الأخرى الضرورية لإقامة السياح التي تمكنهم من قضاء أوقات راحة ببستان النخيل الواقع بمحاذاة هذه القرية السياحية المستقبلية.