عرض مبعوث الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية، هورست، كوهلر أمام مجلس الأمن الدولي نتائج أول زيارته إلى المنطقة في محاولة لدفع مسار التسوية المتوقف منذ 2012 بسبب العراقيل التي يضعها المغرب أمام الخطط الاممية التي تدعو إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي. ورافق المبعوث الأممي خلال تقديم تقريره عن الصحراء الغربية، كيم بلودوك، الرئيسة السابقة لبعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) التي تم تعيينها بداية شهر نوفمبر كممثلة خاصة ومساعدة لبعثة الأممالمتحدة في جمهورية الكونغو (المونوسكو)، حسب أجندة مجلس الأمن الأممي. وفي السياق، أكد ممثل جبهة البوليساريو في الأممالمتحدة، أحمد بوخاري، في تصريح إذاعي أمس، أن هذا التقرير الذي سيقدمه كوهلر هو تقييمي لنتائج الجولة الأولى من نوعها التي قام بها للمنطقة، مبرزا أن الآمال معلقة ليكون التقرير منصفا للقضية الصحراوية. وأوضح أحمد بوخاري أنه من المنتظر أن يتضمن تقرير كوهلر طبيعة النزاع بين المغرب والصحراء الغربية وعرض المشاكل والعراقيل، معتبرا أن المتسبب الأول في هذه العراقيل الاحتلال المغربي ولكن فرنسا هي السبب الجوهري في عرقلة مسار التسوية. وخلال زيارته الاولى لمخيمات اللاجئين الصحراويين منتصف أكتوبر الماضي، قال رئيس المانيا الاسبق: انا مطمئن حيال مستقبل المفاوضات في إطار المخطط الأممي لتسوية النزاع في الصحراء الغربية ، مضيفا أنه جاء إلى المنطقة من أجل الاستماع إلى طرفي النزاع (جبهة البوليساريو والمغرب) والاطلاع عن كثب على الأوضاع في مخيمات اللاجئين وكذا لفهم المسألة أكثر بغية تكوين نظرة شخصية. وأضاف المبعوث الشخصي قائلا: انا لست ساحرا، لكن ازداد إيماني اليوم. إن صور النساء والأطفال التي رأيتها في مخيمات اللاجئين تمدني بالثقة لمعالجة القضية الصحراوية، أنا متفائل بشأن مستقبل هذا الجيل الصاعد . وتجدر الإشارة إلى أن المبعوث الخاص للامين العام للصحراء الغربية، هورست كوهلر، جمعته أمس الاول مباحثات مع وفد لجبهة البوليساريو يضم كل من أمحمد خداد، المنسق الصحراوي مع المينورسو، واحمد بوخاري، ممثل الصحراء الغربية بنيويورك. وكانت الأممالمتحدة قد جددت شهر نوفمبر دعمها للمبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيريش، بعد خطاب الملك محمد السادس الذي أكد فيه أنه لا يمكن تسوية القضية الصحراوية إلا في إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي، ما يعرض مسار السلم للخطر. ومن هذا المنطلق، أكد الأمين العام الأممي أن مبعوثه الشخصي سيواصل مهمة الوساطة المكلف بها طبقا للعهدة التي منحها إياه مجلس الأمن. و يعود اخر لقاء بين جبهة البوليزاريو والمغرب على طاولة المفاوضات إلى مارس 2012 بمنهاتن بالولايات المتحدة. ومنذ ذلك الوقت يعرف مسار السلام الذي أطلقته الأممالمتحدة حالة انسداد بسبب العراقيل التي وضعها المغرب لمنع تسوية النزاع على أساس مبادئ الشرعية الدولية التي تضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.