- مليون ونصف ورقة ملغاة في الانتخابات! كسرت الانتخابات المحلية، التي جرت أول أمس، قاعدة العزوف والمقاطعة التي سادت في تشريعيات ماي 2017 والمحليات السابقة، بحيث ارتفعت النسبة الإجمالية للمشاركة بشكل محسوس لتناهز ال47 بالمائة، وهو رقم يمثل، بحسب مختصين ومراقبين للوضع السياسي، ضمانا لمصداقية وشرعية المنتخبين الذين تم اختيارهم من قبل المواطنين لتسيير شؤونهم وتلبية انشغالاتهم وتطلعاتهم على مستوى 48 مجلسا ولائيا و1541 بلدية عبر الوطن. وأعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، أن نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية التي جرت الخميس 23 نوفمبر 2017، بلغت 44.96 بالمائة بالنسبة للمجالس الولائية و46.93 بالمائة بالنسبة للمجالس البلدية. وقال خلال ندوة صحفية نشطها، أمس، أن هذه عدد المسجلين بلغ 22 مليون و883 ألف و772 وبلغ عدد المصوتين 10 ملايين و142 ألف و639 مصوت. وقال بدوي إن عدد الأصوات المعبّر عنها بلغ 8 ملايين و653 ألف و673، أما الأصوات الملغاة، فبلغت مليون و488 ألف و966 صوت. واستجاب المواطنون لدعوات المسؤولين والاحزاب السياسية على مدار الايام الاخيرة، حيث توجهوا بقوة أمس إلى صناديق الاقتراع المتوزعة عبر 48 ولاية للادلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم على المستوى المحلي الامر الذي انعش نسبة المشاركة بشكل ملحوظ، وفق ما اعلن عنه وزير الداخلية، نور الدين بدوي، الذي أكد في تصريح للصحافة ان ارتفاع نسبة المشاركة يعكس مدى اهتمام المواطن بهذا الموعد الهام وتحليهم بمستوى عال من روح المسؤولية. وعدّد محللون سياسيون امس عدة اسباب ادت الى ارتفاع نسبة المشاركة في محليات 2017 وعلى رأسها خصوصية الانتخابات المحلية التي تتميز بالتنافس على المستوى المحلي بين المترشحين وأتباعهم، والتصاق هذه الانتخابات بصفة مباشرة بالمواطنين، اضف إلى ذلك أن هذه الانتخابات لا تعني الجالية الجزائرية بالخارج، ولذلك، فإن نسبة التصويت لم تتضرر بعامل العزوف لدى الجالية كما تشهده التشريعيات ويؤثر على نسبة المشاركة النهائية. ورأى مراقبون آخرون أن المشاركة القياسية للأحزاب السياسة في المحليات كان لها الدور الكبير في رفع نسب المشاركة، فلأول مرة في تاريخ البلاد، يشارك 62 حزبا سياسيا في الانتخابات المحلية، وسط تفاخر كثير منها باعتمادها على الشباب في قوائم المرشحين، بينما رصد البعض عوامل أخرى، من بينها ارتباطها بالجهوية والعروشية التي تدفع المواطنين صوب صناديق الاقتراع. وكان رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، قد أدى واجبه الانتخابي بالمدرسة الابتدائية محمد البشير الإبراهيمي بالأبيار بالجزائر العاصمة، كما دعا رئيس الدولة عشية هذا الموعد الانتخابي إلى المشاركة بقوة في هذه الاستحقاقات، مذكّرا بأن المجالس المحلية المنتخبة للسنوات الخمس المقبلة ستكون، ميدانيا، أداة لتثمين الموارد العمومية لفائدة المواطنين وخطوة أسياسية لعصرنة الخدمة العمومية التي سخرتها البلاد لصالح مستخدمي الدولة. من جانبهم، دعا قادة أحزاب سياسية خلال أداء واجبهم الانتخابي المواطنين الى المشاركة بقوة في هذا الاستحقاق الانتخابي للمشاركة في بناء الوطن وتحسين تسيير الجماعات المحلية. ويتعلق الامر بكل من حزب جبهة التحرير الوطني، تجمع أمل الجزائر، الحركة الشعبية الجزائرية، حركة مجتمع السلم، طلائع الحريات والجبهة الوطنية الجزائرية. للإشارة، فإن نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية لسنة 2012، حسب أرقام وزارة الداخلية، بلغت 44.26 %، في حين بلغت نسبة المشاركة في انتخابات المجالس الشعبية الولائية 42.92 %، أما في الانتخابات المحلية لسنة 2007، فبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية 44.9 %، و43.47 % للمجالس الشعبية الولائية. وكانت الانتخابات التشريعية السابقة التي جرت في ماي الماضي، قد شهدت نسبة مشاركة ضعيفة لم تتعد ال35 % من مجموع الناخبين الذي يزيد عن 22 مليون ناخب.