قال القس الذي توسط في حل الأزمة السياسية في زيمبابوي، في تصريحات ل بي بي سي ، إن الرئيس المستقيل روبرت موغابي سيستمر في لعب دور سياسي في البلاد. وقال القس فيديليس موكونوري إن موغابي سيقدم النصح باعتباره رجل دولة أكبر سنا، بما في ذلك إلى الرئيس الجديد. واستقال موغابي البالغ من العمر 93 عاما الثلاثاء الماضي، بعد تدخل الجيش وأيام من المظاهرات الحاشدة. وحلف إيمرسون منانغاغوا اليمين الدستورية رئيسا بدلا لموغابي الجمعة الماضي. وكان منانغاغوا، وهو حليف مقرب من موغابي طيلة عقود، قد أقيل من منصبه في وقت سابق من الشهر الجاري، ما أثار أزمة سياسية انتهت باستقالة موغابي. وتوسط القس موكونوري، وهو صديق مقرب من موغابي ويبلغ من العمر 70 عاما، بين موغابي والجيش. وقال موكونوري إن الرئيس الجديد سيذهب إلى سلفه موغابي، لتلقي المشورة السياسية. جاء ذلك في تصريحات للقس موكونوري، أدلى بها لمراسل بي بي سي ، ريتشارد غالبن، في كنيسة خارج العاصمة هراري، بعد أن قاد قداسا تضمن صلاة شكر على الانتقال السلمي للسلطة في زيمبابوي. وقال القس: في المجتمع الأفريقي الأشخاص الأكبر سنا يُلتجأ إليهم لأخذ النصيحة . وأشار القس إلى ما قاله منانغاغوا عن سلفه، خلال مراسم تنصيبه. وقال: حينما يقول عنه إنه أبي. إنه قائدي. إنه ناصحي، فهل يعقل أنه سيبتعد عن والده وناصحه وقائده؟ لا اعتقد ذلك . وقال موكونوري إن موغابي وزوجته غريس لا يزالان في منزلهما في هراري، وليس لديهما خطط لمغادرة البلاد. وتدخل الجيش في زيمبابوي في الأزمة السياسية، بعد أن شاع أن موغابي يجهز زوجته لخلافته. وعززت إقالة منانغاغوا من منصب نائب الرئيس تكهنات بهذا الشأن. وقال موكونوري إنه لا يمكنه تأكيد تقارير، أشارت إلى أن موغابي حصل على ملايين الدولارات، وتعهدات بعدم المساس بثروته، مقابل موافقته على تقديم استقالته. وقال: لم نعرض عليه شيئا. لقد استقال من أجل مصلحة زيمبابوي . وتثار مخاوف من أن الرئيس الجديد لن يقود إصلاحات ديمقراطية، يحلم بها كثيرون من أبناء زيمبابوي. ويرتبط اسم منانغاغوا ببعض أسوأ الأعمال الوحشية، التي ارتكبت في زيمبابوي تحت حكم حزب زانو، منذ الاستقلال عام 1980. لكن موكونوري أعرب عن اعتقاده بأن منانغاغوا، الذي كان يتولى في وقت ما رئاسة جهاز المخابرات، يعلم أن الديمقراطية ضرورية.