انتقلت حرب التصريحات بين حركة مجتمع السلم وجبهة المستقبل إلى الفضاء الإلكتروني، بحيث تشهد النسخة الجزائرية من الفايس بوك حربا شرسة بين مناضلي حزبي عبد الرزاق مقري وعبد العزيز بلعيد، على خلفية تصريحات الاخير بخصوص الدور الذي لعبه محفوظ نحناح، مؤسس حركة مجتمع السلم، في منتصف التسعينيات، والتي اعتبرها الحمسيون تجنيا على رمز من رموز الجزائر. وأثارت التصريحات الأخيرة التي أطلقها رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، بخصوص الدور الذي لعبه محفوظ نحناح مؤسس حركة مجتمع السلم، في منتصف التسعينات، حفيظة قيادات حمس، معتبرين سنّ بلعيد لا يؤهله للحكم على الأحداث التاريخية الكبيرة في البلاد. وهو غير مؤهل لتقديم شهادته حول ما حدث في سانت إيجيديو. وفي السياق، اتهم رئيس المجموعة النيابية لحركة مجتمع السلم، ناصر حمدادوش، عبد العزيز بلعيد بالتبعية للمخابر السرية والإئتمار بأمرها، وقال إنهم في حمس يعرفون مسيرته، قضاياه، علاقاته وأدواره جيدا مُذ كان شابا، والمهام التي كُلّف بها ، مضيفا بالقول: فمن الأفضل له أن يُبقِي الستر على نفسه . وأوضح حمدادوش أن الشيخ محفوظ نحناح حضر الجولة الأولى من سانت إيجيديو بقرار المكتب التنفيذي الوطني، واستجابة للنهج الذي كان يسير عليه وهو الحوار وتحقيق المصالحة الوطنية بين جميع الجزائريين، وذلك بحضور السلطة والمعارضة، بعد أن سُدّت كل الآفاق، كما أن غيابه عن الجولة الثانية كان لانعدام هذا الشرط. بدوره، قال الأمين الوطني للإعلام والاتصال بالحركة، بن عجمية بوعبد الله في منشور على الصفحة الرسمية لحمس في الفايسبوك، أن تهجم رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد على الشيخ محفوظ نحناح في حوار له بجريدة الشروق ينم عن حقد دفين، دفعه هذا الحقد غير المبرر إلى تناقض كبير في تصريحاته ضد الأب الروحي للحركة، لاسيما عند حديثه عن فكرة سانت إيجيديو. من جهتهم، ابدى مناضلو جبهة المستقبل مساندتهم المطلقة لموقف رئيسهم عبد العزيز بلعيد، مؤكدين في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ان بلعيد بصفته مرشحا سابقا للرئاسيات ورئيسا لحزب حقق المرتبة الثالثة في المحليات الاخيرة متقدما على حركة مجتمع السلم يحق له تقديم حقائق تاريخية للرأي العام، كما تحدى المناضلون في جبهة المستقبل نظراءهم في حمس بتقديم أدلة وبراهين حول وجود نقاط سوداء في المسيرة السياسية لعبد العزيز بلعيد. وكان بلعيد قد قدم في حوار مع جريدة الشروق اليومي ، رواية عن مسألة انسحاب الراحل محفوظ نحناح في اجتماع سانت ايجيديو مفادها أن الأخير شارك وفق خطة مدبرة مع أطراف في السلطة ثم غادر اللقاء في إطار نفس الاتفاق.