قدم مجاهدون، امس بالجزائر العاصمة، شهادات حية عن بطولات الفقيد المجاهد قتال الوردي خلال ثورة التحرير على مستوى الولاية الاولى التاريخية بمنطقة الاوراس النمامشة، حيث اعتبروه احد ابرز الابطال في سبيل استرجاع السيادة الوطنية. واستحضر المجاهدون بمناسبة اربعينية الفقيد نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالمركز الثقافي العربي بن مهيدي ، وقائع واحداث تاريخية عايشها المجاهد قتال الوردي الذي وافته المنية في اواخر شهر جانفي الماضي بمسقط رأسه تبسة، معتبرين اياه من الإطارات البارزة في الثورة. كما يعد الراحل الذي ترعرع في كنف الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس من المجاهدين القلائل الذين شاركوا ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 في اندلاع ثورة التحرير بمنطقة الاوراس وبقوا على قيد الحياة وأحد أبطال معركة الجرف التي دارت رحاها في 22 سبتمبر 1955 والتي تعتبر إحدى أكبر وأشهر المعارك التي خاضها جيش التحرير الوطني. وحسب شهادة المؤرخ محمد بلغيث، فان الفقيد يعد ايضا احد المثقفين الكبار حيث يتمتع بثقافة دينية واسعة ومعارف معتبرة في الأدب العربي كونه حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، قبل أن يتابع دراساته بتونس ثم بمعهد الشيخ عبد الحميد بن باديس قبل ان يلتحق بعدها بالكفاح المسلح في نوفمبر 1954. وبعد أن شارك في العديد من المعارك إلى غاية 1956 منها معركة أم لقماقم وجبل عرقو، استقر المجاهد الوردي بالقاهرة بمصر قبل أن يعود إلى تبسة سنة 1962. اما المجاهد محمد عثماني، فذكر بان المجاهد الوردي ورفقائه لقنوا العدو درسا في الانقضاض الجبلي بالأوراس نمامشة، حيث لا تزال معركة الجرف حاضرة وهي من ضمن كبريات المعارك التي فرض خلالها أفراد الجيش إستراتيجية عسكرية بنجاح ومكنت تلك المعركة بكل ما حملته من معاني البطولة والتحدي وسط المجاهدين من تعزيز تدويل القضية الجزائرية في منظمة الأممالمتحدة وكل المحافل الدولية. كما سمحت تلك المعركة برفع معنويات الجيش وزادته إصرارا على استرجاع السيادة الوطنية ومهدت لمرحلة جديدة في مواجهة الاستعمار والرد على ادعاءات الاستعمار التي تتهم المجاهدين بأنهم مجرد مرتزقة، حسب الشهادات المقدمة بالمناسبة. ومن جهة اخرى، دعا بعض المجاهدين الى اعادة كتابة مذكرات الفقيد لأنها لم تف بحقه وبأعماله خلال الثورة.