قرر 15 ألف طبيب مقيم مقاطعة امتحانات نهاية التخصص المقررة اليوم، ردا على تصريحات وزير التعليم العالي الطاهر حجار، مؤكدين أن مسؤولية مقاطعة هذه الأخيرة يتحملها الجميع بما فيها وزارتي التعليم العالي والصحة وليس الطبيب بمفرده، مبدين استعداد للتضحية بامتحان نهاية التخصص بغرض افتكاك مطالبهم المرفوعة، في الوقت الذي اتهموا وزارة التعليم العالي التعامل بسياسة الكيل بمكيالين، مشيرين إلى أن تصريحات الوزير لن تغير قرارهم في خيار الاستقالة الجماعية الذي لا يزال قائم. خلصت الجمعية العامة للأطباء المقيمين المستخدمين على مستوى مصطفى باشا الجامعي التي تم عقدها نهاية الأسبوع الماضي إلى اتخاذ قرار الاستقالة الجماعية وذلك عقب عقدهم للجمعية العامة خضم الأسبوع الماضي التي خلصت بالتصويت بالإجماع على استعداداهم لإعلان قرار السنة البيضاء وتقديم الاستقالة الجماعية، هذا القرار الذي يضع اليوم وزارة الصحة في مأزق في ظل تواصل الإضراب منذ قرابة خمسة أشهر ومقاطعة الأطباء المقيمين للمناوبة الصباحية ما دفع الوصاية للاستنجاد بالأطباء الأخصائيين لتغطية العجز. وفي هذا السياق، أبدى ممثل التنسيقية الوطنية للأطباء المقيمين، محمد طيلب، في تصريح إعلامي، امتعاضه من لهجة التهديد التي ميزت خطاب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، أمس ضد الأطباء المقيمين وطلبة المدارس العليا، مؤكدا بأن حديث حجار عن عدم شرعية إضراب الأطباء المقيمين غير مؤسس، على اعتبار أن القانون الجزائري لا يتضمن أي نص قانوني يمنع الإضراب المفتوح. وتساءل محمد طيلب، كيف يمكن للوزارات الوصية أن تتحدث أمام الإعلام عن فتح قنوات الحوار و استعدادها المطلق للمشاورات والمفاوضات، في الوقت الذي يتم فيه غلق كل أبواب الحوار أمام الأطباء المقيمين وطلبة المعاهد العليا، مؤكدا بان تصريح حجار بأنه لم يطلب لقاء الأطباء المقيمين وبأنهم هم الذين طلبوا لقاءه بحر الأسبوع الماضي، هو حجة عليه وليست على الأطباء، لأنه دليل قاطع على استعداد الأطباء ومبادرتهم للحوار في حين تغلق الوزارات الوصية كل أبوابها . كما شدّد محمد طيلب بأن مثل تلك التصريحات التي أتت على لسان حجار، والتي تحمل لغة التهديد لن تزيد الأمور إلا تعقيدا، مشيرا إلى أن مطالب الأطباء المقيمين لم تكون يوما تعجيزية أو إستعجالية، بل كانت مطالب مهنية شرعية تستلزم فقط التزام الوصاية كتابيا بتنفيذها على المدى المتوسط والبعيد وهو ما لم تبد الوزارات المسؤولة أي نية لاستجابة له. وفي ذات الإطار، قال زغبي سماتي رئيس النقابة الوطنية للأساتذة الباحثين، أن مقاطعة الأطباء المقيمين للامتحانات نهاية التخصص سيضيع مستقبلهم، مشيرا إلى أن الإضراب هو حق من اجل الردع وليس لاستعماله. للإشارة، عقد يدروهم كل من الأطباء المقيمين بولاية وهران وعنابة وتلمسان جمعيات عامة تم من خلالها التصويت بشكل جماعي على إقرار سنة بيضاء وتقديم استقالة جماعية، في انتظار وصول نتائج الانتخابات في باقي المؤسسات الاستشفائية الجامعية عبر باقي الولايات والتي سيتم على أساسها تحديد قرار الأطباء المقيمين بخصوص إضرابهم المتواصل منذ قرابة الخمسة أشهر والإعلان الرسمي عن قراره الذي سيكون في غضون أسبوع على أقصى تقدير.