رافع الروائي واسيني الأعرج خلال لقاء أدبي، مساء أمس الاول بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، من أجل نقد إعلامي بنّاء خدمة للكتابة الأدبية الجزائرية، وهو أمر يمكن، حسبه، تحقيقه بتكوين صحفيين في المجال. وأوضح الأعرج لدى حلوله ضيفا على المقهى الثقافي القسنطيني مجاز بمناسبة احتفاليات يوم العلم الموافق ل16 أفريل من كل سنة، بأن النقد الإعلامي البنّاء لأي عمل أدبي يسمح بتسليط الضوء على هذا الإنتاج والتنبيه لأهميته ومن ثمة إثارة الاهتمام به. وأضاف أمام جمع من المهتمين بالشأن الثقافي: يتعين على الجرائد تخصيص أركان لنقد الإصدارات الجديدة على أن لا يكتفي الصحفي عند الكتابة بتقديم عنوان الكتاب والتطرق لما أورده الناشر في غلاف الصفحة الأخيرة من الكتاب دون قراءة محتوياته وتقييمها ، متحدثا عن ضرورة إخضاع هؤلاء الصحفيين للتكوين في هذا المجال خدمة للأدب والثقافة بالجزائر. واغتنم ذات الروائي فرصة تواجده بمدينة الصخر العتيق ليغوص في ظروف إعداد روايته الأخيرة الموسومة ليالي إيزيس كوبيا التي استحضر من خلالها روح الأديبة الفلسطينية الراحلة مي زيادة والتي اعترف بأنه أراد من خلالها إنصاف على طريقته الخاصة مي التي بدأت حياتها الأدبية غريبة هادئة ورحلت وحيدة بائسة. وأوضح الروائي الحائز في عام 2015 على جائزة كتارا للرواية العربية تكليلا لجهوده الرائعة في روايته مملكة الفراشة ، بأن إيزيس كوبيا هو الاسم المستعار الذي كانت تتخفى من وراءه مي زيادة في بداياتها في الكتابة، مفيدا بأن هذه الرواية التي اعتمد فيها على المخطوطات والوثائق تخاطب القلوب بالدرجة الأولى وستجعل القارئ يحب مي زيادة أكثر. وأضاف قائلا: لطالما استوقفتني عديد الأسئلة حول تلك الشخصية مما جعلني أبحث وأحاول التعمق في هذا الشأن حيث قمت باقتفاء أثرها وأماكنها بين لبنان وفلسطين ومصر عبر رحلة سياحية ثقافية لأكتشف أمر إدخالها لمدة قاربت السنة لمستشفى للأمراض العقلية ببيروت من طرف ابن عمها جوزيف الذي كان ذات يوم حبيبا لها والذي اتهمها بالجنون للاستيلاء على أملاكها . وعقب هذه المداخلة، تم فتح باب النقاش أمام الحضور للحديث عن عدة أمور من بينها على وجه الخصوص علاقة الحرية في الكتابة بالأخلاق وسبل تحويل الروايات الجزائرية إلى أعمال سينمائية أو درامية. واختتمت الجلسة الأدبية المنظمة من طرف مديرية الثقافة بالتنسيق مع دار نوميديا للنشر والتوزيع بعملية بيع بالتوقيع لمؤلفات واسيني الأعرج.