ينتظر القراء الجزائريون الروائي الجزائري الكبير، واسيني الأعرج، جديده في معرض الكتاب الدولي بالجزائر، الذي سيتم تنظيمه قريبا، والذي سيكون عبارة عن رواية يستنطق فيها صاحب رواية العربي الأخير 2084 ، الغامض في حياة الأديبة الفلسطينية اللبنانية، تحت عنوان ليالي ايزيس كوبيا والذي تضمن عنوانا فرعيا ثلاثة مئة ليلة وليلة في جحيم العصفورية . يكشف واسيني في هذا المولود الجديد عوالم المأساة التي عاشتها هذه الشاعرة الفلسطينية في مستشفى الأمراض العقلية في بيروت بعد أن اتهمها أقاربها بالجنون للتخلص منها، والاستيلاء على ميراثنا، لأنها كانت وحيدة والديها المتوفيين. ويقول واسني الأعرج عن روايته في الغلاف الخلفي لروايته الجديدة، هي أول عمل سردي يستدعي إبداعيا حياة الكاتبة الكبيرة مي زيادة، في لحظة مأساتها، في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية ببيروت العصفورية ، بعد أن اتهمها أقاربها بالجنون للتخلص منها، والاستيلاء على ميراثنا، لأنها كانت وحيدة والديها المتوفيين. ليالي إيزيس كوبيا، هي قصة مخطوطة ضائعة لميّ: ليالي العصفورية، تحتوي على الكثير من الأسرار. رحلة شاقة بين مختلف الأماكن والبيوتات، الأديرة، المستشفيات والمصحات، المهاجر، التي مرت عبرها المخطوطة. الكثير من الأطراف تتنافس للحصول عليها. دونت ميّ في هذه المخطوطة تاريخها الشخصي، ولكن أيضا الظلم الاجتماعي الذي تعرضت له من أهلها وأصدقائها. تدين كل من أجرموا في حقها. لكن ليالي إيزيس كوبيا تذهب إلى أبعد من هذا كله، في تحليلها الفني، لمشكلات العصر الخطيرة، من بداية القرن الماضي إلى اليوم كوضعية المرأة في المجتمعات الشرقية التي تعيد إنتاج أفكار القرون الوسطى. مشكلة الذكورة التي لم تعد مقتصرة على أفراد بعد أن تحولت إلى نمط من التفكير. معضلات الحداثة في مجتمع ما بين الحربين، التي ظلت خطابا فوقيا نخبويا، ولم تتحول ألى فاعلية اجتماعية وحياتية. فقد أجب جيل ميّ الحداثة، لكنه رفض دفع ثمنها الباهض. نلتقي في هذه الرواية برواد العصر، مثل طه حسين، الرافعي، جبران، مطران، مصطفى السيد، الريحاني، وغيرهم من الذين هيكلوا مجتمع العشرينيات حتى الخمسينيات، وتركوه معلقا في فراغ لا هو حداثي، يقبل بخياراته، ولا هو كلاسيكي مرتاح تحت مظلة شكلتها المنظومة الدينية والتقاليد.