- تأجيل المواعيد يدخل المرضى في تعقيدات صحية ينتظر أن يجتمع اليوم وزير الصحة والسكان، مختار حسبلاوي، بممثلي الأطباء المقيمين في لقاء الفرصة الأخيرة، بعد فشل عديد الاجتماعات والحوارات بين الوزير وتنسيقية الأطباء المقيمين، لإيجاد حل نهائي لقضية المقيمين من خلال تجسيد لائحة مطالبهم المرفوعة منذ 5 أشهر، ما عاد بالسلب على القطاع الذي دخل في دوامة. إلا أنه وقبل اللقاء، قطع وزير الصحة الطريق على الأطباء المقيمين بتصريحه الأخير، أمس، خلال عرض مشروع قانون الصحة على البرلمان والذي أكد من خلاله أن الخدمة المدنية باقية ولن يتم التنازل عن إجباريتها وهي الضامن للخدمة الصحية بالنسبة لجميع المواطنين. جدد وزير الصحة والسكان، مختار حسبلاوي، دعوته للمقيمين من اجل عقد لقاء آخر ضمن سلسلة اللقاءات المبرمجة منذ دخولهم في إضراب وطني الذي تجاوز الخمسة أشهر، حيث من المرتقب أن يجتمع اليوم بممثلي الأطباء المقيمين بغية العمل من اجل الوصول إلى أرضية تفاهم تخدم كلا الطرفين، وإعادة المياه إلى مجاريها في انتظار ما سيسفره اللقاء المرتقب الذي سيتم خلاله إعادة دراسة القانون الأساسي للطبيب المقيم وليس لفتح قنوات الإصغاء لمطالب الأطباء المقيمين العالقة لحد الساعة بين مد اللقاءات مع الوزارة وجزر تحقيق تلك المطالب، حسب ما أعلن عنه عضو التنسيقية الوطنية للأطباء المقيمين. من جهة أخرى، أبدى الأطباء المقيمون تشبثهم بقرار مواصلة الإضراب المفتوح في الوقت الذي تتخذ فيه الوزارة الوصية الصمت على قرار إضرابهم وعدم تقديم ولو اقتراحات تتقارب مع جملة المطالب المرفوعة. خمسة أشهر إضراب وفي ظل تواصل إضراب الأطباء المقيمين، تم تسجيل أثر كبير لهذا الأخير على المستشفيات والسير الحسن للخدمات الصحية وعملية التكفل بالمرضى في المراكز الاستشفائية الجامعية بالعاصمة ومختلف ولايات الوطن. فالنسبة لقسم الاستعجالات الطبية الجراحية، يصطف عشرات المرضى على طول الممر في انتظار استقبالهم من طرف الأطباء العاملين، وبينما هم يتقدمون في الصف تدريجيا، يأتي آخرون إلى المصلحة منهم من يعاني من كسور وآخرون بسبب آلام وغيرها ويتم أحيانا إعلام الرأي العام بانعكاسات الإضراب عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي التي تبلغ عن حالات صعبة يتم تداولها من قبل مرضى يعدون الأكثر تضررا، ومن بين الحالات المتداولة هذا الأسبوع من قبل المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، حالة لمريضة في وضعية حرجة تنتظر متابعة على مستوى قسم الجراحة الصدرية بالعاصمة. ومن بين أهم المشاكل التي خلفها الإضراب عدم تمكن المرضى من إجراء الأشعة والماسح الضوئي سكانير على مستوى المستشفيات خاصة في الحالات الاستعجالية حيث يضطرون لإجرائها بالقطاع الخاص، كما خلف الإضراب حالة اكتظاظ على مستوى المصالح الاستشفائية بسبب تراكم عمال الأطباء المقيمين المضربين على باقي الطاقم الطبي. مندوب لتنسيقية الأطباء المقيمين يتبرأ ولدى استجوابه حول تأثير إضرابهم على صحة المرضى، أكد احد مندوبي التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين الجزائريين المبادرين بالإضراب، سواليلي، أنهم غير معنيين تقنيا بتقديم العلاج وان عملهم يقتصر على الملاحظة فقط، فقد صرح مسؤولو المستشفيات مرارا أن هؤلاء مدعمين بما فيه الكفاية بالمساعدين والأساتذة المساعدين بما يغنيهم عن الأطباء المقيمين، مضيفا أنه باختيار تشديد مسعاهم، فإن هذا لا يعني الدخول في نزاع مع الوصاية، بل ممارسة ضغوط عليها حتى تقبل بأرضية المطالب. انعكاسات سلبية وفي ذات الإطار، اعتبر زبير رقيق، المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي نفيسة حمود ، الذي يضم 400 طبيب مقيم، أن الانشغال الرئيسي يخص المشوار المهني ومستقبل المضربين مصرحا أن مقيم اليوم هو طبيب الغد، ويجب أن يحظى بتكوين جيد وأن لا يضيع سنته الجامعية، داعيا للوقف العاجل للإضراب. وبغض النظر عن المشوار المهني للمعنيين، أشار المسؤول إلى أن هذا الاحتجاج ستكون له انعكاسات سلبية على المنظومة الصحية، موضحا أنه بغياب تخرج جديد لهذه السنة، سيكون من الصعب ملء المناصب الشاغرة بسبب الإحالة على التقاعد وغيره. وفيما يخص تأثير الإضراب على سير المؤسسة الاستشفائية الجامعية، اعتبر المسؤول الأول للمؤسسة، أن المنظومة الصحية لا تعتمد على المقيمين الذين لا يعدون سوى حلقة من السلسلة، مضيفا أن هؤلاء يساهمون فعلا في سير المستشفى ويتم الإعتماد عليهم لكن لا أحد يعد ضروريا، ولحسن الحظ، فإن المناوبة الليلية مضمونة وأن أدنى خدمة مضمونة أيضا طبقا للتنظيم، فضلا عن ذلك، فإن الإضراب من الأساس غير قانوني. وأضاف رقيق أنه تم اتخاذ إجراءات للتخفيف من حدة الإضراب لاسيما تعزيز أسلاك الأطباء المتخصصين والمساعدين، مشيرا إلى أن بعض الأطباء المقيمين يعملون بشكل عادي لكنهم، بدافع روح المؤازرة والتضامن، يفضّلون القول أنهم في إضراب.