تتواصل الإضرابات في قطاع الصحة وتتواصل معها معاناة المرضى مع تأجيل المواعيد الطبية والعمليات الجراحية وشلل المصالح الطبية، حيث اتهمت وزارة الصحة المضربين بشّل المستشفيات والتلاعب بصحة الجزائريين، في حين طمأن المضربون بضمان الحد الأدنى من الخدمات، وبين هذا وذاك انتقدت جمعيات المرضى تعفن الأوضاع في المؤسسات الصحية، حيث يدفع المريض وحده ضريبة القبضة الحديدية بين الوزارة والمضربين، خاصة بعد إعلان شبه الطبيين عن إضراب مفتوح بداية من 5 فيفري ما سيزيد الأوضاع سوءا.. رئيس نقابة شِّبه الطبي غاشي الوناس : اطمئنوا.. سنضمن الحدّ الأدنى من الخدمة للمرضى بالمستشفيات طمْأن رئيس نقابة شِّبه الطبي، غاشي الوناس، المرضى بأنّ إضرابهم عن العمل الذي ينطلق ابتداء من الخامس فيفري المقبل، لن يؤثر على سير العمل بالمستشفيات، حيث سيضمن الممرِّضون توفير أدنى الخدمات للمرضى. وحسْب تأكيد المتحدِّث في اتِّصال مع "الشروق"، فالإضراب المرتقب سيشمل فقط، الخدمات والفحوصات العادية غير الاستعجالية، والتي لن يضر توقيفها على صحة المرضى، ومؤكدا أن المصالح الطبية المهمة، على غرار مصلحة أمراض السرطان والكلى والتوليد ومصلحة الإنعاش ستحافظ على عملها، معتبرا أن هذه المصالح جدّ مهمة، ولذلك لن تتوقف فيها طواقم شبه الطبي عن العمل. ويؤكد غاشي أن "مصلحة المريض وحياته، أسمى من أي إضراب، فحتى لو كانت مطالبنا شرعية واستعجالية، فواجبنا المهني يملي علينا، أن نضمن أدْنى الخدمات للمرضى الذين يقصدون المستشفيات". من جهة أخرى، ناشد المتحدِّث، وزارة الصّحة بفتح أبواب الحوار مع نقابة شبه الطبي، والنظر في مطالبهم المرفوعة، فحسب تعبيره "حتى ضمان أدنى الخدمات لن يخدم كثيرا من المرضى، المحتاجين للتكفل كامل".
رئيس مركز بيار ماري كوري لمكافحة السرطان كمال بوزيد: التكفل بمرضى السرطان سيتواصل رغم الإضراب أكد رئيس مخبر بيار ماري كوري لمكافحة السرطان، كمال بوزيد، في اتصال مع "الشروق" أن مصلحة علاج لسرطان، لم تتوقف يوما عن الخدمة منذ بدء إضراب الأطباء وحتى خلال الإضراب المرتقب لقطاع شبه الطبي، وحسب تأكيده "العمليات المبرمجة ستجرى في وقتها المحدد، والمواعيد باقية ولا تغيير في برمجتها"، معتبرا أن مصالح علاج الأورام السرطانية عبر المستشفيات، من المصالح المهمة، والتي تحتاج لصيرورة في العمل، وعدم انقطاع، خاصة جلسات الخضوع للعلاج الكيماوي والإشعاعي، ومستحيل أن تؤجل هذه العمليات، حفاظا على صحة المرضى.
ممثلة نقابة القابلات نادية قهروز: مصالح التوليد ستتأثر بإضراب شبه الطبي.. واحتجاج مرتقب للقابلات أكّدت ممثلة عن نقابة القابلات، نادية قهروز في اتصال مع "الشروق"، أن مصلحة التوليد ستستمر في العمل خلال إضراب قطاع شبه الطبي، لأن القابلة هي العنصر الأساسي في المصلحة "ولكن الإشكال الذي سيطرح، هو في نقص الممرضين المساعدين، فبدل وجود أربعة قد ينقص العدد إلى اثنين" وهذا ما يخلف – حسبها- تذبذبا في مصلحة التوليد. ومع ذلك تؤكد قهروز بالقول "لسنا متخوفين من إضراب الممرضين، ما يخيف فعلا هو إضراب القابلات"، ففي حال لم تستجب الوصاية للمطالب المرفوعة من طرف نقابتهم، فالقابلات يهدّدن بالدخول في إضراب مستقبلا لم يحدد موعده بعد.
الأمين العام لمنظمة ضحايا الأخطاء الطبية..محي الدين أبو بكر: "كوارث" صحية في المستشفيات بسبب الإضراب أكّد الأمين العام للمنظمة الوطنية لضحايا الأخطاء الطبية، محي الدين أبو بكر، أن الإضراب المرتقب لقطاع شبه الطبي، سيكون له تأثير كبير على التكفل بالمرضى عبر المستشفيات، حيث سيسجل تذبذب في توفير الخدمات، "حتى مع تأكيد الممرضين ضمانهم الحد الأدنى من الخدمة" حسب تعبيره.. وكشف محدثنا، عن تلقيهم شكاوى من مرضى، منذ انطلاق إضراب الأطباء المقيمين، يؤكدون تأجيل مواعيد الكشف والعمليات، وحتى عن سوء استقبال وتجاهل داخل المستشفيات، رغم أن الأطباء المقيمين لا علاقة لهم بالعمليات الجراحية على مستوى المصالح الاستشفائية. وتأسف محدثنا، لكون قائمة مطالب المضربين "لا علاقة لها إطلاقا بمصلحة المريض، وإنما هي عبارة عن مطالب مهنية شخصية" حسب قوله وبالتالي يبقى المريض هو الضحية الدائمة لتكرّر الإضرابات في قطاع الصحة منذ قرابة 10 سنوات، متسائلا عن دور الوزارة الوصية في الموضوع، فحسبلاوي "يبدو وكأنه غائب كلية عن هذا القطاع الحسّاس، فلا خرجات ميدانية فجائية، ولا زيارات للاطلاع على أوضاع المرضى بالمستشفيات، ولا تفاعل"، وهو ما جعله يصف المنظمومة الصحية الحالية "بالمريضة والتي تعيش فوضى عارمة".
رئيسة جمعية "نور الضحى" للتكفل بمرضى السرطان: تأجيل المواعيد الطبية سيقتل مرضى السرطان ناشدت رئيسة جمعية "نور الضحى" للتكفل بمرضى السرطان، سامية قاسمي عبر "الشروق"، المضربين في القطاع الصحي، ضرورة ضمان الحد الأدنى من الخدمة للتكفل بالمرضى، وحسب قولها "نحن لا نتدخل في إضراب الممرضين، فهم الأدرى بحقوقهم ومطالبهم، لكن ما يهمنا هو التكفّل الحسن بالمرضى خاصة مرضى السرطان"، وحسب تعبيرها، مريض السرطان يحتاج إلى تلقي العلاج في وقته، سواء على مستوى المصالح الاستشفائية أو في مصلحة الاستعجالات، كما يحتاج لمراقبة مستمرة من الأطباء والممرضين أثناء إقامته بالمستشفى، وفي حال تأجيل المواعيد الطبية للمرضى بسبب الإضراب، وهو ما حدث في عديد من المرات، فإن هذا الأمر سيؤدي إلى تعقد الحالة الصحية لمرضى السرطان، ما سيتسبّب في وفاتهم. وزارة الصحة: لا وجود لضمان الحد الأدنى في إضرابات الصحة أكد مستشار وزير الصحة المكلّف بالإعلام والاتصال بلقسام سليم أن أي إضراب في قطاع الصحة يطرح إشكالية الحد الأدنى من الخدمات والذي نعنيه بالحد الأدنى من الخدمات في قطاع الصحة هو ضمان السير العادي للمصلحة والتكفل بكل الحالات المبرمجة وإلا فلا وجود للحد الأدنى المضمون من الخدمة. وأوضح المتحدث أن الإشكال مطروح فقط في المؤسسات الاستشفائية الجامعية التسع على مستوى الوطن التي يتواجد فيها الأطباء المقيمون، مؤكدا أن من بين الملفات المفتوحة قبل الاضرب على مستوى الوزارة بعد مجيء الوزير حسبلاوي هو تقنين سير المصالح الاستشفائية، حيث يفترض أن لا يعتمد على الطبيب المقيم بشكل أساسي بل هو طالب قيد التربص والصحيح أن يتولى الطبيب الدائم سواء في الطب العام أو المتخصص المهمة، حيث شرعت الوزارة حسب ممثلها في نظام المعيرة وكيف يجب أن يكون التأطير وما هي المهام المنوطة بكل عنصر داخل المصلحة، وعلى هذا الأساس يكون التسيير الجيد والارتقاء بالخدمة العمومية لصالح المرضى. وعقّب مسؤول آخر بوزارة الصحة في حديثه مع "الشروق" أن مفهوم ضمان الحد الأدنى للخدمات لا يخص مصلحة الاستعجالات فحسب وإنما يتعلق بكافة المصالح وللأسف هذا غير مكرّس في مؤسساتنا الصحية وهو مفهوم خاطئ لدى الأطباء المضربين. ودعا المتحدث المضربين إلى عدم الإضرار بمصالح المرضى ومراعاة أحوالهم سيما في بعض التخصصات الدقيقة والحساسة وكذا بعض المرضى الوافدين من مناطق بعيدة.