دعا مشاركون في ملتقى حول الماء والبيئة في المناطق الجافة، نظم بجامعة قاصدي مرباح ، بورڤلة، إلى ضرورة تفعيل العمل بين مراكز البحث العلمي بالجامعات والفاعلين المحليين، لإيجاد حلول لمشاكل المياه في المناطق الجافة. وأجمع المتدخلون من باحثين وأساتذة جامعيين في هذا اللقاء العلمي على ضرورة الاستفادة من مراكز البحث العلمي التي تتوفر عليها جامعات الوطن وتشجيع فرص التعاون بينها وبين الفاعلين المحليين من سلطات محلية والشريك الاجتماعي والاقتصادي من أجل إيجاد حلول جادة للمشاكل المرتبطة بالمياه بالمناطق الجافة. وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور سفيان سقاي من جامعة ورڤلة، أن مراكز البحث الموزعة عبر جامعات الوطن تعمل على تطوير بحوث بإمكانها أن تكون بمثابة ورقة طريق لإيجاد حلول لعديد الإشكاليات ليس في اختصاص الري فقط، وإنما في مجالات أخرى لاسيما ما تعلق بالكيمياء والبيئة والمحيط والهدروجيولوجيا بالإضافة إلى مذكرات ماستر ودكتوراه تناقش إشكاليتي التلوث وندرة المياه. واعتبر المتدخل بأن جامعة ورڤلة ومن الناحية البحثية تمتلك ترسانة من الأبحاث التي بإمكانها تقديم حلول فعالة لعديد الإشكاليات المرتبطة بندرة وتلوث المياه، غير أن نقص التنسيق بين الفاعلين المحليين من سلطات عمومية ومختصين في المجال ومركز البحث العلمي جعل من هذه البحوث حبيسة أدراج الجامعة. واقترح في هذا الشأن إبرام اتفاقيات بين الجامعة والشريك الاجتماعي والاقتصادي وفتح قنوات الحوار بين الطرفين لإطلاع الباحثين والمختصين في المجال على المشاكل الحقيقية المرتبطة بالمياه من جهة، وتبني من جهة أخرى، هذه البحوث وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتجسيد. وتطرقت من جهتها، الأستاذة سامية حاج سعيد من نفس المؤسسة الجامعية إلى نوعية المياه في الطبقة المائية السطحية بمنطقة الڤرارة بغرداية التي عرفت خلال السنوات الأخيرة تدهورا كبيرا نتيجة التسرب في شبكة الصرف الصحي وتسرب مياه الري التي تحتوي على كميات من الملوثات العضوية. وقدّمت في هذا الإطار بعض الحلول لهذه الإشكالية، من بينها إعادة تجديد الآبار واستحداث محطات لتطهير مياه الصرف الصحي بالإضافة إلى الاستعمال العقلاني للمياه الجوفية العميقة (الألبيانية) في الري الفلاحي من طرف الفلاحين. وتم التطرق خلال هذا اللقاء إلى ضرورة التنسيق الفعال والجاد بين جميع مراكز البحث الموزعة عبر جامعات الوطن وتبادل التجارب والخبرات من أجل وضع ورشة دائمة للباحثين والمختصين في المجال تعمل على ديمومة الإرشاد وتبادل الخبرات وتكون قوة اقتراح بكل ما تعلق بإشكالية المياه في المناطق الجافة وعرفت هذه التظاهرة العلمية تقديم مداخلات تناقش إشكاليات مقترنة بندرة وتلوث المياه لاسيما في المناطق الجافة والبحث في الآليات والوسائل الناجعة لمواجهة الظاهرتين. ويندرج هذا الملتقى الذي حمل شعار الماء والصحة وحضره أكاديميون وطلبة في إطار سلسلة الملتقيات العلمية التي ينظمها قسم الهندسة المدنية والري التابع لكلية العلوم التطبيقية، كما أوضح المنظمون.