تعيش العائلات الجزائرية، خلال هذه الفترة، على أعصابها بسبب البكالوريا، إذ تواجه هذه الأخيرة أجواء اجتياز أبنائها الشهادة وسط ارتباك وخوف من فشل أبنائهم بسبب صعوبة أسئلة المواد التي قد يواجهونها خلال كل امتحان. أحدثت البكالوريا حالة من الارتباك في أوساط العائلات التي لديها مرشح لاجتياز الشهادة، بحيث ما إن انطلقت فعاليات دورة جوان 2018، حتى خيمت أجواء الخوف والذعر على العائلات والذي يتفاقم مع دخول الممتحنين إلى قاعات الامتحان، لتزيد المخاوف أكثر من أن تكون الأسئلة صعبة ولا يتمكن الممتحنون من الإجابة عليها، وعلى الرغم من أن التلاميذ هم من يواجهون الامتحانات، غير أن المتخوف الأكبر هم العائلات وخاصة الأولياء منهم حيث ولدى دخول التلاميذ إلى الأقسام، تبدأ تداعيات الامتحانات وما يرافقها من تفكير عميق في الفشل في حل المواضيع وعدم ضمان نقاط فوق المعدل، وتعتبر ساعات الامتحان لكل مادة بمثابة دهر، جراء التخوف الذي تعيشه العائلات حيث لا تنفك العائلات تفكر بصعوبة الأسئلة وما يبذله فلذات كبدهم من مجهودات لتخطي الأمر، وخاصة في أوساط الأمهات اللواتي يعشن خلال هذه الفترة صراعا كبيرا مع البكالوريا، زهية، ولية تلميذة تجتاز البكالوريا، حدثتنا عما تمر به خلال هذه الفترة لتقول بأنها تعيش حالة استثنائية تملؤها مظاهر التخوف من فشل ابنتها، وتشاطرها الرأي فاطمة لتضيف في ذات السياق بأنها تعيش اجواء خاصة باجتياز ابنها لشهادة البكالوريا لتضيف بأنها متخوفة جدا من فشله وخاصة أنه يجتاز الشهادة للمرة الثانية، وبين هذا وذاك، فالكثير من الأولياء لا يصبرون على ترقب عودة أبنائهم من أقسام الامتحانات، إذ يرافقونهم لغاية الثانوية ومراكز الامتحانات للإطلاع على أدق التفاصيل التي يعيشها الممتحنون خلال تواجدهم بقاعات الامتحان وخارجها، إذ ما إن ينهي التلميذ امتحانه، حتى يجد في انتظاره أولياءه او أحد الأقارب خارجا وذلك لتشجيعهم ومنحهم الثقة بالنفس وإحاطتهم بالدعم، وهو الأمر الذي أطلعتنا عليه نادية، ولية تلميذ، والتي روت لنا تفاصيل ما تعيشه خلال هذه الفترة، إذ أطلعتنا بأنها تشارك ابنها مراجعة الدروس والمواد وتنهض معه باكرا لترافقه إلى غاية مركز الامتحانات الذي يمتحن به، وتضيف المتحدثة بأن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فحسب، بل يمتد لغاية انتظارها لابنها ومكوثها خارج المؤسسة لغاية فترة المساء، ولم يعد يخلو حديث العائلات الجزائرية خلال هذه الفترة من أجواء الامتحانات والبكالوريا، وهو ما أطلعتنا عليه سمية لتقول في هذا الصدد بأنهم منشغلون حاليا بأجواء البكالوريا، ويشاطرها الرأي مراد ليضيف بأنه ما ينفك يفكر في البكالوريا ونجاح ابنته، ويشكل هاجس صعوبة الأسئلة عائقا كبيرا لدى الأولياء، بحيث أن شغلهم الشاغل هو صعوبة الأسئلة وعدم تمكن أبنائهم من الإجابة، وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالمواد العلمية على غرار مادة الرياضيات التي كانت صعبة، بحيث شكلت هذه الأخيرة حالة من الخوف والارتباك في أوساط التلاميذ وأوليائهم على حد سواء، بحيث كانت المسائل صعبة نوعا ما، ما أحدث حالة من الارتباك لدى الأولياء بعد مشاهدتهم للأسئلة وبعد امتحان أبنائهم وخروجهم بملامح غير مرضية، إذ ما إن خرج التلاميذ من قاعات الامتحان، حتى باشروا في إطلاع أوليائهم على الأسئلة الصعبة ما أجج التخوف في أوساطهم وزاد من حدة قلقهم، ليتضاعف تخوفهم من أن تكون بقية المواد المقبلة صعبة أيضا، لتتحول آمال العائلات والممتحنين بنيل الشهادة إلى خوف من عدم نيلها بوقوف أسئلة المواد الصعبة عائقا يمحو فرحة نيل الشهادة، وبين هذا وذاك، لجأت العائلات إلى رقية أبنائها الممتحنين وخصهم بجلسات رقية شرعية لتخليصهم من الضغوطات، ولم تقتصر الضغوطات على الممتحنين في حد ذاتهم، بل امتد إلى الأولياء الذين أصابتهم حالات ذعر واسعة وكأنهم هم الممتحنون لتبقى الأجواء خلال هذه الأيام التي تزامن امتحانات البكالوريا مشحونة بالارتباك والذعر والخوف الذي يتقاسمه الأولياء مع الأبناء. شباكي: هذه هي النصائح التي نقدمها للأولياء وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على العائلات الجزائرية خلال فترة البكالوريا، أوضحت عائشة شباكي، المختصة في علم النفس في اتصال ل السياسي بأنه خلال هذه الفترة ننصح الأولياء بالابتعاد عن مظاهر القلق والخوف المفرط على أبنائهم الممتحنين، بحيث أن ذلك سيؤثر سلبا عليهم، حيث يتوجب التحلي بالهدوء والطمأنينة لمنح الثقة لأبنائهم، كما ننصحهم بالاقتراب منهم وإحاطتهم بالدعم النفسي ليشعروا بالراحة وليتمكنوا من اجتياز بقية الامتحانات بأريحية .