همشت في مسقط رأسي قسنطينة بسبب «عقدة العاصمة» و أديت «الواي واي» إرضاء للجمهور كشف المغني إلياس القسنطيني بأنه بصدد كتابة قصيدة حول مسقط رأسه، و مهد صباه قسنطينة، ليؤديها على شكل أغنية مع ثلاثة فنانين آخرين، بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، معربا عن أسفه الشديد لأنه لم يتلق طيلة العشر سنوات الماضية، أية دعوة من المسؤولين عن قطاع الثقافة في هذه المدينة، لإحياء و لو حفل واحد، أو المشاركة كضيف في تظاهرة فنية أو ثقافية، في حين يتلقى عشرات الدعوات لإحياء حفلات و مهرجانات بمختلف ولايات الوطن و البلدان الأجنبية، و السر في ذلك ما أسماه "عقدة العاصمة" . المغني الذي دعا جمهوره إلى مناداته باسمه و لقبه العائلي: «إلياس بن باكير»،أوضح للنصر،بأنه لم يختر كاسم فني إلياس القسنطيني ، بل ألصقته به الصحافة الصفراء ،على حد قوله، و أضاف بأنه يفتخر باسمه العائلي العريق، فهو ابن قسنطينة ، و جذوره تمتد إلى 10 أجداد ، بقلب هذه المدينة الشامخة، لكنه ينتمي لكل الجزائر و يؤدي كل الطبوع الجزائرية. و بخصوص ما أسماه «عقدة العاصمة»، شرح بأنه لاحظ بأن منظمي الحفلات و المسؤولين في قطاع الثقافة بقسنطينة ، منبهرون منذ سنوات طويلة، بكل ما هو عاصمي،و يفضلون ،حسبه، توجيه دعوات لفنانين من العاصمة، حتى و إن كانوا مغمورين أو يرددون أغان قديمة، من أجل إحياء حفلات و مهرجانات سيرتا، في حين يهمش الكثير من أبنائها المبدعين،و كأن هؤلاء المسؤولين يعانون من عقدة أو «خلعة» اسمها العاصمة و العاصميين. إلياس يرى بأنه الفنان القسنطيني الأصيل الوحيد، القادر على أداء اللون العصري و كل الطبوع الجزائرية الأخرى ،لكن لم تتح له الفرصة قط ، للمشاركة في أسبوع ثقافي ليمثل قسنطينة،في حين شارك كمغن، و كعضو بلجان تحكيم مهرجانات وطنية و دولية ، و نظم العديد من الحفلات، مؤكدا بأن المسؤولين عن الثقافة و الجمهور بمختلف ولايات الوطن يدركون قيمته الفنية،و يجد كل الترحيب و التجاوب ،عندما يغني في الولاياتالمتحدة و فرنسا و العراق و غيرها، لكنه مهمش في عقر دياره. بخصوص تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، أكد الفنان الذي يعمل بالموازاة مع ممارسة الفن ، كإطار بوزارة الشباب و الرياضة، بأنها تظاهرة كل الجزائريين و من حق جميع الفنانين تسجيل حضورهم فيها ،لكن الأولوية،حسبه،لأبناء المدينة و أصحاب الدار، مشيرا إلى أنه بصدد كتابة أغنية حول مدينته، سيؤديها بهذه المناسبة مع ثلاثة فنانين آخرين.و أعرب عن استغرابه من جهة أخرى، لأن كل من هب و دب ، أصبح يدعي بأن لديه جذور بقسنطينة هذه الأيام ،على أمل الفوز بإحياء حفل، أو إبرام صفقة ما، في التظاهرة العربية الكبرى. بخصوص أدائه لأغنية «الواي واي»للمغني الوهراني الشاب محمد بن شنات، في حفل ساهر بالقالة في أوت الماضي ،أوضح إلياس بأنه أداها إرضاء لرغبة الجمهور لا غير،و لم و لن يتوجه إلى هذا اللون ،داعيا إلى مراقبة الساحة الغنائية لحماية أبنائنا من موجة الرداءة و الأغاني الخادشة للحياء ،و الارتقاء بالذوق الفني. و فند من جهة أخرى انقسام مدرسة المالوف، حسب المناطق،و اعتبر ذلك مغالطة تاريخية، مشددا:»توجد مدرسة واحدة و وحيدة للمالوف في قسنطينة و توجد خمسة أصوات فقط لها مستقبل في هذا المجال.» و أشار من جهة أخرى،إلى أنه لا يعتبر نفسه مطرب مالوف بمعنى الكلمة،لأنه لم يؤد النوبات كاملة،بل أدى طقطوقات و أغان خفيفة. عن سؤالنا حول تجربته الأولى في التمثيل، التي خاضها مع المخرج القسنطيني محمد فوزي ديلمي في مسلسل «بصمات الماضي» الذي بثه مؤخرا التليفزيون الجزائري،رد بأنه متخرج من المعهد العالي لإطارات الشباب، و قد درس إلى جانب الموسيقى ، المسرح و التمثيل،و بالتالي لا يجد صعوبة في تقمص أدوار في التليفزيون و المسرح و السينما.و أسر إلينا بأنه وافق على الدور الذي عرضه عليه صديق عمره ديلمي، قبل أن يطلع عليه، نظرا لثقته الكاملة به، و لأنه يعتبره فنانا متكاملا . و أضاف محدثنا بأنه تلقى مجموعة من العروض من مخرجين كبار، لكن إذا عرض عليه ديلمي عملا آخر،سيترك كل تلك العروض، و يواصل معه التجربة الممتعة التي وصفها بالناجحة. و استدرك قائلا بأن إقباله على التمثيل لا يعني أنه فكر في اعتزال الغناء، كما روجت مؤخرا بعض الجهات. أما مشاريعه الغنائية فتتمثل ،كما أكد ،في ألبومين غنائيين يضمان 20 أغنية، كتب كلماتها و وضع ألحانها بنفسه، بنسبة 90 بالمائة، سيطرحهما في مارس القادم، مشيرا إلى أن الأغاني تجسد مختلف الطبوع الجزائرية من القسنطيني العصري إلى الشاوي و السطايفي و غيرها ،إلى جانب أغنية بالفرنسية.