المالوف موسيقى عربية خالصة واليهود حاولوا أن ينسبوه إليهم اعتبر الفنان سليم الفرقاني طابع المالوف منتوجا عربيا بحتا، ولم يكن لليهود دورا كبيرا في إنشائه و وضع أسسه حتى ينسبوه لأنفسهم، فمع مشاركة بعض الموسيقيين اليهود الذين كانوا يعيشون مع العرب في الأندلس و في قسنطينة في أداء هذا الطابع الغنائي، هناك من حاول أن يربط موسيقى المالوف بهم، و يعتبرها فنا يهوديا خالصا، وهذا يعد خطأ، حسب محدثنا. وأشاد سليم الفرقاني في حديث للنصر، ببراعة العرب في أداء النغمات الأندلسية وما تعلق منها بالمالوف خاصة، وذلك أثناء إحيائه حفلا فنيا ساهرا خلال نهاية الأسبوع بقصر أحمد باي، ضمن حفلات أندلسيات قسنطينة. وأثنى المطرب على عائلته التي استطاعت أن تحافظ على فن المالوف في قسنطينة وفي الجزائر، وذلك لأكثر من قرن من الزمن ،حيث تم العمل على إيصاله للأجيال المتعاقبة، من قبل الأجيال المؤسسة له. وقد ربط سليم الفرقاني موسيقى المالوف بعائلته إذ اعتبر أن معظم من يؤدون المالوف في قسنطينة هم يقلدون الطابع الفرقاني. ورد ابن الفنان محمد الطاهر الفرقاني على خصومه ،بأن نجاحه جاء بعد سنين من العمل والتعب ،مضيفا بأن القدرات الفنية هي التي تسمح لمغني المالوف بنيل إعجاب الجمهور،معتبرا بأن اسم العائلة لا يكفي وحده للبروز والظهور في أداء طابع المالوف، لكن الإمكانيات الصوتية والموسيقية هي التي تصنع اسما فنيا لصاحبها. و انتقد من جهة أخرى غياب الحفلات الثقافية في مدينة قسنطينة التي أصبحت مرتبطة بمواسم دينية أو وطنية، بعدما كانت في زمن مضى تقليدا يوميا و روتينيا، وهو ما اعتبره محدثنا ظاهرة غير صحية ولا تخدم الثقافة في المدينة. وعبر سليل عائلة الفرقاني عن إحراجه الكبير من رغبات الجزائريين المغتربين لحضور حفلات فنية، و الاستماع إلى المالوف في قسنطينة ، فالفضاءات ليست مفتوحة كما يجب للفعل الفني الثقافي حسبه. وتحدث سليم عن تجربته الفنية الأخيرة والتي عمل من خلالها على دمج موسيقى المالوف مع أوركسترا الفلامكنو الإسبانية، حيث اعتبر نفسه محظوظا من خلال مشاركته في الحفلات العالمية التي يدعى لها، لكن يتأسف في الوقت ذاته على الوضع الثقافي العام في مدينة قسنطينة ،إذ لا يشجع، كما قال على إحياء حفلات فنية بها. واستحسن سليم غناءه مع الفنانة العربية هبة القواس من خلال أدائه مقاطع شرقية مصحوبة بموسيقى المالوف وهذا يعد ،حسب محدثنا، انفتاحا كبيرا للطابع القسنطيني على الطبوع الموسيقية العربية الأخرى، وهذا ما لمسه من استحسان الجمهور أثناء أدائه أغان باللهجة المغربية والتونسية ،إضافة إلى اللغة التركية. ورفض سليم الفرقاني الحديث عن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وذلك لعدم إطلاعه على أي برنامج فني خاص بالتظاهرة، لكنه يعمل في نفس الوقت على مشاريع فنية كبيرة لتشريف مدينة الجسور المعلقة في هذه التظاهرة العربية.