أنهى مساء أمس، أربعة ولاة تونسيون إجتماعهم بوالي تبسة في لقاء خصص لتنمية المناطق الحدودية المشتركة بين الجزائر وتونس، تم فيه الاتفاق على ورقة طريق لخلق شراكة حقيقية تساهم في بعث التنمية وتدعيمها في هذه المناطق. كما قدّم الطرفان في جلسة عقدت بتبسة مقترحات لتنمية الشريط الحدودي المشترك. وفي هذا الإطار، أكد والي قفصة مصطفى بن موسى في تصريح للصحافة، في ختام الاجتماع، بأن اللقاء الذي جرى بمقر ولاية تبسة، أفضى إلى جملة من المقترحات لامست أغلب القطاعات، بما في ذلك فرص الاستثمار بالبلدين، ومن بين تلك المقترحات إستحداث بنك تونسي جزائري تعهد له مهمة متابعة وتمويل الاستثمارات المقترحة لتنمية المناطق الحدودية، كما اتفق الجانبان على خلق مناطق ونقاط للتبادل الحر والمعابر لفك العزلة وتنشيط هذه الجهات وتحريكها اقتصاديا، مضيفا بأن سكان الجهتين ينتظرون الكثير من هذا الاجتماع، وسيتم استحداث لجان مشتركة من مختلف القطاعات لدراسة مقترحات كل قطاع على حدى ووضع تصورات لتجسيده قبل رفعه للسلطات المركزية لتفعليه. و أعرب والي الكاف الطاهر المطماطي، من جهته، عن ارتياحه لهذا اللقاء، الذي من شأنه كما قال بعث شراكة بإمكانها تطوير الشريط الحدودي المشترك وجعله منطقة إشعاع تنموي شامل، بحيث ستسمح مختلف هذه المشاريع بإدماج وإعادة إدماج الشريط الحدودي المشترك في الدورة الإقتصادية بحسب تعبيره. أما والي توزر، فنوّه باللقاء الذي جاء كما ذكر ثمرةً للتعاون الثنائي الأفقي والعملي، وتتويجا لتوجيهات رئيسي البلدين وترجمة لما تمخض عنه لقاء وزيري خارجية الجزائر وتونس بمناسبة الاحتفالات بذكرى مجزرة قرية ساقية سيدي يوسف في 8 شهر فيفري الفارط. و ركز والي القصرين عاطف بونعاس من جهته، على الأهداف المنتظرة من هذا التعاون الوثيق بين الجزائر وتونس، مشيدا بالمبادرة التي ستحدث ديناميكية على التنمية بالشريط الحدودي والقضاء على التهميش والفقر والتهريب والإرهاب. تجدر الإشارة إلى أن الولاة التونسيين كانوا مرفوقين بوفد هام يضم إعلاميين وممثلين عن المستثمرين بهذا البلد، فيما كان والي تبسة محاطا بالمديرين التنفيذيين، وقد انتهى اللقاء التشاوري بتصريح مقتضب لوسائل إعلام البلدين، ثمن فيه والي تبسة مبروك بليوز بالمناسبة، ما تمخض عنه اللقاء التشاوري مع الأشقاء التونسيين، مشيرا إلى أنه كان فرصة للطرفين لتبادل الآراء والمقترحات بخصوص المشاريع المشتركة التي ينتظر تجسيدها على أرض الواقع في إطار تطوير المناطق الحدودية المشتركة، وتوجت الجلسة بتقييم فرص التنمية المتاحة مع ما يمكن رصده من مشاريع تنموية في إطار التكامل الجزائري التونسي، و أضاف والي تبسة، بأنه بعد الدراسة والإثراء وتبادل الآراء تم الاتفاق على ورقة طريق لخلق شراكة حقيقية لتنمية المناطق الحدودية في مختلف القطاعات، إذ سيتم خلق لجان لمتابعة ما تمخض عنه هذا اللقاء مستقبلا بما يسمح بتنمية الشريط الحدودي في جميع المجالات.