جدل حول موقف كاتب ياسين من العربية و "سوء الفهم" الذي يطارده حتى اليوم انطلقت بقالمة أمس السبت فعاليات الملتقى الدولي السادس حول حياة و مؤلفات الأديب العالمي المثير للجدل كاتب ياسين بمشاركة مكثفة لباحثين و أدباء و أساتذة جامعيين من عدة دول عربية و غربية يشتغلون على فكر و أعمال الأديب الراحل بالدراسة و التحليل و النقد. و جرت مراسيم الافتتاح الرسمي بالمسرح الجهوي محمود تريكي بحضور السلطات المحلية و أفراد من عائلة كاتب ياسين و طلبة جامعيين و بعضا من أصدقاء ياسين الذين عرفوه عن قرب عندما كان يزور منطقة موطن أجداده من قبيلة كبلوت قبل رحيله. و تم خلال مراسيم الافتتاح إلقاء كلمة حول حياة الراحل مصطفى سرايدي أحد أعيان و أدباء مدينة قالمة الذي رحل قبل انعقاد الطبعة الخامسة و ظل عضوا نشطا و مميزا بالملتقيات السابقة و من بين المؤيدين لدراسة فكر كاتب ياسين و الاستفادة منه في تطوير المعارف اللغوية و الأدبية بالرغم من أن مصطفى سرايدي متخصص في الأدب العربي و يعد أحد رواد الشعر و الأدب العربيين بالمنطقة. اليوم الأول من الملتقى أرداه المنظمون أن يكون مخصصا لعلاقة الأديب باللغة العربية و افتتاحا مسبقا لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 من قالمة و من ملتقى كاتب ياسين ابن قسنطينة التي كان من المقرر أن تحتضن مراسيم افتتاح الطبعة السادسة غير أن إجراءات تنظيمية حالت دون ذلك. و أثار باحثون من الجزائر و تونس قضية الجدل القائم حول فكر كاتب ياسين و علاقته بلغته الأم العربية و أمته الجزائرية و العربية و توجهاته العقائدية التي فتحت عليه أبواب جهنم و جعلته منبوذا و مطاردا من طرف رجال الفكر و الدين بالجزائر و الوطن العربي كله. و قال منصور مهني الناقد التونسي المتخصص في الأدب الفرنسي و رئيس اللجنة العلمية للملتقى بأنه حان الوقت لتصحيح الوضع و التصدي لما وصفه بشيطنة كاتب ياسين و ذلك من خلال تكثيف البحث و الدراسة و النقد لمؤلفاته و فهمها بطريقة صحيحة ترفع عنها كل لبس و غموض، و تضعها في إطارها الصحيح حتى لا يستمر الفهم الخاطئ للرجل الذي كان يدافع عن أمته العربية بطريقته الخاصة و يرفض الفكر المتحجر و النظرة الضيقة للدين و اللغة و الهوية. و دعا حسونة مصباحي القاص و الإعلامي التونسي إلى استرجاع كاتب ياسين الجزائري العربي و التصدي للحملات التي مازالت تستهدفه إلى اليوم بالقول و بالنقاش السيئ، مضيفا بأن حان الوقت لمعرفة الكاتب معرفة حقيقية لا سطحية مشوهة و وضعه في إطاره الأكاديمي و الأدبي الصحيح. و أجمع المتدخلون في اليوم الأول من الملتقى على أن كاتب ياسين كان يعتبر اللغة الفرنسية غنيمة حرب استعملها للدفاع عن أمته و وطنه المحتل مستعملا تقنية التقطيع الذكي للنص حتى يفهمه الجميع فرنسيين و عرب فهو يستعمل اللغة الفرنسية بطريقة أكاديمية و فنية راقية عندما يخاطب الفرنسيين و لغة بسيطة و دارجة أحيانا و بأسلوب ساخر و متهكم عندما يخاطب أبناء وطنه و غيرهم من العرب الآخرين، غير أن كاتب ياسين ذهب ضحية الفهم الخاطئ لمقاصده التي لم تكن تهدف على الإطلاق إلى الإساءة للدين و اللغة العربية و الوطن. و ذكر بأن كاتب ياسين العربي و الأديب العالمي المميز ظلم كثيرا من طرف بعض المثقفين و رجال الدين الجزائريين و العرب الذين وصل بهم الأمر إلى حد تكفيره و الدعوة إلى عدم دفنه بمقبرة العالية و هم لم يفهموا حتى الآن ما كان يقصده عندما تكلم عن الصواريخ التي لا تنطلق و محمد خذ حقيبتك و البهلول و الخمر و الجنس و غيرها من العبارات و الأفكار الواردة في نصوصه الأدبية و الشعرية و المسرحية المنشورة و غير المنشورة حتى الآن.