خلّفت هزة زلزالية ارتدادية كان مركزها في منطقة الزراية الواقعة ببلدية بيضاء برج جنوبسطيف، انهيار عدة مباني هشة مبنية بطرق تقليدية، إضافة إلى تشقق أسقف وجدران المئات من المنازل والمنشآت، في الوقت الذي أحدثت حالة هلع وخوف في صفوف المواطنين بكل المنطقة الجنوبية، حيث قضى المئات منهم الليلة خارج منازلهم، وتخوفوا من احتمال تكرارها وبقوا في حالة تأهب قصوى، وقالوا بأن شدتها تزيد من هزة لأخرى، لأن المنطقة شهدت نشاطا زلزاليا مكثفا في الآونة الأخيرة، لكن أقواها الذي سجّل أول أمس واستمر قرابة 10 ثواني حسب سكان المنطقة، وقد أحس بها بعض سكان مدينة سطيف. الهزة الأرضية وقعت أول أمس في حدود الساعة 23 و 55 دقيقة، وحسب موقع المركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، فقد كانت هزة ارتدادية بلغت شدتها 4.8 على مقياس سلم ريشتر، تم تحديد مركزها على بعد 28 كلم شمال غرب مدينة مروانة بولاية باتنة، وكان ذلك بالتحديد في منطقة الزراية التابعة لبلدية بيضاء برج بولاية سطيف التي تبعد بحوالي 26 كلم شمال غرب مدينة مروانة. السلطات المحلية هرعت إلى عين المكان في الساعات الأولى من صبيحة أمس، للوقوف على حجم الخسائر والأضرار. رئيس بلدية بيضاء برج عمر بويران ،كشف عن تنصيب ثلاثة لجان متخصصة مكوّنة من مديرية السكن، الحماية المدنية ومصالح المراقبة التقنية، دائرة عين آزال والدرك الوطني، من أجل معاينة الأضرار الناجمة عن الهزة الأرضية. و أفاد رئيس المجلس الشعبي البلدي، أن هذه اللجان تنقلت إلى مركز الهزة بمنطقة الزراية بالقرب من مسجد عقبة ابن نافع، إضافة إلى المشاتي العشرة المحيطة بها على غرار أولاد حناش، بني عمران، لوطاية، الشوافع، أولاد الخامس، القلالته، سد لمباركو بوغابة، مؤكدا على رفع تقرير مفصل للسلطات المختصة قصد اتخاذ الإجراءات المناسبة، ودراسة إمكانية تعويض المتضررين. وأضاف ذات المتحدث بأنه لا يملك الحصيلة النهاية بالأرقام للخسائر المسجلة، كاشفا عن انهيار العديد من المنازل خصوصا الهشة منها والبعيدة عن المناطق الحضرية، مثل انهيارات حدثت بمنطقة أولاد الخامس، في حين تشققت المئات من أسقف وجدران المنازل والبنايات، على غرار مسجد الزراية الذي تضرر كثيرا، إضافة إلى تشقق حجرات المدرسة الابتدائية.و أحصت بلدية بيضاء برج حتى مساء أمس أزيد من 150 منزلا متضررا، بعضها يستحيل دخولها خاصة البيوت الهشة، كما تضررت المدرسة الابتدائية بسطالي ساعد بقرية زراية ومطعمها المدرسي. و قام عدد من سكان القرية أمس بالاحتجاج مطالبين بتوفير الخيام لهم. وببلدية عين أزال أحصت مصالح البلدية أربعة مساكن تستحيل عودة سكانها إليها، بالإضافة إلى أضرار أخرى بعدة منازل، كما تضررت المدرسة الابتدائية بالقرية، و هي نفس الأضرار عرفتها منطقة تانوت ، وقد شكلت البلدية لجانا لمتابعة الأضرار ،و أحصت 250 عائلة في حاجة إلى خيام . وفي اتصال بالنقيب أحمد لعمامرة المكلف بالإعلام بالحماية المدنية، قال بأن مصالحهم لم تسجّل جرحى أو قتلى، ما عدا خسائر مادية تمثلت في تشقق المئات من المباني القديمة خصوصا الهشة منها وغير المبنية بالمعايير المطلوبة وبدون هيكل، حيث تم تجنيد قرابة 30 عون من الوحدة الرئيسية ووحدة عين آزال مرفوقين بعتاد متخصص في إزالة الردوم ووضعهم في حالة تأهب. و في باتنة اهتزت الأرض ليلة أول أمس، وبدرجة أقوى عن سابقاتها، بعد توالي الهزات منذ أسبوع وقعت خلاله 24 هزة أرضية، و بلغت شدة الهزة المسجلة ليلة أول أمس عند الساعة الحادية عشر وخمس وخمسون دقيقة 4.8 على سلم ريشتر، وتلتها هزتان ارتداديتان. و قد تساقطت حجارة من جبال بمنطقة تالخمت المجاورة للحدود الإدارية مع ولاية سطيف، دون أن تحدث خسائر أو تقطع الحركة على الطريق، فيما سجلت بعض الأضرار وصفت بالطفيفة في منازل و بيوت هشة. الهزة أحس بها السكان وأحدثت تشققات وأضرار بمساكن ومرافق، خاصة القديمة والهشة منها حسبما أكده مواطنون، في وقت لم تسجل فيه مصالح الحماية المدنية أضرارا وخسائر تذكر، حسبما أوضحته في بيان لها. رمزي تيوري/علي عيواج/ياسين.ع