ضرب ليلة أول أمس في حدود الساعة منتصف الليل زلزال بلغت قوته 4.8 على سلم ريشتر منطقة زراية الواقعة بالجهة الجنوبية لولاية سطيف، تسبب في خسائر مادية وخلف حالة من الخوف والذعر وسط السكان الذين باتوا في العراء خوفا من سقوط أسقف وجدران منازلهم على رؤوسهم. وخلال تنقلنا لهذه القرية ذات الكثافة السكانية الكبيرة والواقعة بين أسفح الجبال الفاصلة بين ولايتي سطيف وباتنة، تبين حجم الخسائر التي خلفها هذا الزلزال، حيث لاحظنا تشققات كبيرة على مستوى جدران وصومعة المسجد، كما تشققت العديد من جدران منازل السكان إلى جانب تشقق الطريق الذي يربط هذه القرية ببلدية بيضاء برج. وقد أعرب السكان عن حالة الخوف التي عاشوها لحظة وقوع هذا الزلزال، الذي يعد الأعنف منذ بداية النشاط الزلزالي بهذه المنطقة، حيث شهدت المنطقة الأسبوع الماضي زلزال بقوية 4.3 ومنذ الأسبوع الماضي والسكان يبيتون في العراء خوفا من سقوط منازلهم، وقد خرج صباح أمس المئات من السكان في حركة احتجاجية كبيرة حيث اعتصموا أمام الفرع البلدي وطالبوا السلطات المحلية بضرورة التنقل إلى منازلهم والاطلاع على الخسائر التي لحقت بها. ك ما طالبوا السلطات بإيجاد مكان يقضون فيه لياليهم وذلك بنصب خيم بالمساحات الترابية المجاورة تقيهم من خوف الهزات الارتدادية التي ستكون في الأيام المقبلة حسب تأكيدات علماء الجيولوجيا. مع العلم أن العديد من السكان سارعوا صباح أمس إلى شراء قطع بلاستيكية ونصب خيام بجوار منازلهم. كما شهدت قريتي طازيلا وتانوت المجاورتان نفس الوضعية حيث تسبب الزلزال في إلحاق أضرار بمنازل السكان. وقد تنقل ممثلون عن السلطات المحلية إلى هذه المنطقة يتقدمهم رئيس دائرة عين أزال، ورئيس بلدية بيضاء برج ومدير السكن إلى جانب مصالح الحماية المدنية والدرك الوطني، حيث تم تشكيل لجان لتسجيل جميع الخسائر والأضرار المادية التي لحقت ببنايات السكان، من جهته أكد رئيس الدائرة للفجر بأن سيتم إحصاء جميع الأماكن المتضررة قصد لتعويض أصحابها في الوقت الذي سيتم دراسة كيفية التكفل بالعائلات التي تشعر بالخوف من هذا النشاط الزلزالي.