اخترت الكوميديا الموسيقية بدل التراجيديا لضمان الفرجة أكد سعيد بوالمرقة كاتب « البوغي» و «صالح باي» اللذين حظيا بفرصة التجسيد خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، بأنه حاول منح لمسة جديدة لقصتين تراثيتين طالما أثارتا اهتمام القسنطينيين و المولعين بالتاريخ و التراث المحلي. و أوضح بأن الجمهور سيتابع قصة «البوغي» بثوب غير الذي تعوّد عليه أغلبية من يعرفون هذه قصة سواء من خلال المسرحية التي أنتجها مسرح قسنطينة أو من خلال التراث الموسيقي المالوف، حيث أضفى على العمل حركية أكبر بغرض الفرجة، مقحما الكثير من الأحداث التاريخية، دون الإنقاص من جمالية القصة العاطفية التي شكلت المحور الأساسي في هذا العمل. و أضاف موضحا، بأن متابعته لمسرحية «البوغي» المنتجة منذ سنوات بقسنطينة، أثارت الكثير من تساؤلاته كمتفرّج فضولي، رغب في معرفة الكثير من المعلومات، خاصة تلك المتعلّقة بالجانب التاريخي، لأهميتها، الشيء الذي دفعه إلى إضافة معلومات و حقائق تاريخية لمنح العمل حقه، و المتفرّج حقه مثلما قال. و يرى محدثنا بأن الأزياء التقليدية وحدها لا تكفي لتحديد الفترة التي وقعت فيها أحداث القصة، فحرص على إضافة مشاهد كثيرة لتقديم نبذة مختصرة لكن بمعلومات مكثفة عن أهم الأحداث التاريخية الواقعة في تلك الفترة التي عاشت فيها الشخصيتين الرئيسيتين لقصة البوغي التي حوّلها إلى فيلم سينمائي.أما عن نصه الجديد الموسوم «صالح باي» و الذي حظي هو الآخر بفرصة التجسيد في نفس التظاهرة، أسر الكاتب بأن زوجته كانت أول من شجعه على تقديم عمله للجنة قراءة الأعمال المقترحة لقسنطينة عاصمة الثقافة العربية، لكنه لم يعر كلامها اهتماما، ظنا بأن مؤلفه سيبقى حبيس الأدراج مثلما حدث مع الكثير من أعماله التي لم تر النور حتى اليوم، لكن إصرار زوجته البلجيكية حفّزه على تجريب حظه، ليتفاجأ بقبول لجنة القراءة لنصه الذي أكمله في آخر لحظة بفضل تشجيع زوجته. و عن محور قصته التاريخية، قال بأنها تدور حول حياة الباي صالح منذ حضوره إلى الجزائر و عمره لم يتجاوز السادس عشرة سنة إلى غاية اغتياله، مصوّرا أهم مغامراته من مجرّد نادل بمقهى ببواخر القراصنة، إلى جندي بالجيش الانكشاري، فقائد ثم باي لسنوات طويلة.و أضاف صاحب المسرحية قائلا بأنه منذ البداية كان يرغب في وضع نص درامي- موسيقي، لكن زوجته التي تحوّلت مع الوقت إلى مستشاره الفني، اقترحت عليه تجريب طريقة عرض مسرحية دوج جوان في قالب الكوميديا الموسيقية و هو ما وجده يناسب عمله، فجسّد ذلك عليه دون ترّدد، و كان رأيها في محله، حيث لقي العمل إعجاب وموافقة لجنة القراءة بكل سهولة و بإجماع من كل الأعضاء حسبه، و علّق مضيفا:»لم أكن أريد قصة جامدة و إنما مفعمة بالحركية و التشويق و هو ما وجدته في الكوميديا الموسيقية». كما أشار الكاتب إلى المشاكل و العراقيل التي واجهها في مشواره، حيث أسر بأنه تعامل مع مخرجين، تعمدوا عدم ذكر اسمه على ملصقات بعض الأعمال المسرحية التي ألفها أو اقتبسها شخصيا، مما جعله يفضل البقاء في الظل و انتظار فرصة كان يراها بعيدة لأسباب كثيرة فضل عدم الخوض فيها.و أسر بوالمرقة بأن لديه الكثير من الأعمال التي تنتظر التجسيد و أخرى يعكف على إتمامها.