عبد الجليل بولحيلة يعيد تشكيل رسومات محمد راسم على النحاس يصر الشاب عبد الجليل بولحيلة على استخدام النحاس لتجسيد لوحات للفنان محمد راسم،حيث يقتبس منها أشكالا وألوانا جعلت أعماله الفنية النحاسية تجذب زوار المعرض الوطني للصناعات التقليدية الذي يحتضنه قصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة منذ يوم 16أفريل الجاري، و حرص الحرفي الفنان في حديثه للنصر، على التأكيد بأنه سيواصل مسيرة آبائه وأجداده في حرفة النحاس رغم صغر سنه الذي لا يوحي للوهلة الأولى، بأنه متمرس في صناعة النحاس. التهافت الكبير من قبل الزوار على التقاط صور لهم مع اللوحة الحائطية الكبيرة التي صنعت من النحاس، و نقش فيها جسر سيدي مسيد أحد جسور مدينة قسنطينة بطريقة فنية متقنة ،جعلنا ننتبه إلى الحرفي بولحيلة أثناء تجولنا في أجنحة المعرض المختلفة، فقال لنا بأنه ابن مدينة قسنطينة ينتمي إلى عائلة اشتهرت بصناعة النحاس بالحي العريق «عوينة الفول»، و هذه الحرفة هي وصية أجداده لوالده هذا الأخير الذي حرص أن يورثها لابنه ،رغم كل المعيقات التي أضحت تواجهها حيث قال: « أعبر عن نفسي من خلال ممارسة هذه الحرفة ،إذ أبدع أشكالا نحاسية و أقوم بتلوينها، و أشعر بالسعادة عندما أرى البسمة والانبهار في وجوه الذين يرون أعمالي». الحرفي الشاب أشار في حديثه إلى أن هناك تراجع كبير في فن الديكور بالنحاس رغم أن مدينة قسنطينة تعتبر عاصمة الصناعات النحاسية بامتياز، وهو ما يتم رصده بعد توجه العديد من المواطنين إلى المنتجات الصناعية المقلدة ونقص الإقبال على الصناعات اليدوية التي تتميز بالدقة والإتقان. و أضاف الحرفي الشاب بأن أعماله هي محاكاة للمناظر الطبيعية القسنطينية، مع إضافة أشكال و زخارف فنية تجعل من اللوحة النحاسية جميلة ،تجذب الأنظار ،و أكد من جهة أخرى بأنه لم يكتف بفن النقش و الزخرفة على النحاس، بل اقتبس أفكارا من العديد من اللوحات الفنية الجزائرية مشيرا إلى أنه تخصص أكثر في تجسيد لوحات الفنان محمد راسم على النحاس. الحرفي الشاب عبر عن أسفه، لأن تجار النحاس يحصلون على الدعم من الجهات الوصية ولا يتم الاعتناء بالحرفي الذي يبدع في المنتجات النحاسية.الأمر الذي جعل الشباب على وجه الخصوص يعزفون عن تعلم حرفة النحاس، حسب محدثنا، إن تاجر المنتجات النحاسية يمتلك بطاقة الحرفي و يتمتع بمزايا كثيرة تجعل وضعيته أفضل من الحرفي الحقيقي الذي يحاول أن يعيد الاعتبار للمنتجات الفنية وعدم النظر إليها على أنها سلعة فقط.