كمال القالمي يعيد أيام الزمن الجميل و الشاب بلال يثير غضب الجمهور صنع المطرب الشعبي المعروف كمال القالمي المتعة و الفرجة في سهرة اختتام المهرجان الوطني للموسيقى الحالية بقالمة و أعاد أيام الزمن الجميل بأغاني من تراث بدوي أصيل مازال يحافظ على مكانته وسط الجماهير رغم التطور المذهل للطبوع الموسيقية و الغنائية في السنوات الأخيرة. افتتح كمال ابن منطقة هوارة التاريخية سهرة الختام بتميز و ردد أغاني جميلة على وقع القصبة و البندير و موسيقى عصرية أطربت الجمهور الغفير الذي ملأ المدرجات المغطاة بالملعب البلدي علي عبدة بعد عزوف ملحوظ استمر على مدى 5 سهرات كاملة. أغاني من التراث أشبه بقصص تروي معاناة الإنسان مع المحيط و مع الذات و ترسم لوحات جميلة من العواطف الجياشة و الأمل و الانتصار، و أدى كمال الأغنية الشهيرة «طالع نشكي للباي» بتأثر كبير و هو يروي قصة شعبية تتحدث عن الظلم الذي يتعرض له الضعفاء و يعجزون عن صده فيستنجدون بأصحاب القرار من المسؤولين المحليين و المركزيين لرد الظلم لكنهم يصابون بخيبة أمل في النهاية و لا يستسلمون. ثم انتقل كمال القالمي إلى الأغنية الشاوية الشهيرة «لسود مقر وني» التي تتحدث عن الشجاعة و الإقدام عند مواجهة التحديات و متاعب الحياة، وصدح صوت القصبة بقوة و دوى البندير في أرجاء ملعب علي عبدة و رقص الشباب و حتى الرجال و النساء طويلا و هم يستمتعون بالنغم البدوي الجميل. «أركب و أرواح» قصة حب في قالب غنائي مؤثر عمل فني آخر أداه المطرب الشعبي على المنصة ببرنوس أبيض طويل يعبر عن شهامة الرجل الجزائري و تمسكه بعادات و تقاليد أجداده على مر العصور، و نالت الأغنية إعجاب الحاضرين و عم الرقص المدرجات مع أغاني أخرى «ليام كيف الريح في البريمة»، «قطيش أوليدي قطيش نشالله تكبر و تعيش»، «البارح بايت سهران». و عبر كمال القالمي للنصر عن سعادته بالمشاركة في المهرجان و تجاوب الجمهور مع أغانيه التراثية العريقة و قال بأن هذا النوع من الفن لا يموت و يكسب مزيدا من المعجبين و المتتبعين رغم رواج الأغنية العصرية و اكتساحها الساحة الفنية الوطنية في السنوات الأخيرة. بعده جاء دور نجم الراب الصاعد كريم الغانغ الذي أدى عدة أغاني بعثت الحيوية و النشاط في المدرجات و تمنى في ختام البرنامج المخصص له النجاح لطلبة البكالوريا الذين حرموا من متابعة فعاليات المهرجان الذي تزامن هذه السنة مع الامتحانات الرسمية في الأطوار التعليمية الثلاثة. مسك ختام الطبعة العاشرة من المهرجان الوطني للموسيقى الحالية كان نجم أغنية الراي الشاب بلال الذي جلب إليه جمهورا غفيرا بعد نهاية مقابلة نهائي رابطة الأبطال بين برشلونة الإسباني و جوفانتيس الإيطالي لكنه عجز عن تلبية رغبة الشباب المتعطش للرقص و اللحن و الموسيقى و الإيقاع الرومانسي القوي و السريع و بدت أغاني بلال القديمة مملة و بلا طعم موسيقي و عاد الركود من جديد إلى المدرجات و حاول المطرب تدارك الوضع عندما شاهد مجموعات من المتفرجين تغادر قبل نهاية البرنامج و غني مقاطع خفيفة تجاوب معها بعض الشباب لكنها لم تكن في مستوى آمال و تطلعات الجمهور الذي بدا و كأنه لم يعد مكترثا و مهتما بطابع الراي القديم و أصبح أكثر استجابة للراب و التراث البدوي و السطايفي و السراوي و أغاني غربية ذات لحن و موسيقى هادفة و مؤثرة. و أثار بلال غضب الجمهور عندما غادر المنصة قبل نهاية السهرة و ترك الفرقة الموسيقية تعزف وحدها وسط حيرة كبيرة و تساؤلات حول ما وصفه الجمهور بتصرف غير مشرف قام به نجم الراي الذي كان معولا عليه كثيرا لإنقاذ المهرجان الذي بدأ متعثرا بسبب التوقيت غير المناسب و البرنامج المقترح الذي لم يرق إلى تطلعات سكان الولاية الذين يعانون من الركود الثقافي كل صيف. و كان الجمهور ينتظر نزول بلال إلى أرضية الملعب للقاء معجبيه و الالتحام معهم كما فعل الشاب وحيد في السهرة الخامسة و قبله الشابة يمينة السنة الماضية لكن بلال أوقف السهرة و غادر المنصة و هو يجري نحو سيارة سوداء بين مجموعة من «الفيجيل» أو الحراس الشخصيين على ما يبدو بعد أن شاهد المئات من الشباب ينزلون إلى أرضية الملعب لتحيته و لقائه و لم يتجاوز أي واحد منهم الحواجز الأمنية البعيدة عن المنصة. و تميزت الطبعة العاشرة من المهرجان الوطني للموسيقى الحالية بتنظيم ممتاز من البداية إلى النهاية و لم تتخللها أية حوادث أو مشاكل تذكر باستثناء خطأ ربما غير متعمد وقع فيه منظمون لم يوجهوا الدعوة لبعض الصحافيين و المراسلين المحليين لتغطية الندوة الصحفية مع بلال و كمال القالمي بفندق مرمورة مساء السبت و كادت النصر أن تحرم من التغطية لولا بعض الزملاء الذين أعلمونا دقائق قليلة قبل بداية الندوة.