عائلات معوزة حوّلت مدارس إلى سكنات وأخرى تقطن داخل حاويات تتخبّط العديد من العائلات القاطنة بإقليم ولاية أم البواقي في أزمة سكن خانقة اضطرت الكثيرين من أرباب العائلات المعوزة والمعدمة ودفعتهم إلى اتخاذ لها من حجرات مؤسسات دراسية وكذا حاويات لنقل البضائع ومعهما كذلك أسقف محطات حافلات قديمة مأوى لها هروبا من شبح الغلاء الفاحش في السكنات المستأجرة وحماية لأبنائه وفلذات كبده من أية أخطار وأعراض قد تلحق بهم. الوجه الآخر لأزمة السكن بأم البواقي دفع بالبعض إلى النصب والاحتيال على العائلات التي باتت تتخذ كافة السبل وتلجأ لطرق كافة الأبواب بحثا عن سكن لائق وذلك على غرار ما حصل في مدينة عين البيضاء أين أوهم بطال 370 شخصا باستفادتهم من سكنات اجتماعية مقابل تمكينه من مبالغ مالية في مشهد خلق فوضى عارمة وسط العائلات التي تم إحصاؤها من طرف الجهات المختصة. في المقابل قام العشرات من أرباب الأسر الفقيرة باقتحام سكنات اجتماعية أغلبها شُيّد للقضاء على السكنات الهشة وهو ما حصل في عين فكرون وعلى مستوى مدينة قصر الصبيحي، كما أدى الوضع المعيشي داخل السكنات العديد من العائلات إلى التجمهر والاحتجاج سواء أمام مقر الولاية مثل الذي حصل مع طالبي القطع الأرضية أو بغلق الطرقات على غرار ما حدث بقرية بئر خشبة وبين هذا وذاك استفادت الولاية في إطار الأغلفة المالية المخصصة لتشييد مشاريع الخماسي التنموي المقبل من مبلغ مالي معتبر لزرع البسمة وسط العائلات التي لا تحوي سكنا لائقا وتقطن أغلبها سكنات متصدعة وآيلة للسقوط في أية لحظة. فالأرقام والإحصائيات الرسمية التي بحوزتنا تشير إلى أن الذين اقتحموا سكنات وأغلقوا الطرقات وشلوا لساعات الحركة في مقرات الإدارات والمؤسسات استعجلوا طلبهم ولم يتريثوا وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مسيرة الألف ميل تنطلق بخطوة ممثلة في الأصل في وضع حجر الأساس لتشييد بناءات وعمارات بسكنات تليق وحجم المطالب المرفوعة. بالنزول لعديد الأحياء والمناطق السكنية بمناطق متفرقة بالولاية وفي جولة ميدانية ليست بالقصيرة وقفت "النصر" على حجم المعاناة التي تتكبدها يوميا عشرات العائلات المعوزة والفقيرة والمعدة الدخل والتي لجأت مكرهة إلى استغلال أبسط شيء تجده في طريقها للاحتماء داخله واتخاذه ملجأ لها ولأفرادها وهي العائلات التي ناشدت بحسب أربابها الذين التقينا بهم السلطات المحلية الولائية ورفعت لها عديد الشكاوي والانشغالات، في عاصمة الولاية وعلى مستوى حي الكمين بمحاذاة جامعة العربي بن مهيدي حولت 18 عائلة مدرسة ابتدائية بحجراتها ومقر إدارتها لسكنات منها 10 داخل الإدارة والأقسام و8 المتبقية تقطن داخل سكنات جاهزة هي أشبه بالحاويات، العائلات المعنية تقطن في هذا الوضع من سنة 2004 إلى يومنا هذا، فالبرغم من أن الحجرات أو غرف سكنهم متصدعة ومتشققة وليست موصولة بشبكة الماء والغاز إلا أن ذلك لم يمنعهم من العيش فيها، ولم تغنهم النقائص الموجودة من غياب دورات للمياه وانتشار الجرذان والظروف الصحية غير اللائقة عن مناشدة والي الولاية التدخل والوقوف على حجم المعاناة التي يكابدونها يوميا. العائلات المعنية تصارع قساوة الطبيعة فالأمطار الأخيرة حولت فناء المدرسة غير المعبد إلى برك وأوحال والحنفية الوحيدة بالمياه المتذبذبة لا تكفيهم، أرباب العائلات الذين التقينا بهم ملوا حسبهم الوعود المتكررة للسلطات المحلية وهم متخوفون من الأمراض والأعراض المتنقلة عن طريق المياه وعن التشققات رد المعنيون بأن مقاولة قدمت لترميم الابتدائية واختفت بعدها عن الأنظار. رئيس البلدية السيد عبد العالي خياط أوضح ل"النصر" بأن عائلات المدرسة وأخرى بالمنطقة الصناعية ومعها عائلات خلف المسجد العتيق تم إحصاؤها أين قارب عددها ال60 عائلة وسكناتهم حسبه مضمونة في مخطط شغل الأراضي بالمدينة الجديدة وتأتي في إطار القضاء على السكن الهش والسلطات المحلية تدرك الوضعية الصعبة التي هي عليها. عائلة تقطن داخل حاوية لنقل البضائع منذ أزيد من سنتين لا تزال إحدى العائلات القاطنة بإقليم ولاية أم البواقي تُرابط بأفرادها داخل حاوية مخصصة لنقل البضائع وسط عاصمة الولاية في وضع اجتماعي مزري زادته قساوة الطبيعة وموجة البرد وتهاطل الأمطار قساوة، فالعائلة المتكونة من 8 أفراد تتخبط في وضع حياتي صعب اضطرتها أزمة السكن وارتفاع تكاليف الإيجار لاتخاذ حاوية لنقل البضائع كمأوى لها منذ أزيد من سنتين متتاليتين، أوضاع العائلة المزرية زادها انعدام أبسط الضروريات من كهرباء وماء وغاز بل وحتى دورة المياه بؤسا وجعل الوالد "مسعود عبد اللاوي" البالغ من العمر 50 سنة في رحلة بحث يومية عن لقمة عيش تقيه وعائلته شر السؤال، فالحال التي وجدناهم عليها أنستهم التفكير في درجات الرطوبة المرتفعة التي يقطنون فيها ولم تدفعهم حتى للتفكير عن الأمراض التي قد تنجر عن مثل هكذا حالات اجتماعية. العائلة المعوزة التي ناشدت السلطات الولائية الوقوف على حالها لا تنعم بالدفئ كما بقية العائلات ففي ظل الغياب الآلي للغاز دفعهم ذلك للاحتطاب هروبا من البرد القارص الذي تشهده المنطقة هذه الأيام، وعن معيل الأسرة اتضح بأن المحسنين هم من يتكفل في كل مرة بالتبرع بملابس وغيرها من مواد غذائية وأكياس للسميد. رئيس بلدية أم البواقي أشار في حديثه لنا بأن عائلة الحاوية تعيش أوضاعا مزرية حقيقة مبينا بأنه سيتكفل شخصيا بها، معرجا في حديثه بأن السلطات المحلية استنفذت كافة الحلول للتكفل ولو بشكل مؤقت بحالات اجتماعية مستعصية، وحالة الحاوية تم التكفل بمبالغ استئجار سكنها في وقت سابق لمدة سنة كاملة ونظرا لارتفاع سعر الإيجار لم تجد مصالح البلدية من حل آخر للعائلة المعنية وعديد العائلات المعوزة بعاصمة الولاية. محدثنا أكد بأن الحالة التي تبقى فريدة في وضعيتها سيتم إيجاد حل لها ضمن الحصص السكنية التي يجري تشييدها. الجرذان ومياه الصرف تحاصر عائلات المحطة القديمة بعين البيضاء ناشدت مطلع الأسبوع الجاري 11 عائلة تقطن بحي المحطة القديمة وسط مدينة عين البيضاءبأم البواقي المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي للولاية ضرورة التدخل العاجل بإيجاد حل للأوضاع المزرية التي يعانونها بفعل الأخطار التي باتت تهددهم في الآونة الأخيرة وعلى رأسها خطر انهيار أسقف السكنات التي يقطنونها. المعنيون وفي لقائهم ب"النصر" أوضحوا بأنهم رفعوا قضيتهم عبر شكاويهم للسلطات المحلية غير أنه لا شيء تغير في المقابل تزداد معاناتهم يوما بعد آخر، وحسبهم دائما فسكناتهم الحالية المشيدة قرابة ال30 سنة كاملة مهددة بالانهيار وهي التي لا تقبل لا الإعمار ولا الترميم في الوقت الراهن، فأسقفها المتصدعة في الأصل تتسبب في صداع لأهلها كلما تهاطلت الأمطار كونهم ينامون ويقضون لياليهم بأعين مفتوحة تجنبا لأية خسائر قد تلحق بممتلكاتهم، على الرغم من أن كافة الجهات على علم بوضعيتهم وفي مقدمتها مصالح الوحدة الثانوية للحماية المدنية بالمدينة التي صنفت حيّهم في عديد الخرجات الميدانية على أنه من النقاط السوداء التي تتكبد خسائر مادية معتبرة في كل مرة تساقطت فيها زخات من الأمطار. سكان الحي أشاروا كذلك إلى أن حيهم يعرف كذلك كل مرة تحول ساحاته إلى برك وأوحال مترامية الأطراف، هذا إضافة إلى انعدام أدنى ضروريات الحياة فسكناتهم لا هي تحتوي على الماء الشروب أو هي مربوطة بشبكة الغاز الطبيعي ناهيك على أنها غير موصولة بقنوات الصرف الصحي الأمر الذي أدى إلى انتشار عدد من الأمراض بفعل المحيط غير الصحي المساهم من جهة أخرى في ظهور الحشرات الضارة والناموس في عز الشتاء ومعها الجرذان في بيئة غير صحية بالمطلق داخل السكنات وفي محيطها المظلم بسبب غياب أعمدة الإنارة العمومية كذلك. رئيس دائرة عين البيضاء السيد عبد الوهاب تواتي وفي اتصال هاتفي أكد علمه بموضوع العائلات التي تقطن حسبه سكنات هشة هي في الأصل فوضوية تابعة أرضيتها لأملاك الدولة، ذات المتحدث بين بأن السكنات المعنية تم إحصاؤها في إطار السعي لترحيل قاطني السكنات الهشة غلى غرار عشرات العائلات القاطني على مستوى حي فاليتي وكومبيس ومجموعة أخرى من الأحياء المهترئة. فاللجان المختصة نزلت ميدانيا وأحصت المعنيين وقدمت لهم ضمانات بترحيلهم، ويتم استقبالهم في كل مرة يتقدموا لمصالح الدائرة، "النصر" وفي سعيها للوقوف على حقيقة أزمة السكن بعد الاتصال بممثلي السلطات المحلية رفعت كافة الحالات التي عاينتها بأمانة للمديرية الولائية الوصية التي ردت بدورها بأن الأزمة في طريقها للانفراج نظرا للحصص الإسكانية المعتبرة التي استفادت منها الولاية. سكنات تساهمية لم تنجز منذ أزيد من 10 سنوات من جهة أخرى وقفت "النصر" على وضعية عائلات وضعت استفادت من سكنات تساهمية غير أن الاستفادة لم تتم بعد والفرحة معها لم تكتمل فالعديد من أرباب العائلات الذين التقينا بهم أشاروا بأن السكن التساهمي بالولاية معضلة حقيقية فعجلة المشاريع لا تمش قدما بل ترجع للوراء بفعل تماطل المرقين العقاريين مثلما يصل في عديد الورشات في كل من عين البيضاء على طول الطريق الوطني رقم 80 المؤدي إلى ولاية خنشلة ومعها في كل من عين مليلة والضلعة وقصر الصبيحي وعين كرشة وعاصمة الولاية وهي الورشات التي لا تزال مفتوحة وأمل أصحابها تجاوز الآمال المعلقة عليه لسنوات قاربت في حالات 10 سنوات ما دفع بالمعنيين إلى الاستنجاد بالمسؤول الأول على الجهاز التنفيذي للولاية للوقوف في وجه المستهترين ممن استفادوا لهم من مشاريع ودفع عجلة الأشغال قدما إلى الأمام لزرع البسمة في وجه أفراد عشرات العائلات التي تتخبط بعدد أفرادها في وضع اجتماعي مثقل بالديون. مصدر مسؤول بالمديرية الولائية للسكن بين لنا فيما تعلق بالتأخر الذي طال الحصص السكنية المدعمة أو ما يعرف بالسكن التساهمي بأن قرابة 2000 سكن تساهمي متابعة من طرف الوكالة العقارية والإجراءات الإدارية أثقلت في الإنجاز ومعها السيولة المالية، والتأخر يرجع أحيانا للمواطنين الذين يضعون الملفات ويختفون عن الأنظار ولا يدفعون الحصص المالية التي على عاتقهم، ذات المتحدث أشار بأن القانون القديم لا يعاقب المرقي العقاري والقانون الجديد يتكفل أحسن بمتابعة كل كبيرة وصغيرة للمرقين العقاريين ويغطي الثغرات الموجودة في القانون القديم. 19500 سكن بأزيد من 3200 مليار لمجابهة الأزمة كشف نهاية الأسبوع الماضي مصدر مسؤول من داخل المديرية الولائية للسكن والتجهيزات العمومية أن القطاع استفاد في إطار تجسيد مشاريع الخماسي التنموي الجاري من غلاف مالي قدر ب3200 مليار سنتيم وهو الذي تسعى من خلاله مصالح المديرية لتجسيد مشروع إسكاني ضخم قارب في حصصه ال20 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ. المصدر السابق وفي لقائه ب"النصر" بين بأن المشروع الإسكاني الذي تم الانطلاق في تجسيده والذي يحوي 10 وحدة سكنية ريفية و6 آلاف سكن عمومي إيجاري و3500 سكن عمومي مدعم ففي السنة الماضية تم تسجيل 3500 سكن من بينها 1500 سكن عمومي إيجاري وألفي سكن ريفي. وتبقى الصيغة الأخرى في انتهاء الإجراءات الإدارية المتعلقة بها، المتحدث السابق كشف بأن الحظيرة السكنية الحالية بها 131222 سكن بنسبة شغل السكن قدرت ب4.89% وهي أقل من المعدل الوطني ويقابلها عدد سكان بحسب آخر إحصاء في الواحد والثلاثين من شهر ديسمبر 2009 ب642449 نسمة، البرامج السكنية التي استفادت منها الولاية لم يسبق بحسب محدثنا أن استفادت منها الولاية ووفر حظوظا أكبر لجميع المواطنين بالحصول على السكن بعد أن يئس في وقت ليس بالقريب ففي سنة 2002 استفادت الولاية من حصة 400 سكن ريفي أما خلال الخماسي السابق فاستفادت البلدية الواحدة من حصة تفوق ال400 سكن، وهي الحصص التي فتحت كذلك قرابة ال58 ألف منصب عمل إضافة إلى تشغيلها عددا من الحرفيين، الخماسي السكني الماضي المقدر ب28197 سكن استلم منها 17265 سكن في الوقت الذي تبقى الأشغال جارية لإنجاز 10628 وحدة سكنية تخص 5060 سكن عمومي إيجاري و3084 سكن عمومي مدعم إضافة إلى 2788 سكن ريفي وقدرت نسبة الأشغال في الحصص المتبقية متراوحة بين 40 إلى 75% ويتوقع استلامها خلال السداسي الجاري، وهي التي تميزت بإنشاء 3 أقطاب عمرانية كبرى في كل من عين البيضاء ب5 آلاف سكن وأم البواقي ب4 آلاف سكن وعين مليلة ب3500 سكن، وتعتبر مدنا جديدة قائمة بذاتها ومجهزة بجميع المرافق وتكفلت الدولة بالتهيئة وربطها بالغاز والكهرباء والهاتف، مع احتوائها كذلك على مرافق تعليمية وثقافية ومحلات تجارية ومساجد ومرافق إدارية مثلما هو حاصل في قطب عاصمة الولاية