حوار الإخوان مع السلطة يثير التساؤلات شرعت جماعة الإخوان المسلمين أمس في حوار مع السلطة المصرية فيما يمثل خطوة مفاجئة وغير مسبوقة للجماعة التي تعد أقوى تنظيم للمعارضة. كما أن التحاق الإخوان المسلمين أمس بقافلة المتحاورين مع عمر سليمان نائب الرئيس المصري يمثل تراجعا عن الموقف الذي ظلوا يرافعون عنه منذ أيام، وهو رفضهم لأي حوار مع السلطة قبل رحيل الرئيس حسني مبارك وتنحيه عن الحكم. ولاشك أن انضمام الجماعة المعروفة بنهجها المعارض البراغماتي، الى الحوار الذي يقوده عمر سليمان، بقدر ما حقق مكسبا للسلطة التي تسعى تحت ضغط الشارع والدول الغربية الى الانفتاح على جميع الأطياف السياسية، بقدر ما أحدث شرخا في معسكر المعارضة.وضم وفد الإخوان المحاور المتحدثين باسمها وهما محمد مرسي ومحمد سعد الكتاتني.وصرح القيادي البارز في الجماعة عصام العريان قبل انطلاق جولة الحوار، أن الجماعة ستناقش مع السلطات المرحلة الانتقالية وانتخاب رئيس جديد وبرلمان جديد يمثل الشعب، مشسيرا الى أن الهدف من مشاركة الاخوان المسلمين في هذا الاجتماع هو حماية الثورة. وكانت الجماعة قد قررت في بيان صدر أول امس الدخول في جولة حوار قالت أنها سوف تتعرف من خلاله على جدية المسؤولين إزاء مطالب الشعب ومدى استعدادهم للاستجابة لها. وأكدت الجماعة على ضرورة أن يكون الحوار شاملا يستوعب كل القوى الوطنية والجماعات السياسية والأحزاب وكذا ممثلين حقيقيين للشباب. وشدد الاخوان في بيانهم على تمسكهم بمطالب الشعب لاسيما فيما يتعلق بتنحي الرئيس حسني مبارك ومحاكمة المسؤولين عن إراقة دماء المتظاهرين، وكذا حل المجالس النيابية المزورة والالغاء الفوري لحالة الطوارىء، وتشكيل حكومة وطنية انتقالية تتولى السلطة التنفيذية الى غاية اجراء التشريعيات. وطالب الإخوان أيضا بضرورة الفصل التام بين السلطات واطلاق حرية تشكيل الأحزاب السياسية والجمعيات وحرية اصدار الصحف، وضمان حرية الإعلام وتأمين المتظاهرين وكفالة حريتهم في التظاهر السلمي حتى تتحقق مطالبهم، في سياق متصل، رحبت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، بحذر بمشاركة الإخوان المسلمين في الحوار السياسي مع السلطة، وذكرت أن واشنطن ستنتظر لترى كيف ستتطور هذه المحادثات التي اعتبرتها خطوة ايجابية نحو التغيير السياسي الذي قالت أنه أصبح ضروريا.