أدى ما يزيد عن مليوني متظاهر صلاة الغائب على شهداء الانتفاضة الشعبية، التي تطالب بإسقاط نظام الرئيس المصري محمد حسني مبارك، في ميدان التحرير بقلب القاهرة أمس، كما أقام الأقباط قداس الأحد، في اليوم الثالث عشر، الذي امتدت فيه الاحتجاجات إلى مدن مصرية أخرى مثل الأسكندرية والمحلة وطنطا. * صور الشهداء وأسماؤهم تزين ميدان التحرير * وشهد اليوم الثاني مما أسماه المتظاهرون "أسبوع الصمود"، دعوة عائلات شهداء القمع البوليسي و"بلطجية" حسني مبارك، ورفع ممثل عن كل عائلة راية تحمل اسم وصورة كل شهيد من شهداء الثورة، الذين قارب عددهم ال 400 شهيد منذ اندلاع الثورة حسب الأرقام الرسمية، وطافوا بها بين المتظاهرين في ميدان التحرير، الذي غص بالمحتجين وهم يطالبون بإسقاط رأس النظام وتقديمه للمحاكمة على الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب المصري طيلة أزيد من ثلاثين سنة قضاها في هرم السلطة. * وتواصل استمرار تدفق المتظاهرين على ميدان التحرير طيلة اليوم، وخاصة في مرحلة ما بعد انتهاء ساعات العمل، وذلك بالرغم من المضايقات التي قال بعض المحتشدين إنهم واجهوها قبل وصولهم إلى ميدان التحرير من طرف الجيش، الذي منع إيصال الدواء والغذاء للمعتصمين، وكذا من طرف من وصفوا ببعض فلول "بلطجية" الحزب الوطني الحاكم، على مستوى بعض الشوارع المؤدية إلى قلب القاهرة، حاملين أسلحة بيضاء وعصي وهراوات، وهي التهديدات التي لم تثن المتظاهرين عن مواصلة احتجاجهم. * "من جلس مع سليمان لا يمثل المتظاهرين" * وتزامن نشاط ملايين المحتجين مع جولة حوار جديدة من الحوار باشرها الرئيس المصري بالنيابة، عمر سليمان، مع المعارضة، وكان الدور أمس على جماعة "الإخوان المسلمون"، التي لبت أخيرا دعوة سليمان بالرغم من أنها أعلنت في وقت سابق رفضها، على لسان القيادي فيها، عصام العريان، الذي كان اشترط قبول الحوار بتنحي مبارك ورفع حالة الطوارئ ومنع الحظر عن اعتماد الأحزاب السياسية. * وردا على جولات الحوار التي باشرتها المعارضة مع النظام المصري، خرج أحمد ماهر القيادي في حركة 6 أفريل، التي يعتصم أفرادها في ميدان التحرير، ليؤكد بأن المتظاهرين غير معنيين بما تفرزه نتائج الحوار مع سليمان، وأنهم لم يبرحوا ميدان التحرير إلا بتحقيق شروطهم مجتمعة وفي مقدمتهم إعلان تنحي مبارك عن سدة الرئاسة، وهو الموقف الذي عبر عنه أيمن نور، رئيس حزب الغد، فيما قال عبد الحليم قنديل، الناطق باسم حركة كفاية إن "الثورة لن تحقق أهدافها إلا برحيل مبارك". * توجيه تهمة القتل لوزير الداخلية حبيب العادلي * وفي سياق مساعي السلطة الرامية إلى تهدئة ثورة المحتجين، شرعت قالت وسائل إعلام مصرية إن النيابة العامة شرعت في التحقيق مع حبيب العادلي، وزير الداخلية السابق، بسبب تورطه في مقتل العشرات من المتظاهرين منذ اندلاع الانتفاضة في 25 جانفي المنصرم. * وأكد المصادر القضائية أن النيابة وجهت لوزير الداخلية المقال عدة تهم، منها القتل والشروع في القتل، وذلك على خلفية إصداره أوامر لضباطه بإطلاق الرصاص المطاطي على المتظاهرين المطالبين بالتغيير في مصر، مما تسبب في سقوط المئات من المتظاهرين، فضلا عن التحقيق في أمر العادلي لضباطه بالانسحاب من المظاهرات، مما تسبب في حدوث فراغ أمني أدى إلى حدوث أعمال شغب وسلب ونهب. * الشبكة العربية لحقوق الإنسان تطالب بمحاكمة الفقي * إلى ذلك، طالبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بعزل وزير الإعلام أنس الفقي ومحاكمته، على خلفية الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون الأجانب والمصريون الذين لم يدافعوا عن وجهة النظر الرسمية في الأحداث التي تعيشها مصر منذ 25 جانفي، المطالبة برحيل نظام مبارك. كما انتقدت الشبكة مزاعم الإصلاح التي يطرحها رئيس الوزراء الجديد، واعتبرتها إصلاحات مزيفة. * البرادعي: دعم أمريكا لمبارك انتكاسة * قال المعارض المصري محمد البرادعي إنه ستكون "نكسة كبيرة" اذا دعمت الولاياتالمتحدة سواء الرئيس المصري حسني مبارك أو نائبه عمر سليمان لقيادة حكومة انتقالية. وأكد البرادعي في حوار لوكالة رويترز، "إذا كان ذلك صحيحا فبوسعي أن أقول لكم أن تلك ستكون نكسة كبيرة"، وأضاف "إذا كانت الأمور التي سمعتها اليوم (صحيحة) فإن ذلك سيسقط على الناس الذين يتظاهرون كالرصاص". * دير شبيجل: ألمانيا تتحاور مع الإخوان * وتحسبا لمرحلة ما بعد مبارك، كشفت مجلة دير شبيجل الألمانية أن حكومة المستشارة أنجيلا ميركل شرعت فى إقامة حوار مع جماعة "الإخوان المسلمون" في مصر استعدادا لاحتمال سقوط نظام الرئيس حسني مبارك. وأوضحت المجلة أنه "مع اقتراب طي صفحة مبارك، فتحت الحكومة الألمانية، عبر قنوات اتصال غير رسمية، حوارا مع جماعة الإخوان التي سيكون لها تأثير كبير في الحياة السياسية في مصر خلال المرحلة المقبلة".