لم تمر خسارة شبيبة القبائل في حديقتها على يد شباب قسنطينة دون أن تترك آثارها، حيث جسدت عمق الأزمة الداخلية للفريق وساهمت في تعميق جراحه وتفجير عش الكناري، بعد أن ظل طيلة أسابيع على صفيح ساخن. كما أن هذا التعثر الذي أكد بما لا يدع مجالا للشك عقدة القبائل أمام السنافر الذي صاروا شبحهم الأسود، عجل برحيل المدرب مراد كعروف المغضوب عليه منذ تربص قمرت بتونس، لعجزه عن التحكم في زمام الأمور وخلق الانسجام والتكامل الضروريين، ليسير على خطى المناجير دودان و مدرب الحراس حمناد.وبالإضافة إلى ذلك، أحدث الدخول المحتشم في البطولة حالة طوارئ حقيقية مرشحة لأن تسقط رؤوسا أخرى، في ظل الأجواء السائدة و حالة الاحتقان التي صارت تميز يوميات الشبيبة. إدارة الفريق و في غياب الرئيس محند شريف حناشي المتواجد بفرنسا، كلفت المحضر البدني مراد إيكوان و المساعد لمين كبير للإشراف على التدريبات مؤقتا بمعية مدرب الحراس لوناس قاواوي وذلك تحسبا للديربي القبائلي المقرر السبت القادم أمام مولودية بجاية بملعب الوحدة المغاربية وبدون حضور الجمهور، فيما يرتقب أن يتم الفصل في خليفة كعروف بحر الأسبوع الجاري، حيث تجمع أوساط مقربة من محيط الفريق على أن الربان الجديد لقيادة سفينة الكناري سيكون أجنبيا بنسبة كبيرة. و ترى ذات المصادر، أن الرئيس حناشي الذي تعرض إلى وعكة صحية بعد هزيمة فريقه أمام «السي أس سي» في جولة افتتاح الموسم، يكون قد أنهى المفاوضات مع تقني فرنسي كبير لإسناده العارضة الفنية، معتبرة قدومه مسألة وقت، في ظل وعود حناشي بالعودة إلى أرض الوطن اليوم الثلاثاء أو غدا مرفوقا بالمدرب الجديد الذي لن يباشر مهامه إلا الأسبوع القادم، ما يعني خوض الشبيبة اللقاء المحلي دون مدرب و بحضور المشرف الجديد على العارضة الفنية لمعاينة التشكيلة ليس إلا.إلى ذلك، عادت أمس الشبيبة إلى أجواء التدريبات بملعب أول نوفمبر بعد استفادة اللاعبين من راحة قصيرة بيوم واحد، حيث عكف ثلاثي التدريب المؤقت على تحضير المجموعة من الناحية النفسية، لاجتياز صدمة السنافر و التركيز على مواجهة الموب، في وقت خرج اللاعب بومشرة عن صمته لتوجيه أصابع الاتهام لمراد كعروف الذي عمد إلى إبعاده في المقابلة الافتتاحية، شأنه في ذلك شأن اللاعب الإفريقي دياوارا الذي تساءل عن سبب عدم الاعتماد عليه، رغم تواجده في لياقة جيدة على حد تعبيره.ومعلوم أن انتقادات لاذعة طالت المدرب كعروف انطلاقا من تربص تونس، وصولا إلى مواجهة شباب قسنطينة، حيث لم تتوان عديد الأطراف في الشبيبة في تحميله مسؤولية تدني مستوى الفريق، و عدم جاهزيته بالشكل المطلوب، جسده الإفلاس التكتيكي في لقاء السبت الماضي الذي كشف المستور، فضلا عن غياب خطة لعب واضحة، ما جعله يتلقى درسا في الواقعية من منافسه الذي بات يشكل عقدة القبائل. على صعيد آخر، تتواصل موجة الغضب للجنة الإنقاذ التي بدت مصرة على مواصلة مساعيها من أجل الإطاحة بالرئيس محند الشريف حناشي، حيث أكدت بأن تنامي غضب أعضائها لا علاقة له بهزيمة السنافر، التي اعتبرتها امتدادا لوضع متعفن لن ينتهي إلا برحيل حناشي، مشيرة إلى أنها لم تكن يوما ضد الطاقم الفني، بقدر ما عبرت عن مخاوفها من عواقب ما أسمته بالتسيير الغامض و الارتجالي و معه مستقبل الفريق في الرابطة المحترفة الأولى موبيليس.