الدوارة و البوزلوف نجوم "سيلفي العيد" عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحوّل موقع فيسبوك صباح العيد إلى مذبح كبير مفتوح، بعدما غزته صور سيلفي التقطها شباب و فتيات لأنفسهم أثناء نحر الأضاحي و تنظيف أحشائها، و نشروها ليتشاركوا كما علّقوا فرحة العيد و أجوائه مع أصدقائهم الافتراضيين، خصوصا وأن العيد قد فقد طعمه على أرض الواقع و بردت المشاعر الإنسانية التي كانت تميزه. صفحات " سيلفي العيد"، التي أنشأها نشطاء عبر الفيسبوك، امتلأت بصور الشياه المعلقة و وصور الدوراة و البوزلوف، فمن لم ينشر صورة له وهو يؤدي صلاة العيد في المسجد أو يقوم بنحر الأضحية أو يشارك في العملية، نشر صورته وهو يقوم بحمل أحشائها و يعمل على تنظيفها، إذ شكلت الإناث النسبة الأكثر مشاركة على الصفحات التي استمر التفاعل فيها على مدار يومين، فمنهن من علقت بأنها أول تجربة لها مع أضحية العيد، و بالمقابل دخلت أخريات في منافسة لإبراز نشاطهن و درايتهن الواسعة بأصول تحضير الدوارة و البوزلوف. الجميل في الأمر أن هذا التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلق نوعا من الحميمة و الألفة بين الآلاف من المدونين و المتتبعين الذين تبادلوا التهاني و الأماني، حيث عاد الكثيرون بذاكرتهم إلى أيام العيد قبل سنوات مؤكدين بأنها كانت أجمل، فيما فضل آخرون استرجاع عادات و تقليد ارتبطت بالمناسبة السعيدة، وقدم كل واحد منهم ملخصا صغيرا عن عادات عيد الأضحى في مدينته، كما استذكروا الاستعمالات القديمة و المتوارثة لكل عضو في الأضحية، خصوصا تلك الصحية و الجمالية، كمسح وجه الفتاة المراهقة بجلد الكبش بمجرّد سلخه و قبل أن يبرد، لتزيد بشرتها نظارة و جمالا، أو الأكل من العمود الفقري للأضحية قبل أن تبرد للشفاء من مرض فقر الدم، وهي كلها نصائح مصدرها صيدلية الجدات كما أوضح أصحابها. فتيات أخريات فضلن استذكار العادات المرتبطة بالعيد و العروس و تبادل النصائح فيما يخص طريقة التعامل مع أهل الزوج خصوصا إذا ما كنت العروس حديثة العهد بالزواج، أما أخريات فقدمن تفاصيل عن طريقتهن الخاصة في تحضير " الدوارة أو الكرشة"، حيث أرفقن تعليقاتهن بصور سيلفي من داخل المطبخ. من جهة ثانية اعتبر بعض الفيسبوكيين بأن العالم الافتراضي أعاد للعيد حميميته، التي أصبحت مفقودة في الواقع، نظرا لجفاء المشاعر الإنسانية، فالتواصل المستمر بين النشطاء سمح بفتح المجال لتشارك الأفكار و تبادل التهاني، كما وسع نطاق التفاعل مع المحيط الاجتماعي، وجعل من التواصل مع الأصداء و الأهل خارج الوطن أمرا بغاية السهولة، خصوصا وأن بعض المغتربين استطاعوا مشاركة ذويهم أجواء العيد عبر مواقع التفاعل المباشرة التي تفتح المجال لنقل الصوت و الصورة، على غرار موقع "سكايب".