حذّر مختصون في البيطرة و علم الأوبئة والطب الوقائي و كذا الأمراض المعدية عشية اليوم العالمي لداء الكلب من الانتشار الرهيب للكلاب الضالة التي تشهده قسنطينة في السنوات الأخيرة في ظل تضاعف عدد ورشات البناء، التي تزيد من خطر الإصابة بداء الكلب علما و أن قسنطينة سجلت هذه السنة ثلاث حالات مؤكدة للكلب، كما انتقدوا عدم احترام مربي الكلاب لعمليات التلقيح و إعادة التلقيح الإجبارية رغم الحملة التي تقوم بها مصلحة البيطرة بقسنطينة و التي شملت حتى الآن 1025كلبا. قسنطينة التي تعرف تزايد عدد الكلاب المتشردة و بشكل خاص بالمدن الجديدة كعلي منجلي و ماسينيسا و عين سمارة و عين النحاس و حتى أحياء المدينة القديمة التي لم تسلم هي الأخرى من هذه الظاهرة التي باتت تؤرق المواطنين لما فرضته من حظر تجوّل سيّما في آخر الليل و الصباح الباكر، بعد تزايد هاجس الخوف من تكرّر سيناريو الطفلة وئام التي نهش جسدها الصغير 12كلبا بحي زواغي و حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب و التي ذهب ضحيتها طفلين. الاحتفاء اليوم العالمي لداء الكلب المصادف للثامن و العشرين من سبتمبر، يعيد صور الرعب من الكلاب الضالة التي باتت تحتل الكثير من الشوارع و تفرض سيطرتها على بعض المناطق الآهلة بالسكان، في ظل الانتشار المقلق للأوساخ و النفايات التي تغرق فيها الكثير من الأحياء السكنية و التي ساهمت في تكثيف تجمعات الكلاب المتشرّدة التي أصبحت تشكل خطرا على حياة الأفراد و حتى الحيوانات من أغنام و أبقار. الدكتورة جهيدة جنة /مفتشة بيطرية مشرفة على شبكة علم الأوبئة و المراقبة بقسنطينة/ كشفت عن تسجيل ثلاث حالات مؤكدة لداء الكلب بالولاية منذ مطلع السنة الجارية اثنين في شهر جانفي بكل من بلديتي ابن زياد و الحامة بوزيان و الثالثة في شهر جويلية تم تسجيلها ببلدية الخروب، مشيرة إلى حملة التلقيح المجسدة في هذا الإطار و التي انطلقت حسبها في شهر أفريل الماضي و ستنتهي في الأيام القليلة القادمة، مؤكدة بأنها شملت 25653رأس من الماشية و 1026كلبا حتى الآن. و أوضحت بأن حملات التلقيح ضد الكلب باتت إجبارية منذ سنة 2003للحد من خطر الإصابة بهذا الداء القاتل، منتقدة عدم تقيّد أغلبية مربي الحيوانات و بشكل خاص الكلاب بمواعيد تلقيح و إعادة تلقيح حيواناتهم، بسبب لا مبالاة البعض من جهة و انزعاج البعض الآخر من نقص و انعدام اللقاح ببعض المراكز من جهة أخرى. و شرحت محدثتنا أهم أعراض داء الكلب، قائلة بأنها تبرز في تغيّر سلوك الحيوان و خروجه عن السيطرة بسبب حالة الهيجان التي تنتابه و استهلاكه لكل شيء يجده أمامه حتى لو كان خشبا أو مسامير، مضيفة بأن الفيروس ينتشر في مدة معيّنة في الجهاز العصبي و يلاحظ التهاب تدريجي في الدماغ و النخاع يؤدي إلى وفاة المصاب الذي قد ينقل العدوى لحيوان آخر أو لإنسان من خلال عضه. كما ذكرت بحالة الشلل التي يتعرّض لها المصاب بعد تفاقم الأعراض انطلاقا من موضع العضة أو الخدش. و كشف مختصون من مصلحتي الوقاية و الأمراض المعدية عن تضاعف الإصابات بعضات الكلاب ،مشيرين إلى المشاكل التي يواجهها المصابين بسبب نقص اللقاح، منتقدين تأخر اتخاذ الجهات المعنية للتدابير المناسبة للحد من ظاهرة التجوّل بالكلاب أو ترويض كلاب الحراسة ثم التخلي عنها. و تحدث البعض عن سهولة الحد من الكلاب الضالة لا سيّما في موسم التكاثر، حيث تجتمع الكلاب الضالة في مجموعات يمكن حصرها و القضاء عليها، لحماية المواطنين. و بخصوص انتقال العدوى أكدوا بأن الكلاب تعد الناقل الرئيسي لهذا الداء و تقف وراء أغلب الوفيات الناجمة عن هذا المرض، أما عن العلاج فأوضحوا بأنه يتم في أسرع وقت يلي التعرّض للاعتداء أو نهش الكلاب أو عض أي حيوان يشتبه إصابته بداء الكلب،حيث يخضع المصاب لدورة منتظمة من اللقاح الفعال الذي يستوفي توصيات منظمة الصحة العالمية، مع العمل على إزالة فيروس داء الكلب من موضع العدوى بعلاج خاص. و نصحوا باتخاذ التدابير الضرورية للإسعافات الأولية مباشرة بعد التعرّض للعض، و أهمها غسل و تطهير الجرح جيّدا لمدة 15دقيقة بالمواد المبيدة لفيروس داء الكلب و التوّجه بسرعة لأقرب مركز صحي. و قد إشتكى المواطنون مرارا و تكرارا من ظاهرة إنتشار الكلاب الضالة، و طالبوا بالتدخل الفوري للقضاء عليها، بعد أن باتت تشكل خطرا على الأطفال المتمدرسين الذين أصبحوا يرفضون التوّجه للمدرسة بمفردهم و يجبرون أولياءهم لمرافقتهم خوفا من هذه الحيوانات التي تجتمع بشكل ملفت بالأماكن التي تكثر بها المفرغات و يجبرون أولياءهم لمرافقتهم، خوفا من هذه الحيوانات التي تجتمع بشكل ملفت بالأماكن التي تكثر بها المفرغات.