الكلب يهدّد المواطنين والحيوانات بعد مقتل شاب وإصابة طفلين وماعز بأم البواقي طالب عشرات السكان القاطنين عبر إقليم ولاية أم البواقي بتدخل عاجل من المسؤول الأول بالولاية لرد خطر داء الكلب الذي يتربص بحياتهم وحياة أبنائهم في ظل انعدام اللقاحات الخاصة به إلى جانب عدم قيام أغلب البلديات بحملات لإبادة الكلاب الضالة والحيوانات المتشردة. صرخة المواطنين والمجتمع المدني جاءت بعد وفاة شاب تعرض لعضات كلب مصاب بالداء خلال الأشهر القليلة الماضية على مستوى قرية سيدي أرغيس، الشاب الذي وري الثرى بمقبرة القرية ويتعلق الأمر بالمسمى (ج ق) البالغ من العمر 30 سنة توفي متأثرا بالإصابات الخطيرة التي تعرض لها في مناطق متفرقة من جسده الأمر الذي سبب له شللا نصفيا وبالرغم من تلقي الشاب للعلاج إلا أن ندرة اللقاحات الخاصة بداء الكلب عجلت برحيله. من جهة أخرى تعرض الشاب المدعو (م سهيل) البالغ من العمر 17 سنة لعضات خطيرة لكلب مفترس بينما كان يرعى أغنامه بمشتة الجرجور بعين الزيتون، الضحية نقل على جناح السرعة لاستعجالات مستشفى محمد بوضياف أين قدمت له الإسعافات الأولية في انتظار عرض الكلب على المخبر المتخصص، وبعين ببوش فتحت مصالح الدرك بالتنسيق مع المصالح البيطرية تحقيقا لمعرفة المكان الذي يتواجد به كلب مصاب بداء الكلب وذلك بعد ظهور أعراض الداء الأولية على ماعز والتي حاولت عض الأطفال المتواجدين بمشتة المنشار. وكانت عائلة من أربع أفراد قد تعرضت خلال الأيام القليلة المنقضية لعضات كلب متشرد بقرية بئر العتروس بعين ببوش أين تم قتل الكلب وتحويله للمخبر العلمي بقسنطينة، كما شهد حي 32 مسكن بعاصمة الولاية مهاجمة كلب متشرد لثلاثة أطفال كانوا يلعبون غير بعيد على محيط سكناتهم مسببا لهم جروحا متفاوتة الخطورة، أولياء الأطفال ذكروا بأنهم وجدوا صعوبات في الحصول على لقاحات خاصة بمحاربة داء الكلب أين جلبوا كمية قليلة من الجرعات بعد تنقلهم لمدينة عين البيضاء مبينين بأن صعوبة ذلك جعلهم يتركون أبناءهم تحت الرعاية الطبية حتى تحسن حالهم، مطالبين المديرية الولائية للصحة إلى التحرك وجلب كميات كافية من اللقاح المضاد لداء الكلب مع دعوتهم السلطات المحلية إلى تنظيم حملات للقضاء على الكلاب المتشردة والحيوانات الضالة التي باتت تهدد صحتهم وحياة أبنائهم. وكان المدير الولائي للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية قد أكد عدم توفر اللقاحات الخاصة بداء الكلب بالنظر للندرة المسجلة على مستوى معهد باستور مشيرا في ذات السياق بأن المعهد لا يلبي كل الطلبات المرفوعة إليه وهو ما جعل العيادات الجوارية تعاني أزمة لقاحات خاصة منه لقاحي "سوريسو" و"فينورال"، وكشفت مصادر بيطرية للنصر بأن مديرية المصالح الفلاحية تتخذ في كل مرة الاحتياطات اللازمة تطبيقا لمبدأ "الكل سعال والكل غير سعال" مؤكدا بأن الكلاب المتشردة تنتشر بكثرة خلال هاته الفترة، ومن خلال محدثنا فالإشكال يكمن في عدم قيام البلديات بعمليات الإبادة بالرغم من القرار الولائي رقم 118 المؤرخ في جانفي من السنة الحالية الموجه للبلديات والمتضمن تنظيم حملات للقضاء على الكلاب والحيوانات المتشردة، وعن الحملات المنظمة من طرف البلديات بالولاية أكد المتحدث بأنه خلال ثلاث أشهر الأولى من السنة الحالية لم تنظم أي حملة فيما كانت نتائج الحملات محتشمة في بقية الأشهر حيث تم القضاء على 181 كلب خلال شهر أفريل و50 كلب خلال شهر ماي عبر كامل الولاية وهو عدد قليل تقابله الحالات المتزايدة للإصابات بالداء.