المحتجون في الزاوية يقتلون ابن عم للقذافي برتبة عميد في الجيش والدبابات تقتحم المدينة قتل العميد في الجيش الليبي حسين عبد الكبير ابن عم القذافي في المواجهات العنيفة التي نشبت أول أمس بين المحتجين والقوات الموالية للقذافي في مدينة الزاوية، وحسبما ذكره الناشط السياسي عبد الجبار الزاوي "للجزيرة" من عين المكان فإن العميد الذي ينحدر من مدينة سرت، سقط خلال رد المحتجين على القصف العنيف الذي تعرضت له المدينة أول أمس والذي استعلمت فيه الطائرات والدبابات وراجمات الصواريخ والذي وصفه بالعشوائي. كما أكد عدد من سكان المدينة لمراسل ذات القناة التلفزيونية أن القناصة الذين نُشروا على أسطح المباني العالية أطلقوا النار على المدنيين وأن الكتائب الأمنية اقتحمت بعض المنازل وقتلت ساكنيها بمن فيهم النساء، وقال ناشط سياسي في اتصال سابق مع هذه القناة من الزاوية، إن وسط المدينة تعرض لقصف بقذائف الهاون من مسافات بعيدة وفق إحداثيات مضبوطة، وأصاب حسبه مسجدا بساحة الشهداء إضافة إلى مسح مسجد بالكامل في منطقة أولاد عمارة، وأكد المحتجون أن كتائب القذافي الأمنية توغلت أمس نحو وسط المدينة بعد أن ظلت تحاصرها قبل ذلك، وقال أحدهم إن دبابات القذافي تضيّق الخناق على الميدان الرئيسي بمدينة الزاوية التي يسيطرون عليها، كما تسببت المعارك هناك في توقف عمل مصفاة للنفط بالمدينة وفق ما نقلت "رويترز" عن مسؤول بالمصفاة، وقبل بدء التوغل داخل المدينة كانت تلك القوات تسيطر على الطريق الساحلي الرابط بين شرق الزاوية وغربها، وتفرض حظرا للتجول على طريقتها بنشر قناصة استهدفوا كل من يخرج إلى الشوارع، وذلك فيما تعيش مدينة مصراتة في الغرب حالة تأهب وسط مخاوف من هجوم وشيك للكتائب الموالية للقذافي. كما تعرضت أمس مواقع المحتجين قرب ميناء "السدر" النفطي في شرق ليبيا للقصف من جانب قوات القذافي، حيث مراسل رويترز هناك أن القصف كان إلى الشرق من السدر حيث يتمركز المحتجون المسلحون وذكر أنهم يردون بإطلاق صواريخ، وذكر أن المناهضين للقذافي خرجوا بعد القصف من" السدر" وهي بلدة سيطروا عليها من قبل، وقال أنهم استعادوها في وقت لاحق. وأفاد المتحدث باسم "شباب 17 فبراير" في مصراتة عبد الباسط أبو مزيريق في اتصال مع "الجزيرة" صباح أمس بأن سكان المدينة مستعدون لصد هجوم يبدو وشيكا من طرف عناصر لواء يقوده خميس نجل القذافي، مضيفا أن أهل المدينة قادرون على صد ذلك الهجوم المتوقع بفضل ما يمتلكونه من أسلحة وجنود منشقين وشباب يجيدون حمل السلاح، وعن الأوضاع داخل المدينة التي تضم أكبر عدد من السكان في غرب ليبيا قال أبو مزيريق إن الأمور المعيشية جيدة لكن المدينة تشكو من نقص في الأدوية والمعدات الطبية. كما أفاد مراسل "الجزيرة" في راس لانوف بأن كتائب القذافي قصفت الثوار الذين يتحصنون داخل المدينة براجمات الصواريخ، كما شنّ سلاح الجو غارة على المدينة عقب الغارات التي شنها صباح الثلاثاء الماضي، وقال أن مواجهات أول أمس أسفرت عن تسعة قتلى جرى سحب جثثهم من أرض المعركة، وأن عدد الذين جرحوا فاق الثلاثين ونقلوا إلى مستشفيات أجدابيا وراس لانوف، موضحا أن هدوءا حذرا ساد المنطقة بعد حلول الليل. من جهة أخرى حطت أمس بمطار القاهرة الدولي طائرة ليبية تقل اللواء عمر عبد الرحمن الزاوي مسؤول التجهيز والإمداد بالجيش الليبي، حسبما أكده مسؤلون بمطار القاهرة الذين قالوا أنه تم استقباله من عدد الدبلوماسيين الليبيين، و أن الطائرة حطت بالقرب من صالة مخصصة لاستقبال كبار المسؤلين ولم يسمح للصحفيين بالاقتراب منها أثناء خروج المسؤول الليبي، كما كشف مراسل قناة "الجزيرة" أن رئيس الوزراء المصري عصام شرف أنهى بشكل مفاجئ اجتماعا للحكومة الجديدة وتوجه بصحبة 11 من الوزراء إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو ما قد يرتبط حسبه بوصول الوفد الليبي . وكانت وكالة الأنباء الألمانية قد نقلت عن مسؤول بالسفارة الليبية، أن اللواء الزاوي يحمل رسالة من القذافي للمسؤولين المصريين، وكان مسؤول بوزارة الخارجية اليونانية أعلن أمس أن طائرة ليبية عبرت الأجواء اليونانية في طريقها لمصر، مشيرا إلى أنه لا توجد معلومات تبيّن ما إذا كانت الطائرة تخص معمر القذافي، وتوقعت مصادر سياسية ليبية معارضة أن يبحث القذافي عن اللجوء في الأردن أيضا كأحد الخيارات بعد الاحتجاجات العنيفة ضده، وذلك بالنظر إلى سفر عبد الهادي عبد السلام ابن شقيقة القذافي وأحد المكلفين بأمنه الشخصي إلى العاصمة الأردنية عمان في طائرة خاصة ، وأكد موقع"العرب أونلاين" أن ابن شقيقة القذافي حاول الاتصال بشخصيات سياسية وعشائرية أردنية بغية نيل دعمها للعقيد ومليشياته، لكن تلك الشخصيات رفضت لقاءه، كما أجرى محاولات جس نبض للقاء بعض الصحافيين والإعلاميين البارزين في الساحة الأردنية لكن محاولاته باءت بالفشل، وقال عارفون بتفكير العقيد القذافي إن إرساله ابن شقيقته إلى الأردن في طائرته الخاصة قد يكون وراءه رغبة شخصية منه للسفر إلى الأردن، على أن تكون السفرة التجريبية لابن شقيقته حركة تمويه لتكون الخطوة الثانية سفره شخصيا إلى الأردن كمكان للجوء ولو وقتيا، ويرى المحللون في هذه المعطيات مؤشرا على أن موعد رحيل القذافي قد اقترب. هشام/ع