قامت مصالح بلدية عنابة، أول أمس الخميس، بالتنسيق مع ديوان الترقية و التسيير العقاري بترحيل 11 عائلة كانت تقيم ببناية بدأت في الانهيار بالمدينة القديمة « بلاص دارم»، إلى سكنات جديدة بحي خرازة التابع لبلدية البوني، في إطار البرنامج الوطني للقضاء على السكن الهش. و تأتي عملية الترحيل بعد خروج العائلات المتضررة من سكان البناية للاحتجاج بساحة الثورة قبل أسابيع، بعد انهيار جزء من البناية ما خلف إصابة 3 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة في أنحاء متفرقة من الجسم، تم انتشالهم من تحت الركام .وقد جرت عملية الترحيل في ظروف عادية، بعدما سخرت ذات المصالح، الشاحنات ومختلف الوسائل لنقل الأثاث، وسط أجواء من الفرحة لدى السكان المرحلين، ومع تواجد مكثف لأعوان الشرطة، باستثناء احتجاج شخص واحد هدد بالانتحار لأن اسمه لم يدرج مع عائلته التي استفادت من سكن. واستنادا لمصادر منتخبة، فقد عجلت مصالح بلدية عنابة بالترحيل بعد المعاينة التقنية للبناية، والتي بينت هشاشة جدرانها وأساساتها، ما يعرضها للسقوط في أي لحظة، حيث التزمت البلدية بالوعود المقدمة للعائلة القاطنة بالعمارة من أجل ترحيلهم .ويسعى والي عنابة يوسف شرفة حسب ذات المصادر، بعد القضاء تقريبا على المحتشدات الاستعمارية على غرار محتشد «لاصاص» بسيدي سالم الذي خصصت الدولة لإعادة إسكان قاطنيه قرابة 1360 وحدة سكنية. إلى إعطاء الأولوية مستقبلا للمقيمين في البيوت الهشة على غرار أحياء المدينة القديمة، لاكولون، برمة الغاز، والذين تم إحصائهم من قبل مصالح البلدية، خاصة و أنهم يحتجون في كل مرة وينددون بتهميشهم على حساب القاطنين بالبيوت الهشة . تجدر الإشارة إلى أن الديوان البلدي لترميم المدينة القديمة بعنابة، أحصى 602 بناية قديمة 44 بالمائة منها تستدعي الترميم و 37 بالمائة تستدعي التهديم. كما أن 76 بالمائة من مجموع البنايات القديمة بالمدينة العتيقة يملكها خواص، الأمر الذي يطرح صعوبات على مستوى تمويل أشغال ترميم تلك البنايات القديمة من قبل مصالح ديوان الترقية و التسيير العقاري و مديرية الثقافة، و تسوية الوضعية الإدارية لجميع السكنات، في ظل غياب مالكيها الأصليين.