ولاية عنابة تستعجل ترحيل العائلات القاطنة بالبنايات الآيلة للانهيار أعلن والي عنابة محمد منيب صنديد أمس عن التحضير لإعادة إسكان عدد من العائلات القاطنة بالبيوت الهشة بالأحياء العتيقة بصفة مستعجلة على غرار المدينة القديمة، حي لاكلون، ديدوش مراد، بني محافر، خلال الأسابيع المقبلة، وأمر الوالي المصالح المعنية بإنهاء دراسة ملفات كامل العائلات المتضررة، وإحالة القوائم الرسمية على ديوان الترقية والتسيير العقاري، من أجل تمكين المستفيدين من استكمال الإجراءات القانونية وتسليم المفاتيح. وقال الوالي في تصريحه لوسائل الإعلام بأن مصالحه ستعكف خلال العام الجاري على ترحيل عدد معتبر من القاطنين بالسكنات الهشة والقصديرية ،الذين تم إحصاؤهم إلى غاية 2007 بمجموع 16100 بيت قصديري وهش خصصت لهم 12650 وحدة موجهة لامتصاص السكن القصديري والهش. وذكرت مصادر مطلعة بأن السلطات المحلية بولاية عنابة تلقت تعليمات من وزارة الداخلية والجماعات المحلية تفيد بتعجيل عملية ترحيل العائلات القاطنة بالبنايات الآيلة للانهيار، على خلفية هلاك أربع أشخاص من عائلة واحدة بولاية وهران في انهيار بناية هشة، كإجراء استباقي من قبل السلطات المركزية لتفادي وقوع حوادث مماثلة تحصد مزيد من الأرواح بالولايات التي توجد بها الأحياء العتيقة. و تتوزع البنايات القديمة بمدينة عنابة حسب مصادرنا عبر 12 حيا، تأتي في مقدمتها المدينة العتيقة " بلاص دارم " بمجموع 2405 بناية عتيقة من بينهما 71 بناية آيلة للسقوط، حي " لاكولون" الذي يضم 1427 بناية هشة، ديدوش مراد ب 1098 بناية، و بني محافر ب 148 بناية قديمة ،فيما تتوزع باقي البنايات القديمة عبر أحياء "بور سعيد" و" بلعيد بلقاسم " و"سيبوس." ويعود أغلب البنايات المستغلة لأغراض السكن بوسط المدينة إلى العهد الاستعماري سواء منها المحيطة بساحة الثورة "ساحة برتانيا "سابقا بمجموع 1322 بناية أو تلك المتواجدة بحيي سيدي إبراهيم ووادي الذهب على التوالي ب 1559 بناية و 1549 بناية. ويرتقب خلال العام الجاري انطلاق عملية واسعة لترميم و إعادة تأهيل المدينة العتيقة المحافظة على نسيجها المعماري الأصيل حسب ما ذكره مسؤول ديوان " أوكرافا "، الذي شدد في السياق ذاته على ضرورة إعادة تأهيل و إحياء الأنشطة الحرفية والتقليدية بأحياء المدينة العتيقة كتلك المتعلقة بالنقش على النحاس والخشب والتي لم يتبق منها حاليا سوى بعض الأنشطة التقليدية الفنية التي حافظ عليها أصحابها وورثها عن أبائهم وأجدادهم.