السينما الفلسطينية ترسم ثلاثية أبعاد القضية اختتمت أمس الأيام السينمائية الفلسطينية التي احتضنها متحف السينما بوهران من 11 إلى 17 فيفري الجاري، و عرضت خلالها مجموعة من أحدث الأفلام حول القضية الفلسطينية. و لعل أبرز عمل عرض هذا الأسبوع هو فيلم «عيون الحرامية» للمخرجة الفلسطينية نجوى النجار الذي قام ببطولته الفنان المصري خالد أبو النجا و الجزائرية سعاد ماسي، وهو الفيلم الذي شارك العام الماضي في مهرجان وهران للفيلم العربي ونال إعجاب و اهتمام الصحفيين و النقاد وحتى الجمهور الذي تجاوب معه كثيرا و استحسن دور الجزائرية سعاد ماسي فيه. موضوع العمل يجسد قصة واقعية عاشتها المخرجة وعكستها سينمائيا، حيث صالت وجالت أثناء أحداث الفيلم بين فصول معاناة الإنسان الفلسطيني بكل تناقضاته و اختلافاته وطموحاته. وقد افتتح الدورة فيلم « باب الشمس» للمخرج يسري نصر الله و قد تم إنتاجه سنة 2004 و شاركت الجزائر في إنتاجه إلى جانب فلسطين و إيسلندا و فرنسا، وهو من أروع الأفلام الملحمية الحديثة و يحكي تاريخ فلسطين من خلال قصة حب بين البطل الفلسطيني يونس الذي يذهب للمقاومة، بينما تظل زوجته نهيلة متمسكة بالبقاء في قريتها بالجليل. و طيلة سنوات الخمسينات و الستينات يتسلل يونس من لبنان إلى الجليل، ليقابل زوجته في مغارة «باب الشمس» و يعود مرة أخرى ليلتحق بالمقاومة في لبنان، العمل مقتبس من رواية تحمل نفس الاسم للأديب إلياس خوري، و جسد الأدوار نخبة من الممثلات والممثلين السوريين و العرب، و تم تصويره في سورياولبنان وقد تم عرض الجزء الأول منه يوم الافتتاح و تلاه الجزء الثاني في اليوم الموالي. و تضمن البرنامج كذلك عرض فيلم «غزة ستروف» للمخرجين الجزائريين سمير عبد الله و خير الدين مبروك، وهو فيلم وثائقي يروي معاناة الشعب الفلسطيني تحت الحصار، إلى جانب عرض فيلم «المتدرج» للأخوين طرزان و عرب ناصر و قد حاز على جائزة «العناب الذهبي» لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في ديسمبر 2015، و كذا فيلم "حكاية الجواهر الثلاث" للمخرج ميشيل خليفي من بطولة كل من بشرى قرمان و محمد النحال، و تدور أحداثه حول حكاية عشق يوسف لفتاة من عمره، غجرية ساحرة ذات شخصية قوية، و لكي يتزوجها تشترط عليه أن يبحث عن الجواهر الثلاث المفقودة من عقد جدة أبيها الذي نقله إليها الجد من جنوبأمريكا، وهكذا يصبح يوسف بطلا لحكاية عصرية. أما المخرجة الفلسطينية ماريز غرغور، فشارك فيلمها «الأرض بتتكلم عربي»، و هو الفيلم الذي حاز على ثلاث جوائز في الدورة 13من الجائزة الدولية للفيلم الوثائقي والريبورتاج في البحر المتوسط ، لأنه سلط الضوء على فترة من تاريخ فلسطين بين 1917 و 1948، و التي تكاد تكون مجهولة. و يجسد «يد إلهية» قصة حب بين فتى فلسطيني من سكان الأرض الفلسطينية 1948 و فتاة فلسطينية من سكان الضفة، يلتقيان في سيارة فارهة على حاجز إسرائيلي (نقطة تفتيش)، و يراقبان الوجع و المعاناة المأساوية للفلسطينيين عند الحواجز الإسرائيلية. للتذكير ينطلق اليوم الخميس بوهران مهرجان التضامن مع فلسطين و الذي تشرف عليه أكثر من 20 جمعية، ويتضمن عدة نشاطات تضامنية مع القضية و الشعب الفلسطيني منها محاضرات وحملات تبرع بالدم وحفلات.