احذروا المغاربة والتهديف المبكر مفتاح اللقاء - اعتبر القائد السابق للمنتخب الوطني جمال بلماضي مباراة الأحد القادم أمام أسود الأطلس بمثابة امتحان عسير للخضر، وفرصة لفك عقدة المغاربة الذين يحوزون الأسبقية التاريخية. وقال بلماضي في حوار هاتفي مع النصر من قطر إن الأفناك لا يملكون خيارا آخر عن الفوز، مشددا على ضرورة توخي الحيطة والحذر، وتفادي السقوط في فخ المنافس الذي سيعمد برأيه على استعمال كل الوسائل للنيل من معنويات اللاعبين، والعودة بأخف الأضرار. وانطلاقا من قيمة الرهان وصعوبة المهمة، يرى مدرب لخويا القطري، أن مفتاح المباراة يكمن في التهديف المبكر، لتحرير اللاعبين، ومضاعفة الضغط على المغاربة الذين استعادوا عافيتهم في نظره بعد لقاء تنزانيا. قبل أسبوع من موقعة 27 مارس أمام المغرب ما هي قراءتك الأولية لهذه المباراة؟ هي قمة مغاربية بكل المقاييس، الخطأ فيها غير مسموح به إطلاقا للمنتخب الجزائري المطالب بالفوز، لإنعاش حظوظه في التأهل. منطقيا، الخضر في رواق الأفضلية للظفر بالنقاط الثلاث، لامتلاكهم أوراقا رابحة إضافية، منها الأرض والجمهور، والإصرار الكبير على تخطي هذا الحاجز الذي يشكل جسر العبور للعرس الكروي الإفريقي القادم. وإذا نظرنا للقاء من زاوية تاريخية، فإننا ننتظر مقاومة كبيرة من جانب الأسود في محاولة للحفاظ على أسبقيتهم، وتفوقهم على الكرة الجزائرية في سالف الأعوام، ما يجعلنا نتنبأ بحوار ميداني شاق، بكل ما يحمل من إثارة وندية وتنافس. وهل تعتقد بأن الخضر لهم القدرة الكافية على الفوز والثأر لهزيمة 2004 بتونس؟ مبدئيا، أتوقع انتصارا صعبا للخضر، لطابع المقابلة، والضغط البسيكولوجي الذي سيطبعها. فالجزائريون، لا تخدمهم نتيجة أخرى غير الفوز، وهم يدركون ذلك، ولا أذيع سرا إن قلت بأن المواجهة ستعرف بكل تأكيد صراعا تكتيكيا بين المدربين، الأمر الذي يكون بن شيخة قد أعد له السلاح اللازم لكسب المعركة الميدانية. وعليه أعتقد بأن الأفناك لهم من القدرات ما يمكنهم من صنع اللعب وإحداث الفارق، ومن ثمة الثأر لهزيمة نهائيات كأس أمم إفريقيا بتونس عام 2004. برأيك ما هي مفاتيح المقابلة؟ كما سبق وأن ذكرت، علينا وضع الثقة في اللاعبين والطاقم الفني، لاجتياز هذا المنعرج الهام والخطير. ورغم إدراكي المسبق بالمأمورية الشاقة التي تنتظر الفريق الجزائري، إلا أنني متفائل بكسب الرهان، ولو أنني اعتبر بأن خطف هدف السبق من شأنه أن يحرر اللاعبين، ويبعث في نفوسهم روح التنافس والتحدي، وبالمرة يجعل الضغط يكون على عاتق المنافس، ويؤدي بعناصره إلى اللهث وراء الكرة وارتكاب أخطاء يمكن استغلالها. ألا تعتقد بأن التفاؤل المفرط للمغاربة قد ينقلب عليهم؟ دعني أقول لك، بأنه من حقهم أن يحلموا بقهر الخضر في عنابة، لكن الميدان له كلمة مغايرة. لقد لاحظت هذه الأيام نغمة من التفاؤل يعزف عليها مدرب الأسود واللاعبين وحتى الجمهور المغربي، هي في الواقع حرب نفسية مسبقة ليس إلا، في ظل علمهم اليقين بما ينتظرهم على أرضية ملعب 19 ماي 56 . لذلك أخشى أن تنقلب موجة التفاؤل المفرط على غيريتس الذي اختلطت عليه الأمور على ما يبدو، وصار مرتبكا ومتناقضا حتى في تصريحاته ومواقفه بشأن اللقاء. كيف تقيم مستوى المنتخب المغربي، وقائمة 23 التي تحظى بإجماع بعض الأطراف؟ صراحة، هناك تحسن وتطور للكرة المغربية في المدة الأخيرة، خاصة منذ مباراة تنزانيا رغم تعرضه إلى "إهانة" كبيرة في مناسبات عديدة. وقد فضل المدرب البلجيكي هذه المرة المراهنة على اللاعبين المحترفين لخبرتهم الدولية على غرار خرجة، والشماخ، وبلهندة. لكن، حسب ما تناولته الصحافة، فإن قائمة غيريتس كانت محل مخاوف بعض الأطراف. ومع ذلك، يجب علينا احترام كامل التعداد والقول بأن التشكيلة المغربية لا يستهان بها، وباستطاعتها أن تسبب متاعب جمة لثعالب الصحراء. لنعد إلى الخضر هل تعتقد بأن بن شيخة أحسن اختيار قائمته لهذا الموعد؟ بن شيخة أدرى بما يقوم به، وما اختياره قائمة تمتزج فيها الخبرة والطموح، إلا تكريسا لسياسته الرامية إلى منح الفرصة للأكثر جاهزية. صراحة باركت عودة بلحاج الذي يؤدي مشوارا جيدا حاليا في دوري قطر مع نادي السد، وكذا غزال الذي استعاد الكثير من حيويته، وقوته الهجومية. وفي المقابل، تأسفت لغياب مطمور ومسلوب. لكن على وجه العموم، أرى بأن المدرب الوطني أحسن اختيار تعداده لمواجهة اسود الأطلس. ما هي الرسالة التي يمكن أن توجهها للخضر؟ أن يتحلوا بالرزانة والهدوء، وتفادي الرد على استفزازات المغاربة. كما أحثهم على توخي الحيطة والحذر، لأن أي هفوة سيما في الدفاع قد تكلفنا غاليا. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على اللاعبين، التركيز على المستطيل الأخضر، ومحاولة كسب الصراعات الثنائية وعدم ترك مساحات شاغرة لعناصر الخصم للمناورة، لأن سرعة المهاجمين المغاربة قد تشكل خطرا على دفاع المنتخب الجزائري، مما يستوجب اللجوء إلى الحراسة اللصيقة. وماذا تنتظر من الجمهور العنابي؟ لقد شكلت عنابة في خرجات سابقة محطة "مربحة" للخضر، وفأل خير عليهم. ولا أظن بأن الجمهور العنابي سيقصر من واجباته تجاه الفريق الجزائري. وعليه أنتظر أن تكون المساندة كبيرة، وأن تثبت الجماهير الجزائرية تعلقها بالألوان الوطنية، ما يجعلني أرشح جمهور ملعب 19 ماي أن يكون الرجل رقم 12 بكل ما يحمل من مغزى. هل من كلمة حول تجربتك في مجال التدريب في دوري نجوم قطر؟ هي مغامرة ناجحة مع نادي لخويا الذي يتصدر حاليا صدارة ترتيب دوري نجوم قطر. واعتقد بأن المشوار الجيد الذي حققناه، قد يجعلنا قاب قوسين أو أدنى من التتويج الذي سيشكل محطة تاريخية في مساري الكروي. حاوره : محمد مداني