فرنسا وراء محاولات المغرب عرقلة زيارة بان كي مون إلى المنطقة المغاربية وجه أكاديميون، حقوقيون و نشطاء متضامنون مع القضية الصحراوية، أمس انتقادات شديدة لفرنسا بسبب تماديها في السعي لإفشال الجهود الدولية الهادفة إلى إيجاد حل للنزاع في الصحراء الغربية، وذلك لانحيازها الدائم للطرح المغربي بخصوص منح الصحراء حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية، مؤكدين بأن الفرنسيين يقفون وراء المحاولات الأخيرة لنظام المخزن لعرقلة زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، المنتظرة في شهر مارس القادم. وفي هذا الصدد أكد البروفيسور بوجمعة صويلح المتخصص في القانون الدستوري، واحد من ابرز النشطاء الجزائريين المدافعين عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، أن تعنت سلطات الاحتلال المغربية التي تحاول – كما قال -عرقلة زيارة بان كي مون إلى منطقة المغرب العربي وخصوصا إلى الأراضي الصحراوية المحتلة تقف وراءها الحكومة الفرنسية. وقال البروفيسور صويلح الذي كان يتحدث في ندوة نقاش تم تنظيمها عشية الاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس جبهة البوليزاريو ‘' إن المغرب ليس وحده من يعرقل مسار التسوية في الصحراء الغربية وتصفية الاستعمار في إفريقيا وإنما هي فرنسا التي تقف اليوم أيضا خلف محاولات نظام المخزن عرقلة الزيارة المنتظرة للأمين العام الأممي إلى المنطقة''. وأبرز صويلح في ذات الوقت أهمية زيارة الأمين العام للأمم المتحدة التي تعد الأولى من نوعها إلى المنطقة، باعتبار أنها ستسهم في تنشيط جهود الأممالمتحدة، للتوصل إلى تجسيد حق الصحراويين في تقرير مصيرهم، وأن تشكل ضغطا حقيقيا وفعليا على المغرب لكي ينصاع لقرارات الأممالمتحدة، سيما وأن ( الزيارة ) ستمكن بان كي مون من الاطلاع عن حقيقة الأوضاع المزرية للشعب الصحراوي، ما من شأنه أن يجعل تقريره المنتظر في شهر أفريل المقبل يخرج عن أساليب المناشدة والأدبيات المعهودة في تقاريره السابقة التي لم تأت بأي نتيجة تذكر إلى الآن وتضع النقاط على الحروف. من جهته اكد الدكتور الصحراوي، بابا السيد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر 3، بأن زيارة بان كي مون إلى المنطقة ستسلط الأضواء على حقيقة الصراع بين جبهة البوليزاريو والمغرب كذلك على المعاناة اليومية المأساوية التي يعيشها أبناء هذا الوطن في الجزء المحتل منه على يد قوات الغزو وعلى يد البوليس المغربي والمخابرات العسكرية والمدنية المغربية والتنكيل الذي أصبح هدفا له يومي ضد الصحراويين ناهيك عن الاعتقالات دون محاكمات وناهيك عن التصفية الجسدية وعن الحصار المضروب على المنطقة، واتهم بدوره الحكومة الفرنسية بتعمد إفشال الجهود الهادفة إلى إيجاد حل لنزاع الصحراء، بانحيازه للطرح المغربي، معتبرا بأن المواقف الفرنسية، ظهرت ‹› في أكثر من مرة أكثر تطرفا من المغرب››. وفي تفسيره لخلفيات الموقف الفرنسي قال الأستاذ بابا السيد ‘' إن انحياز فرنسا للطرح الاستعماري المغربي يعود إلى سببين رئيسيين يتعلق الاول بكون أن المغرب هو راعي المصالح الاقتصادية الفرنسية وأيضا بكون أن فرنسا منزعجة من جبهة البوليزاريو لأنها تعتبرها امتدادا للثورة الجزائرية في المنطقة''، كما أكد المتحدث بأن النظام المغربي يخشى من زيارة بان كي مون التي تندرج في إطار المجهودات الدولية التي غايتها تنظيم استفتاء حق تقرير مصير الشعب الصحراوي ، لأنه لا يريد أن تنكشف عراقيله وأن لا يتم تسليط الضوء على سياسته في المناطق المحتلة الممنهجة في خروقات حقوق الإنسان ونهب الثروات وغيرها، مضيفا ‘' إن الشعب الصحراوي يعول كثيرا على زيارة بان كي مون المرتقبة مطلع شهر مارس القادم للمنطقة من أجل وضع حد للتعنت المغربي ودفع مسار التسوية من خلال التعجيل بتنظيم استفتاء تقرير المصير''. كما حمل الدكتور طاهر الدين العماري أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة تيزي وزو، خلال تدخله في ذات الندوة التي احتضنها مقر منتدى يومية ديكا نيوز، المسؤولية في حالة الانسداد الحاصلة بخصوص القضية الصحراوية واستمرار الاحتلال المغربي في عرقلة كل جهود التسوية الدولية، لفرنسا وقال ‘' إن فرنسا تتحمل إفشال كل مساعي حل المشكلة الصحراوية وإجهاض مساعي وجهود قيام اتحاد المغرب العربي''، وهو نفس ما ذهب إليه أيضا رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي سعيد العياشي الذي أكد بأن إن المسؤولية الكبرى في عدم حل قضية الصحراء، ودفع المغرب باستمرار لاتخاذ المزيد من المواقف المتعنتة والمتمردة على الشرعية الدولية تقع على عاتق فرنسا''. وبعد أن وجه انتقاداته لكل الأطراف التي تقف وراء التعنت المغربي وتمسكه باستعمار الأراضي الصحراوية واستغلال ثرواتها، وحتى إلى بعض اللجان الدولية المسيرة للمساعدات الإنسانية في مخيمات اللاجئين بسبب بعض ممارساتها ومن بينها أنها تبخس هؤلاء اللاجئين حتى وفي منحهم بعض المستلزمات من النوع الجيد، أعرب بدوره عن أمله في أن تشكل الزيارة المقبلة للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون في المنطقة مفتاح الحل للقضية الصحراوية وتم بالمناسبة توجيه نداء إلى بان كي مون الذي تم اعتباره أحسن أمين عام للمنظمة الأممية الذي أولى أهمية أكبر للقضية الصحراوية، شأنه شأن مبعوثه إلى المنطقة كريستوفر روس، إلى تحمل المسؤولية من باب منصب مسؤوليته في إيجاد الحل وتعجيل إنهاء الاحتلال المغربي للصحراء الغربية.