قوات التحالف تستهدف القذافي -نجا معمر القذافي من الموت المؤكد مساء أول أمس بعد أن أصاب صاروخ من طراز "كروز" أحد المباني التي تضمها إقامته في العزيزية بطرابلس، دون أن تتوفر أية معلومات عن مكان تواجده لحظة وقوع الهجوم الذي دمر المبنى عن كامله حسب الصور التي أظهرها التلفزيون الليبي صباح أمس. وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غايتس قد رفض في وقت سابق أي ضربة قد تستهدف القذافي مباشرة، كما أكد نائب الأميرال الأمريكي بيل غورتني أن العمليات التي ينفذها التحالف الدولي في ليبيا لا تستهدف القذافي شخصياً، وبرر مسؤول عسكري من قوات التحالف لشبكة "سي أن أن " استهداف مجمع القذافي في باب العزيزية بأن له أسباب عسكرية باعتباره مركز القيادة والسيطرة على القوات الليبية، خاصة وأن حملة التحالف هدفها تفكيك قدرات القذافي العسكرية. وفي المقابل توقع وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس أمس الاثنين استهداف معمر القذافي خلال العمليات العسكرية في ليبيا، وأكد لهيئة الإذاعة البريطانية، أن القرار الصادر عن الأممالمتحدة يسمح بكل الإجراءات الضرورية لحماية الشعب الليبي ويستثنى فقط الاحتلال العسكري لليبيا، ونقلت صحيفة "ديلي ميل"عن فوكس قوله أنّ القوات الجوية لبلاده مستعدّة لتوجيه ضربةٍ جراحيةٍ لاغتيال معمر القذافي وأنه سيحظر توجيه ضربات لاختراق التحصينات الخارقة للقذافي طالَمَا أنّ ذلك سيؤدِّي حسبه إلى تفادي إيقاع ضحايا من المدنيين.مسؤولون ليبيون أفادوا بعدم وقوع إصابات جراء القصف، وأشاروا إلى أن المبنى المستهدف مخصص للمكاتب، وأنه كان خالياً لحظة تعرضه للضرب، فيما لم ترد حتى الآن أي معلومات عن مكان وجود القذافي، عقب سماع انفجارات قوية هزت العاصمة الليبية مساء الأحد إلى الاثنين فيما دوت أصوات نيران المضادات الأرضية في أرجاء المدينة. وقد نظمت السلطات الليبية صباح أمس جولة للصحافيين الأجانب في مجمع العزيزية حيث يعيش القذافي على بعد مسافة قصيرة من خيمة مضاءة يستقبل فيها ضيوفه، حيث بدت مظاهر الخراب على المبنى المكون من ثلاثة طوابق وكانت هناك فجوة دائرية واضحة، ووصف موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة القصف بالوحشي، وأشار إلى أن ذلك يتناقض مع تصريحات أمريكية وغربية بأنهم لا يهدفون إلى مهاجمة هذا المكان. ويقوم القذافي باستغلال دروع بشرية في المجمع المترامي الأطراف الذي يضم مقر إقامته الخاص فضلا عن ثكنات عسكرية وغيرها من المنشآت، حيث جلس رجال ونساء تحملن الأطفال الرضع واستعدوا للبقاء طوال الليل، وقال كثيرون منهم أنهم على استعداد للموت من أجل القذافي. وقال مسؤولون بارزون في الإدارة الأمريكية إن أوباما وفريقه أجروا محادثات هاتفية للتوضيح للجامعة العربية بأن قصف الدفاعات الجوية للقذافي يدخل ضمن نطاق قرار مجلس الأمن 1973 لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، ويشمل اتخاذ "جميع التدابير اللازمة" لوقفه من مهاجمة المدنيين في بلده، وتأتي تحركات إدارة واشنطن إثر قصف مقر القذافي في باب العزيزية بهجوم صاروخي، وتصريحات عربية بأن ما يحدث في ليبيا يخرج عن نطاق فرض منطقة حظر جوي. ه/ع