مشجعون يقاطعون المونديال وآخرون يناصرون البرازيل دفع خروج الخضر في الدور الأول من منافسات مونديال جنوب افريقيا بالكثيرين الى تشجيع فريق أو عدة فرق أخرى حالفها الحظ في مواصلة فصول العرس الكروي وفي مقدمتها البرازيل، وبالتالي الاستمتاع بما تبقى من مقابلات حامية الوطيس بكل روح رياضية، بينما أكد العديد ممن تحدثنا اليهم بأنهم فقدوا الرغبة في متابعة أخبار المونديال لأنه كان يعني بالنسبة اليهم الخضر ثم الخضر ولا شيء غيرهم. وقد عقدوا آمالا عريضة في فوزهم خابت في لحظات وصفوها ب "المجنونة" أو "المنحوسة". يقول عصام تاجر في ال 25 من عمره: "منافسات المونديال فقدت مذاقها وحماسها وطعمها منذ خروج الخضر .. لم يحالفهم الحظ لتحقيق الفوز المنتظر على الأمريكيين رغم أنه كان ممكنا لا ألومهم فقد بذلوا كل ما بوسعهم لتشريف البلاد.. لكنني لازلت تحت وطأة الصدمة ولن أشاهد أية مباراة مونديالية أخرى ولن أشجع أي فريق آخر.." وقالت ليلى احدى زبوناته وهي في العقد الخامس من العمر: "بكيت كثيرا لما حدث أنا وبناتي.. وقررت أن انسحب بدوري من جمهور المونديال الذي سقط فيه وفي الدور الأول حتى الفريق الذي حصل على كأس العالم في 2006 وهو الفريق الايطالي.. هذا يخفف قليلا من حزني، ففريقنا شاب ولنا طاقات هائلة سيصقلها لا محالة في المستقبل كما يجب، سأظل اشجعه ولن أشجع غيره". وتؤكد من جهتها سمية حلاقة في العشرينات: "لم أكن أؤمن كثيرا بالحظ الى أن شاهدت مقابلة محاربي الصحراء مع الأمريكيين... وقبلها مباراتهم مع الفريق السلوفيني... فقد كانت الفرص متاحة للتسجيل... لكن الحظ هرب في لحظات مجنونة". - وتشاطرها الرأي (هدى) شابة ماكثة بالبيت: "العين والنحس هما السبب... فقد استحق فعلا الأفناك الفوز والتأهل للدور الثاني... بعد هذه الخسارة لن أتابع أي مقابلة في المونديال وأعود لمتابعة المسلسلات التركية الشيقة عبر القنوات العربية".موعدنا في المونديال القادم الملاحظ أن نتيجة المقابلة المصيرية بين الخضر والأمريكيين لا تزال تحتل حصة الأسد من أحاديث ومناقشات الأطفال والنساء والرجال بقسنطينة سواء في المنازل بين أفراد الأسر أو في الشارع والأماكن والمرافق العامة المختلفة... جميعهم يحللون ويبحثون عن مواطن الخلل والضعف ويفسرون على طريقتهم ما حدث للخضر... وتتأرجح مشاعرهم بين الحسرة والحزن والأمل والتفاؤل من بين هؤلاء الطالب الجامعي (أمين)... انه يضرب موعدا لرفاقه وجيرانه وكل عشاق الخضر في المونديال المقبل، مؤكدا بأن آنذاك باذن الله سيتغلب فريقنا على كل الحواجز النفسية والتكتيكية والتقنية وسيحقق نتائج مبهرة حقا... أما هذا الموسم - يقول - بذل الخضر قصارى جهدهم، اجتهدوا وأصابوا في أحيان كثيرة... مضيفا بأنه يوجه تحية خاصة لحارس المرمى الرائع مبولحي ولولا - حسبه - ارهاق وسهو رفاقه عندما اقتربت المقابلة مع "الماريكان" من النهاية، لحافظ على عذرية شباكه. وبخصوص متابعته لما تبقى من مقابلات مونديال جنوب إفريقيا، أوضح بأنه يعشق كرة القدم "في الدم" وبالتالي سيظل يشجع الخضر ويدعو لهم بالتوفيق ويتابع كل المقابلات المتبقية في هذا المونديال ويشجع فريقي الأرجنتين والبرازيل المفضلين لديه. واعترف من جهته الطالب شمس الدين بأنه متأثر كثيرا لعودة الخضر بخفي حني واستدرك قائلا:" المهم أنهم اكتسبوا تجربة مونديالية لا بأس بهم، فهم لايزالوا شبابا في العشرينات في أول الطريق... والمستقبل لهم.. حاليا سأكسر رتابة وحرارة يوميات الصيف بمتابعة ما تبقى من المقابلات بالرغم من ازعاج الفوفوزيلا، لكن ليس بنفس درجة حماسي السابق.. أشجع الفريق البرازيلي بالدرجة الأولى وكذا الانجليزي فهذا الأخير نال إعجابي منذ كنت صغيرا وتابعت كافة خطواته وانتصاراته وهزائمه باهتمام" أما ساعي البريد محمد فقال لنا "تقبلت ما حدث للخضر بكل روح رياضية، وأتابع حاليا بنفس الحماس والاهتمام المقابلات الباقية من عمر هذه التظاهرة العالمية.. ولازلت منبهرا بأداء المنتخب البرازيلي ونجومه وأناصره كما يعجبني كثيرا الفريق الإسباني" بينما علق استاذ ثانوي متقاعد "نتيجة الخضر كلنا كنا نتوقعها في اعماق نفوسنا... فالفريق الأمريكي كبير وله خبرة طويلة وتجربة واسعة في المحافل الدولية.. المهم أننا كسبنا فريقا واعدا سيكون له مستقبلا زاهرا وسيتألق بإذن الله في المونديال القادم.