" الخضر" يعودون إلى بونة في ثوب الأبطال بعدما غادروها بفضيحة يواصل المنتخب الوطني تحضيراته الجادة تحسبا لمباراة الغد ضد نظيره المغربي، و لو أن الملفت للإنتباه هو تلك الأجواء المميزة السائدة وسط معسكر " الخضر " مع إقتراب موعد المواجهة، لأن اللاعبين الذين تحدثنا إليهم كشفوا جميعا عن رغبتهم الجامحة في تحقيق الإنتصار، دون الأخذ في الحسبان قوة و حجم المنافس. مما يكشف عن إستعداد العناصر الوطنية جيدا من الناحية النفسية والمعنوية لهذا " الديربي " المغاربي، خاصة و أن " الكومندوس " فهم الرسالة جيدا، بعدما قرر " الجنرال " بن شيخة خوض أول حصة تدريبية في هذا التربص بملعب العقيد شابو وسط مدينة " بونة " مع فتح الأبواب للأنصار، الأمر الذي جعل التشكيلة تتدرب أمام جمهور قياسي، في صور أكدت على أن " الخضر " مازالوا يحتفظون بمكانتهم المرموقة في قلوب كل الجزائريين رغم النتائج السلبية المسجلة، والتي كانت آخرها الهزيمة التاريخية في بانغي. تخلص بن شيخة من الهاجس النفسي لعناصره دفعه إلى عزل تشكيلته كلية عن الجمهور و الصحافة، لأن " الخضر " يتدربون بمعدل حصة كل يوم، لكن في غياب المشجعين و حتى رجال الإعلام، إلا أن هذا الإجراء لم يكن كافيا لمنع الآلاف من المناصرين من تبليغ رسالتهم إلى عنتر يحي و رفاقه، لأن الشارع العنابي أبدى تجاوبا كبيرا مع المنتخب منذ وصوله يوم الأحد الماضي، حيث يتوافد الآلاف أمام البوابة الرئيسية لمركب 19 ماي قبيل كل حصة تدريبية من أجل هدف وحيد و هو تحية اللاعبين عن بعد، لأن التدريبات المغلقة تجرى تحت تغطية أمنية مشددة في كل أركان الملعب، و حتى في المسلك المؤدي من فندق " صبري " إلى الملعب، و قد كانت الصور أكثر تأثيرا بعد الحصة التدريبية لسهرة أول أمس الخميس، لأن جحافل الأنصار إصطفت في طوابير طويلة على حافة الطريق أمام محطة القطار لتحية العناصر الوطنية، وهي صور لا تصنع إلا للأبطال، مما يعني بأن صانعي ملحمة " أم درمان " إستعادوا ذكرياتهم البطولية، رغم أنهم غابوا عن هذه المدينة لمدة تقارب سبع سنوات، والكل يتذكر " فضيحة " الغابون ذات سبتمبر من سنة 2004 و الهزيمة المذلة بثلاثية، لما لعب " الخضر " بتشكيلة ضمت حينها كل من زياني و عنتر يحي من التعداد الحالي، و كان " الماجيك " إحتياطيا، و هذا الثلاثي عاد إلى جوهرة الساحل الجزائري في ثوب " الأبطال" بمعية ترسانة من الوجه الشابة التي ظفرت بشرف الدفاع عن الألوان الوطنية بعد المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا. لا شيء يعلو فوق الألوان الوطنية في الشارع العنابي هذه الزيارة التي جاءت بعد غياب طويل جعلت بونة تكشف عن إستعدادها لإستضافة " الخضر " ، لأن الشوارع في عاصمة الولاية أكتست حلة مميزة باللونين الأخضر و الأبيض، عودة الأعلام الوطنية إلى الساحات والشوارع والبنايات، خاصة الرايات العملاقة التي اختفت منذ الإقصاء من الدور الأول لمونديال جنوب إفريقيا شهر جوان الماضي. على صعيد آخر فإن كل مناسبة تهم المنتخب الوطني ينتظرها التجار على أحر من الجمر من أجل عرض كل ما له علاقة بالجزائر، حيث أصبح اللون الأخضر والأبيض يغلب على الطاولات الخاصة التي تم نصبها خصيصا لهذا الموعد لبيع أقمصة اللاعبين و القبعات و كل شيء له صلة بالألوان الوطنية، وقد بدت الأسعار في متناول الجميع خصوصا الملابس المزينة بالألوان الوطنية التي ستزين مدرجات ملعب 19ماي حتما يوم المواجهة. على صعيد آخر فقد إكتست عنابة حلة مميزة بتعليق اللافتات العملاقة التي تتغنى بإنجازات الأبطال، وكذا لافتات أخرى عليها صور نجوم مونديال جنوب إفريقيا أمثال بوقرة، زياني، عنتر يحي و مبولحي، لأن هذه اللافتات أصبحت موضة عنابية خالصة بدليل تواجدها في كل مكان أبرزها اللافتة المعلقة في النفق المؤدي إلى سيدي إبراهيم ، و كذا اللافتة المنصبة في مدخل ملعب 19ماي 56 و التي تجلب انتباه كل الزائرين، فضلا عن الأجواء المميزة التي يصنعها الأنصار مساء كل يوم، لأن ساحة الثورة " الكور " يكون يوميا على موعد مع " كورتاج " كبير لأصحاب السيارات الذين يجبون الشوارع الرئيسية لعاصمة الولاية حاملين الرايات الوطنية مع إطلاق العنان لمنبهات المركبات، و لا شيء يعلو فوق الألوان الوطنية بمدينة عنابة هذه الأيام خاصة مع إقتراب موعد الحسم.