بدا أن قوات القذافي تلقت ضربات موجعة، حيث تم تدمير الكثير من آلياتها وفقدت الكثير من قوتها التي كانت متجهة بالأساس إلى مدينة بنغازي، مما جعل وحدات ثوار 17 فيفري يتحوّلون من الدفاع إلى الهجوم·على الطريق المؤدي من بنغازي إلى إجدابيا، كانت بقايا قوات القذافي المتناثرة شاهدة على القصف الجوي العنيف الذي تعرّضت له، وسمع مراسلون صحفيون على بُعد خمسة كيلومترات من إجدابيا انفجارات ورأوا أعمدة من الدخان تتصاعد فوق البلدة عند المدخل إلى شرق ليبيا الذي يضم طرقا سريعة تؤدي إلى بنغازي معقل المعارضة المسلحة ومدينة طبرق النفطية الواقعة في شمال شرق البلاد· وعندما رأى المقاتلون طائرة حربية تحلق عاليا هللوا وأشاروا بعلامة النصر وتقدموا نحو إجدابيا· وتتناقض الفرحة الغامرة للمقاتلين إزاء أزيز الطائرات بشكل صارخ مع خوفهم في الأسبوع الماضي عندما كان نفس صوت الأزيز يعني هجمات طائرات حربية تابعة للقذافي· وقال سكان من إجدابيا، إن البلدة تضررت بشدة من جراء القتال ضد قوات القذافي التي دخلتها في الأسبوع الماضي بالأسلحة الثقيلة وتمكنت من التغلب على مقاتلي المعارضة المزودين بأسلحة خفيفة ويعتمدون على المدافع الآلية التي توضع فوق الشاحنات· وعلى صعيد آخر، قال متحدث باسم المحتجين، إن قوات العقيد الليبي معمر القذافي تأتي بمدنيين من بلدات مجاورة لمدينة مصراتة الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة لاستخدامهم كدروع بشرية· ولم يتسن التأكد من صحة التقرير من مصدر مستقل ولم يرد تعليق فوري من مسؤولين ليبيين· وأبلغ الساكن أيضا أن قوات القذافي التي ترتدي ملابس مدنية دخلت المدينة وأضافوا أن قناصة يقفون فوق أسطح المباني ويطلقون النيران على من يدخل في نطاق مرماهم· وتظهر الروايات، فيما يبدو، أن الغارات الجوية الغربية فرضت على قوات القذافي تغيير أسلوبها، إذ تحاول الاندماج بين المدنيين مما يصعب استهدافها من الجو· وقالت وزارة الدفاع البريطانية، إن طائراتها الحربية ألغت مهمة أثناء الليل لوجود مدنيين بالقرب من الهدف· وقال الميجر جنرال جون لوريمر مسؤول الاتصالات الاستراتيجية بهيئة أركان الدفاع ''عندما اقتربت الطائرات من طراز تورنيدو جي·ار 4 التابعة للسلاح الجوي الملكي ورد المزيد من المعلومات التي حددت عدد المدنيين في نطاق المنطقة المزمع استهدافها· نتيجة لهذا اتخذ قرار بعدم اطلاق أسلحة''· وقال المتحدث باسم الثوار، إن سبعة أيضا قتلوا في مصراتة في القتال الذي دار أول أمس الأحد، وأضاف: ''ذهب رجل مسن لأداء صلاة الفجر وقتل بالرصاص ومازالت جثته ملقاة في الشارع، لأن سيارات الاسعاف لم تستطع نقلها الى المستشفى''· وعلى صعيد آخر، قال هنري جوينو أحد أقرب مساعدي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إن الغارات الجوية على ليبيا ستستمر ''لفترة أخرى'' على الأرجح، لكن الليبيين وليس المجتمع الدولي هم الذين سيحددون المسار الذي ستسلكه البلاد· وأضاف أن غارات قوات التحالف على أهداف ليبية التي أجازها قرار صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لا تهدف إلى إسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي· وقال جوينو لاذاعة (ار·ام·سي) الفرنسية ''هذا ليس تفويض الأممالمتحدة· هذه أفضل نتيجة تسنى الوصول اليها لكن الثورة الليبية لليبيين''· وأضاف يقول: ''تحديد مصير الشعب الليبي ليس في يد المجتمع الدولي··· من الواضح أن الجميع يضعون في أذهانهم هدفا ثانيا هو رحيل العقيد القذافي''· ولدى سؤاله إن كان من المرجح أن تستمر الهجمات قال جوينو انها ستستمر ''لفترة أخرى''· وكانت القوى الغربية قد شنت موجة ثانية من الغارات الجوية على ليبيا في وقت مبكر، أمس الإثنين، بعد أن منعت قوات القذافي من التقدم إلى بنغازي معقل المعارضة المسلحة· وقال فرانسوا باروان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، إن فرنسا ليس لديها معلومات عن سقوط قتلى مدنيين في الضربات الدولية الموجهة ضد ليبيا· وحذر من ''حملة العلاقات العامة والدعاية'' التي ينفذها المسؤولون الموالون للقذافي في ليبيا· وأضاف لقناة ''كانال بلوس'': ''القيادة الفرنسية ليست على علم بسقوط قتلى مدنيين''·