فرنسا تؤكد استمرار عمليات القصف "لفترة أخرى" -شنت قوات التحالف الدولية في وقت مبكر يوم أمس موجة ثانية من الغارات الجوية على مواقع قوات القذافي بعد أن منعتها من التقدم إلى بنغازي معقل المحتجين ومقر مجلسهم الانتقالي. وقد بدأت مجموعات من المحتجين بالتوجه نحو أجدابيا ومناطق أخرى بليبيا لاستعادة السيطرة عليها، حيث ذكر الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة لقناة "الجزيرة" إنه تم التخلص من الكتائب الأمنية التي تقدمت نحو بنغازي بعتاد حربي كان كفيلا بإبادة المدينة على حد قوله، وقال أن المحتجين أخرجوا تلك الكتائب من المدينة بعد أن أحدثت دمارا كبيرا فيها لتتكفل القوات الدولية بتدميرها بعد ذلك، وقد حرك المحتجين قواتهم إلى قرب أجدابيا بعدما ألحقت الغارات الجوية خسائر فادحة بقوات القذافي على الطريق المؤدي إلى البلدة الإستراتيجية الواقعة شرقي البلاد، وأكدوا أنهم ينتظرون المزيد من الضربات الجوية الغربية التي يأملون أن تضعف قوات القذافي أكثر قبل أن يتحركوا إلى داخل أجدابيا التي اضطروا للخروج منها قبل أيام تحت وطأة نيران كثيفة. وقال عبد الله الزنتاني الذي يقاتل بصفوف المحتجين أن لديهم معلومات بأن دبابات القذافي قريبة منهم وبأن قوات التحالف الغربية ستقصفها، لذا ينتظرون الضربات الجوية قبل المضي قدما على حد تعبيره ولكنهم يرفضون تدخل قوات برية أجنبية، وتابع في مؤتمر صحفي أن الهدف ما زال السيطرة على العاصمة طرابلس ولكنهم يريدون تحقيق ذلك دون هجوم أجنبي بري. وأفاد مراسلون لوكالة "فرانس برس" أن القوات الحكومية الليبية التي شنت هجوما صباح السبت على مدينة بنغازي تراجعت أمس الاثنين حتى أجدابيا على بعد 160 كلم جنوبا، وشوهدت عشرات الآليات التي دمرتها الضربات الجوية التي شنها التحالف الدولي على طول الطريق بين المدينتين، وتجمع مئات المحتجين صباحا على بعد بضعة كيلومترات من أجدابيا حيث كانت الاتصالات والمياه مقطوعة.وفي مصراتة أفاد متحدث باسم المحتجين لوكالة "رويترز" أن قوات القذافي أتت أمس الأول بمدنيين من بلدات مجاورة لمدينة مصراتة الواقعة تحت سيطرة المحتجين لاستخدامهم كدروع بشرية، وقال المتحدث أن سبعة أشخاص قتلوا أول أمس الأحد في حين ذكر أحد السكان لرويترز أن عدد القتلى ثمانية، وأبلغ أن قوات للقذافي ترتدي زيا مدنيا متواجدة في وسط المدينة في حين ما زالت إمدادات المياه مقطوعة عنهامن جهتها أكدت فرنسا على لسان هنري جوينو أحد أقرب مساعدي نيكولا ساركوزي أن الغارات الجوية على ليبيا ستستمر "لفترة أخرى" على الأرجح لكن الليبيين وليس المجتمع الدولي هم الذين سيحددون المسار الذي ستسلكه البلاد، وأضاف أن غارات قوات التحالف على أهداف ليبية والتي أجازها قرار صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لا تهدف إلى إسقاط معمر القذافي، وقال أن "الثورة الليبية لليبيين" وقال فرانسوا باروان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية في تصريحه لقناة (كانال بلوس) التلفزيونية أن فرنسا ليس لديها معلومات عن سقوط قتلى مدنيين في الضربات الدولية الموجهة ضد ليبيا، وحذر من "حملة العلاقات العامة والدعاية" التي ينفذها المسؤولون الموالون للقذافي في ليبيا، وأضاف أن القيادة الفرنسية ليست على علم بسقوط قتلى مدنيين، وقد واصلت طائرات القوات الجوية الفرنسية أمس عملياتها العسكرية ضمن قوات التحالف، حيث قالت وزارة الدفاع الفرنسية أن طائراتها تعمل انطلاقا من قواعدها الجنوبية والشرقية في فرنسا وأنها استأنفت دورياتها أمس فوق ليبيا بعد فترة من الهدوء. هشام/ع