أحضر لعمل سيدهش المستمع العربي و الأوروبي و العالمية ليست ضربة حظ ابن مدينة قسنطينة الذي التقته النصر مؤخرا على هامش حفل كبير، نظمه الديوان الوطني للثقافة و الإعلام بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بمناسبة عيد المرأة، تحدث أيضا عن مشاريعه الفنية التي وعد بأنها ستكون مفاجأة لجمهوره لأنها تحمل الكثير من الأشياء الجديدة وغير المألوفة. حاوره حمزة دايلي . النصر:ظهرت مؤخرا في وسائل إعلام أوروبية إثر جولتك الغنائية هناك، هلا حدثتنا عن ذلك؟ الشاب خلاص: قمت بإحياء حفلات ناجحة غطتها وسائل إعلام أوروبية، و هذه خطوة نحو التعريف أكثر بالأغنية الجزائرية بأوروبا، لقد قمت بجولات فنية كثيرة في هذا الشهر، و أعتبر حفلتي في ألمانيا الأكثر نجاحا. و عندما ألبي دعوة للغناء في الجزائر، فأنا أجدد العهد مع جمهوري الذي نشأت بينه و أحاول أن أشكره على دعمه المستمر لي. . لم تصدر ألبوما غنائيا جديدا رغم مرور أكثر من سنة عن طرحك لألبومك الأخير ؟ - نعم، فأنا مندهش من النجاح الكبير الذي حققه ألبوم «آلو وينك» والذي لا يزال مستمرا لحد الآن، فالطلب عليه كبير، خاصة في أوروبا، لذلك قررت أن أمنحه الوقت اللازم ليكتمل نجاحه ولا أحرق المراحل، بإصدار ألبوم فني جديد. الأصداء تقول أنه الأكثر مبيعا بين الألبومات الجزائرية على مواقع الانترنت وسوق الألبومات. - هذا يعني أن الشاب خلاص لن يصدر ألبوما جديدا في الأشهر القادمة ؟ - أنا أبحث عن طرق جديدة لأداء الأغنية الجزائرية ، أقول هذا بشكل حصري لجريدتكم. إنني في مرحلة البحث والتجريب، عبر دمج موسيقانا الجزائرية مع تيارات موسيقية عالمية، على غرار تجربتي في أغنية «آلو وينك» التي كانت تميل إلى النغمة الخليجية، لكن روحها كانت جزائرية، فأنا الآن أسعى للمضي قدما في هذا النمط الفني والخروج بتجارب جديدة تدهش المستمع الجزائري والعربي وحتى الأوروبي. - لماذا اخترت هذا الطريق لتطوير الأغنية الجزائرية؟ - أنا أسعى لأن يكون عملي القادم أكثر تأثيرا و وقعا في الساحة الغنائية الجزائرية، ما أقوم به هو استجابة لتطلعات الجيل الجديد من الشباب الجزائري، فعلينا أن نختار ما يرضيه ويجذبه أكثر. حاليا أقوم بالانتقاء وضبط الكلمات التي تتماشى مع هذا التوجه الجديد. - هل ستتخلى عن الطابع السطايفي ؟ - لا لن أتخلى عن الطابع السطايفي، لقد بدأت منه وسأستمر فيه. في حفلتي الأخيرة بألمانيا، أديت السطايفي، فامتلأت القاعة بآلاف المستمعين الذين غنوا معي بكثير من الحماس و البهجة، فرغم أن بعض النغمات لم تكن جزائرية، إلا أن من يسمعها يشعر بأن روحها سطايفية جزائرية، وذلك يتوقف على طريقة الغناء واللحن. . تؤدي الأغاني السطايفية بشكل ناجح ، ما هو السبب؟ عندما أغني أعي بأن هناك من يولد فنان، وهناك من يسعى لأن يكون فنانا. الأمران مختلفان، فالفن الذي يأتي مع الإنسان يمكن أن يطوره، لكن لا يتحقق ذلك إذا لم يمتلك المؤهلات. هذا هو العامل الحاسم في مسيرة أي مغن أو فنان، فأحيانا حين أغني في الخليج العربي، أؤدي بعض الأغاني الخليجية على الطريقة السطايفية، مثلما حدث عندما أعدت بعض أغاني حسين الجسمي، فلقت استحسانا كبيرا من الجمهور. أغانيك تدخل بيوت الجزائريين بشكل كبير، ما سر نجاحك في هذا الأمر؟ الكلام النظيف هو عامل مهم للترويج للأغنية الجزائرية، فحين تستمع لأغاني الشاب خلاص مع أمك وأهلك لن تجد كلمة بذيئة. . أصبحت كثير الظهور في أغنيات منفردة مع مغنيين فرنسيين مشهورين على غرار ميستر يو و جول، هل هي إستراتجية لكسب جمهور جديد؟ نعم... غنيت مع جول و مستر يو و أسماء معروفة كثيرة بفرنسا لديها جمهورها الخاص. كانت الأغاني تعبر عن المشاركة الفنية بين مدارس مختلفة في الأغنية الأوروبية وهو ما يعد إضافة للفن و إضافة لشهرة الفنان، في حد ذاته، خاصة وأن الفيديوهات بثت بشكل مستمر في قنوات الأغاني الفرنسية، فالنجوم الكبار في أوروبا لا يقدمون أغان ثنائية مع أي فنان، إذا لم يعرفوا مستواه الحقيقي و شعبيته، لذلك أنا أعي هذه التوازنات و أشتغل عليها من أجل تطوير الأغنية السطايفية و إيصالها للعالمية. . في حوار سابق مع النصر، قلت بأنك تريد دخول العالمية، هل دخلت أم لازلت في بداية الطريق؟ النتائج الأولى، بدأت في الظهور و حجم الحفلات و الإقبال عليها من بين المظاهر، كما أن نسبة الاستماع للأغنية السطايفية في أوروبا في ارتفاع مستمر. العالمية ليست ضربة حظ ،وإنما هي نتيجة عمل مشترك بين الفنانين الجزائريين. لذلك فيد واحدة لا تصفق وعلينا أن نجتهد أكثر من أجل الترويج لأنفسنا و دعم إبداعات شبابنا من أجل تقوية القاعدة التي يرتكز عليها أي فنان من أجل الوصول إلى العالمية. . على ذكر الشباب، هناك جيل جديد من المغنيين في الشرق الجزائري، يحاول تقليدك و متأثر بك لدرجة كبيرة في الغناء ماذا تقول لهم ؟ أقول لهم أتمنى لكم النجاح والاستمرار و أن تطوروا الأغنية السطايفية، بطريقتكم الخاصة، صحيح قد تتعلمون من فنانين آخرين، لكن نحتاج لإبداعات جديدة في الأغنية السطايفية تشق لنا طرق جديدة للوصول للآخر وتعريفه ببعدنا الثقافي و الحضاري. . كانت بدايتك صعبة في المجال الفني، رغم ذلك أنت الآن ناجح وفنان معروف في الساحة، كيف يستطيع الفنان الوصول لما وصلت إليه ؟ الطريق ليس سهلا. كنت مناضلا و من خلال تجربتي اكتشفت أن كل فنان عانى بشكل أو بآخر، لذلك فإن موجة استسهال الفن والربح السريع من وراء الفن ستزول كغيرها من الظواهر التي كانت تصبغ الأغنية الجزائرية في فترات تاريخية معينة و لا تزال لحد الآن.الجمهور هو الذي يقوم بعملية الانتقاء والتصفية من خلال إنجاح الفنانين الحقيقيين وتجاهل الفنانين المزيفين. من يستمر نجاحه وحب الجمهور له، فهو في الطريق الصحيح رغم انتقاد بعض الزملاء له.