استشهد 12 بطلا من أبطال الجزائر المرابطين في الجبال و الصحارى، و هم يؤدون واجبهم الوطني دون كلل أو ملل، في الدفاع عن حدود البلاد و تحصينها من خطر العدو الخارجي الذي يتهدّدها. الحادث وقع حسب بيان رسمي لوزارة الدفاع الوطني بالقرب من مدينة رقان بولاية أدرار بعد سقوط حوّامة ناقلة للجند إثر خلل تقني، و مع ذلك أمر نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث. و ككل حادثة مأساوية تصيب أفرادا من الجيش الوطني الشعبي أثناء آداء مهامهم في التدريبات أو خلال ملاحقة الجماعات الضالة في ميدان الحرب، تتهاطل عبارات التعاطف و المواساة و التضامن مع المؤسسة العسكرية و أفرادها عموما و مع عائلات الضحايا. و لا تقتصر عبارات التعازي و المواساة على مؤسسات الدولة المتضامنة مع المؤسسة العسكرية حامية البلاد، بل تمتد إلى الفئات الشعبية الواسعة التي هي المصدر الأساسي و الخزان الذي لا ينضب في تدعيم الصفوف الأولى بالرجال و النساء و بالشحنة الوطنية للدفاع عن الأمن القومي. و قد ظهر ذلك من خلال عبارات التعاطف الشعبي الكبير على مواقع التواصل الإجتماعي، مع العائلات المفجوعة و التي بلغها نبأ الحادثة المأساوية، وكذلك عبارات التحية و العرفان المقدمة لروح الشهداء و من أمثالهم المرابطين على الحدود الطويلة و الجبال الوعرة، من أجل أن تبقى الجزائر بلدا آمنا و مستعصيا على مخططّات المتربصين و كيد الكائدين من كل جانب. بيان وزارة الدفاع رفع من مكانة ضحايا الحادث إلى مصاف الشهداء الأبرار عند الله من الذين أدّوا واجبهم المهني بأمانة و إخلاص ، تيمنّا بشهداء و مجاهدي ثورة التحرير و بالذين دفعوا حياتهم في مكافحة الإرهاب الأعمى من أجل أن تبقى البلاد واقفة خلال التسعينات. و نيل الشهادة في مواجهة العدو، هي أقصى ما يمكن أن يتمنّاه العسكري المنتسب لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي سليل جيش جبهة التحرير الوطني، و أن يدفع روحه فداء لله و الوطن، كما فعلها أسلافه من قوافل الشهداء الأخيار و على رأسهم زيغود و بن بولعيد و بن مهيدي.. و غيرهم كثيرون. تشريف أفراد من الجنود و صف الضباط و الضباط بوسام الشهادة، التفاتة تستحق التنويه و الإشادة من قبل قيادة المؤسسة العسكرية التي تعمل بأمانة و وفق المهام الدستورية على تأمين البلاد و مؤسساتها تحت الوصاية المباشرة و التوجيهات السديدة لرئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلّحة الذي يتابع الوضع الأمني بكل تفاصيله اليومية. و لم يعد خافيا على أحد من الجزائريين و الجزائريات أن بلادهم تواجه خطرا إرهابيا جدّيا على الحدود الشرقية و الجنوبية ، استدعى تجنيد الدولة لأعداد كبيرة من القوات المرابطة منذ مدة، و تجهيز القدرات القتالية للجيش، من أجل صدّ أي تسلل محتمل للجماعات الإرهابية التي تنشط بدول الجوار كتونس و ليبيا و مالي. و تجد المؤسسة العسكرية التي تقدم كل يوم شهداء دون حساب من أجل الجزائر، عزاءها الكبير في ثقة الشعب الجزائري التي تعتزّ بها و تحافظ عليها بأمانة، ذلك أنها سرّ الإلتحام الأبدي بين الطرفين المتعاهدين على نصرة الجزائر مهما كلفهما الثمن.