التوقيع على خمس اتفاقيات تعاون في مجالات السكن، الطاقة الذرية، الإعلام والثقافة أكّد الوزير الأول عبد المالك سلال بعد محادثات جمعته أمس بموسكو بنظيره الروسي ديميتري مدفيديف إرادة الجزائر واستعداها لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وقال أن الجزائر تعتزم تنويع اقتصادها للتحرر نهائيا من التبعية للمحروقات. و أشار عبد المالك سلال في اليوم الثاني من زيارته لروسيا أن الجزائر تتوفر على طاقات هامة في المجال الفلاحي، ودعا روسيا في هذا السياق الى المشاركة في ترقية الشراكة في هذا القطاع وقال» أنه من الممكن أن تصبح الجزائروروسيا شريكين في مجال الفلاحة والصناعة نظرا لما يتمتع به جنوبالجزائر من تنوع في المحاصيل الزراعية ولدينا خطط للشراكة بين المؤسسات الجزائرية والروسية لتحفيز التعاون وتطوير الشراكة في هذا الميدان»، كما أكّد أن الجزائر سطرت أولوياتها وهي الفلاحة والصناعة، مذكرا بأنها تتوفر على طاقات هامة كفيلة بتحقيق نتائج اقتصادية، و اضاف أن البلدان يمكنهما إقامة شراكات وبناء جسر يربطهما، خاصة مع وجود 200 رجل أعمال رافقوه في زيارته إلى موسكو و شاركوا في المنتدى الاقتصادي الجزائري الروسي. في المجال السياسي عاد الوزير الأول إلى حجم وطبيعة الصداقة التي ميزت دائما العلاقات الجزائرية- الروسية، وقال أن «الأمر بالنسبة للجزائر يتعلق بأمر مبدئي لن نتراجع عليه»، و أشار إلى أن الجزائر كانت دائما محبة للسلام عبر العالم، «نحن اليوم مصدرين للسلم بالنظر إلى الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الجزائر دون هوادة لتسوية النزاعات»، موضحا في هذا السياق أن الزيارة الأخيرة لوزير الشؤون المغاربية و الإفريقية و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل إلى سوريا تندرج في إطار هذا المنطق الرامي إلى التوصل لحلول سياسية للنزاعات التي تفرض نفسها حاليا عبر العالم». وبالنسبة للملف الصحراوي أكّد سلال لنظيره الروسي أن موقف الجزائر من القضية الصحراوية «صارم»، ليجدد مرة أخرى على أن الجزائروروسيا المتفاهمتان سياسيا مدعوتان اليوم إلى التقدم بشراكاتهما في المجال الاقتصادي. التوقيع على خمس اتفاقيات في عدة مجالات وبمناسبة زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال الى روسيا تم أمس التوقيع على خمس اتفاقيات ثنائية بين الطرفين شملت قطاعات الطاقة، والسكن والثقافة والإعلام والصناعة، وقد تمثلت الاتفاقيات هذه في مذكرة تفاهم في مجال السكن والعمران وقعها عن الجانب الجزائري وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، ومذكرة تفاهم أخرى بين محافظة الطاقة الذرية في الجزائر و مؤسسة «روس أتوم» الروسية للطاقة تتعلق بالتعاون في مجال الطاقة الذرية للأغراض السلمية، ومذكرة تفاهم ثالثة وقعت بين الوكالة الوطنية لترقية وتطوير الحظائر التكنولوجية ومؤسسة تطوير وتسويق التكنولوجيات الجديدة الروسية. كما وقعت مذكرة تفاهم في مجال الإعلام بين وكالة الأنباء الجزائرية و المؤسسة الحكومية الفدرالية للإعلام الروسية « روسيا سيغودنيا» وقعها عن الجانب الجزائري المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية عبد الحميد كاشة، فضلا عن اعتماد برنامج للتعاون الثقافي المشترك بين البلدين يمتد من سنة 2016 إلى سنة 2018 . كما قال الوزير الأول عبد المالك سلال أن الجزائر تسعى للتعاون مع شركة «غازبروم» الروسية بما في ذلك في مجال انتاج الغاز الصخري، وقال في لقائه بالوزير الأول الروسي ديمتري مدفيديف « لدى غاز بروم خططا محددة للتعاون معنا، ونحن نفكر في إنتاج الغاز الصخري، والجزائر تحتل المرتبة الثانية أو الثالثة من حيث احتياطات الغاز الصخري ولدينا إمكانية لإيجاد سبل للتعاون في هذا المجال». وفي سياق متصل تحدث عبد المالك سلال على ضرورة ضبط أسعار النفط للتخلص من ضغطها على الاقتصاد، مع العلم أن روسيا تعتبر من أكبر البلدان المنتجة للبترول والغاز في العالم، ويمكنها تبعا لذلك لعب دور مهم في ضمان استقرار السوق البترولية واستقرار الأسعار أيضا. من جانبه عبر رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف عن اهتمام بلاده بأن تكون أسعار النفط الخام مستقرة، وأن تغطي مصاريف شركات النفط، وأن تعطي إمكانية الربح للشركات، و أن يجني الاقتصاد الربح منها. وعلى هامش المنتدى الاقتصادي الجزائري الروسي الذي شارك فيه حوالي 200 رجل أعمال جزائري مع نظرائهم الروس صرح وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوالشوارب بأن آفاق التعاون بين البلدين في قطاع الصناعة مرضية و أن مشاريع هامة ستجسد قريبا. و أضاف يقول في هذا الصدد « إننا بصدد استكمال مشروعين كبيرين لتحويل الفوسفات قد يتم تجسيدهما في الأيام القليلة المقبلة في الجزائر العاصمة، وأن المفاوضات متقدمة بين معهد روسي والمجمع الصناعي العمومي الجزائري «منال» من أجل تجسيد مشروع كبير لاستغلال وتحويل المواد المنجمية المكتشفة بصفة مشتركة»، ذاكرا في السياق المشروع الذي تم وضعه بالتعاون مع مجمع روسي لصناعة قاطرات لصالح الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية. وكانت للوزير الأول على خلال زيارته إلى روسيا نشاطات مكثفة حيث التقى رئيسة مجلس فدرالية روسيا ( الغرفة العليا للبرلمان)، كما وضع إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول المخلد لضحايا الجنود الروس خلال الحرب العالمية الثانية.